الله عز وجل أَنْعَمَ علينا بِنَعَمْ كثيرة وإذا إعتاد الإنسان النَّعَمِ ونسى شكرالْمُنْعِمُ فهو في خطر لأن دوام النعمة وزيادتها مرهون بشكر من أَنْعَمَ بها علينا هو الله جل جلاله ،ديننا الإسلامي دين التوسط والإعتدال في كل أمور الحياة الدينية والدنيوية؛
وسطية الإسلام تسعى إلى تحقيق التوازن في حياة الإنسان الروحية والمادية وفق فطرة الله التي فطر الناس عليها،كما في قوله -تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
هذا المنهج الرباني أمر بالتوسط وعدم الإسراف كما في قوله تعالى : {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} .
نعمة الكهرباء كان لإكتشافها أثر عميق في تغيير مناحي الحياة الإنسانية وتغيير أنماطها ومستوياتها، ومنذ ظهور ذلك الاكتشاف العظيم سار ركب التقدم والمدنية قدما مع تطور الإكتشافات والإختراعات التي استجدت تباعًا في مجالات الكهرباء واستخداماتها وتطبيقاتها المتعددة فإذا اعتبرنا أن الماء والهواء هما العنصران الأساسيان لاستمرار الحياة، فإن الكهرباء - بلا شك - هي العامل الأساس لإستمرار التقدم والرخاء.
يحتاج الإنسان إلى الطاقة الكهربية لتسير جميع مناحي الحياة اليومية ،و تستهلك قطاعات كثيرة من السكان كميات متزايدة من الطاقة لتوفير ظروف معيشية أكثر.
لطبخ الطعام وإنارة البيوت والشوارع وتشغيل الأجهزة الكهربائيه المستخدمة في البيوت لتحقيق الراحة للإنسان وازدادت الحاجة لها والإستفادة منها والإعتماد عليها وفي المدارس والمكاتب والمولات والمتاجر.
فهى ضرورية أيضاً في النقل بمختلف أنواعه وفي الصناعة والزراعة حيث تحول الإنسان من الإعتماد على الحيوان إلي الإعتماد بشكل متزايد على الآلات الزراعية .
الكل مني يعي بأن في قرآننا المنزل آيات كريمة تنبذ الإسراف، وتنهى عن التبذير، وتحث على المحافظة على النَّعَمِ التي أَنْعَمَ بها علينا اله جل علاه، واستخدامها الإستخدام الأفضل. ومن هذه الآيات قوله تبارك وتعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) ، وقوله عز من قائل: (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا )، لذلك يجب علينا الترشيد في استهلاك الموارد حتي نحافظ عليها ،وضرورةأن نتكاتف ونتعاون بتذكير بعضنا البعض على هذه النَّعَمِ والحرص على عدم الإسراف فيها ، فترشيد استهلاك الكهرباء مطلوب تقليلها ،ونشكر الله شكراً كثيراً على هذه النعمة وعلينا أن نَتَدَبَّرْ قول الله تعالى ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.
نجد أن البعض أتخذ أسلوب السخرية او التقليل من اهمية ترشيد الفرد من استهلاكه للكهرباء في الصيف بمجرد ماأعلنت الحكومه ترشيداستخدام الكهرباء.
أحب أقولك الترشيد الفردي سلوك حضاري وأخلاقي مطلوب في ظرف زمنى محدود ،صحيح ان هناك مسئوليات على الدولة يجب انجازها ، لكن لا يمكن معه ايجاد حل جذري لتوفير الطاقة.
ويجب علينا الالتزام بتنفيذ كل ما أعلنت عنه الحكومة لأن دق ناقوس الخطر، ضرورة التعاون مع الحكومه للصالح العام الله عز وجل أمرنا بالتعاون كما في قوله (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ).
لاشك أن انقطاع الكهرباء على الناس هذا فيه ضرراً على حياتهم لذالك يجب أن نستشعر هذه المسئوليه ونعلم أن الإنسان لو اقتصد ولو بالشئ اليسير هنحافظ على حياة الناس المرضي في المستشفيات لأن انقطاع الكهربا عن بعض الأجهزة ربما يهلك بعض المرضى.
يجب أن نربي أجيالنا على ضرورة ترشيد الكهرباء لكي يتوارثه الصغير عن الكبير لأن النعم قد تزول بكفرها والإسراف بها
كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ ، المسئوليه عظيمه على جميع أفراد المجتمع لا نلقي اللوم على الحكومة في هذا الشأن انقطاع التيار الكهرباء أنما هو بفعل الناس في المجتمع، بسبب الأحمال الزائدة فلو أن كل شخص اقتصد على قدر حاجته في تشغيل ما يحتاجه من مكيفات واضاءات ونحوها لكان الأمر لن يصل إلى ما وصل إليه حالنا.
اذكر نفسي و إياكم أن مقدرات الوطن هى مسئوليه الجميع وترشيد إستهلاك الكهرباء واجب وطني.
هبدأ بنفسي في تفقد مرافق منزلي ولامانع طبعا وبكل الحب في ترشيد الإستهلاك حتي يأمن وطننا الغالي وختامًا، علينا أن نعي بأن الكهرباء تنتج بتكاليف باهظة، وتصل إلينا كمستهلكين ومستفيدين سهلة وميسرة، فيجب علينا إذن أن نحرص على حسن استخداماتها والتعامل معها حتى نحافظ عليها، ونعم بمزاياها ومنافعها محققين لقول الله تعالى: وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا الشعب المصري أجدع شعب ربنا يبارك في أهلك يامصر.