هذا يوم للذواقة، ليس ذواقة الطعام فحسب، بل ذواقة مشاهير الفن و الشعر و الأدب و الموسيقي أيضا؛ الذواقة في كل مدن و قري المجر, التي يتنقل بينها هؤلاء المتميزون لعرض اعمالهم و اطباقهم مع مهرة من صانعي المنتجات اليدوية في مواعيد محددة من نهاية أسابيع العام، فيتمتع السكان اينما كانوا بأعلي درجات الجودة و النوعية و الترفيه في نفس اماكنهم، و يشعرون ان الدولة تعتني بهم بما هو أكثر من تقديم الخدمات الصحية و التعليمية و الانشائية بخدمات تغذي الروح، و تنير العقول، و تداعب البطون، و تنشر الابداع، و تشجع المتميزين بترويج أعمالهم ،و تدعم السياحة الداخلية بنوع من الأسواق الشعبية.
أطباق عينات طعام، اجتهدت مطاعم حاصلة علي جوائز دولية في ابتكارها، تباع بأسعار أدني لصغرها، و تتيح للمستهلكين التمتع بالعديد المتنوع معا، و التعرف علي منتجات و مقار أفضل المطاعم، بينما ينسجمون مع ضروب الفن و الثقافة، و يتجولون و يتسامرون مع هذا و ذاك. و الزوار يضيفون لبرنامجهم زيارة معالم المكان، و منها في ذلك اليوم، تفقد دير شهير لطائفة تروج للتعبير عن الإيمان صلاة و عملا، فأنشأت حوله مزارع لاڤاندر عطرية و عنب، و تبيع منتجات الشراب و التجميل.
المنتجات اليدوية الحرفية من حلي و ملابس و نباتات و جلود تروج لمبتكريها، و ترفع مستوي الذوق العام حتي في القري، التي تحصل علي خدمات مشابهة للمدن، و ان لم تتواجد بها جامعات و مسارح و دور سينما، فهي متاحة بالمدن الصغيرة القريبة و عواصم المحافظات في بلد أقل من عشر مساحة مصر ، لكنها مساحات مأهولة بمزارع و سهول خضراء بلا صحاري. فتتلاشي الفروق بين المدن و القري و بين المواطنين في المعايير الاخلاقية و التعليمية و التعامل المتحضر و اسلوب الحياة و الوعي العام، و يفضل البعض معيشة القرية الاكثر مودة و راحة و مساحة.
الأسواق الشعبية و المهرجانات و العروض الفنية في المجر تصل الملايين العشرة هم التعداد ، و الثقافة تنير العقول ، و تزيد الوعي، و ترقي بالقيم و التقاليد، و تدعم الانتماء و التوافق الاجتماعي، و تعلي من قدر المواطن المتوسط عملا و فكرا و انتاجا و انسانية. فتتقدم الدول، و يشيع الرخاء، و يشعر المواطن بالانتماء و المساواة، لأن دولته تعتني به أينما كان.