مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وجهت عدة دول تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى لبنان وكانت آخر هذه الدول الولايات المتحدة إذ حذرت السفارة الأمريكية في بيروت مواطنيها من السفر إلى لبنان.
تحذيرات دولية من السفر إلى لبنان
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أوصت روسيا مواطنيها مجددًا بالامتناع عن السفر إلى لبنان حتى تهدأ الأوضاع في جنوب البلاد. كما أفادت مواقع إخبارية لبنانية بأن وزارة الخارجية الهولندية حثت الهولنديين على مغادرة لبنان بسبب خطر التصعيد على الحدود مع إسرائيل.
ومؤخرًا، أعلنت العديد من الدول الأوروبية والإقليمية عن نيتها إجلاء رعاياها من لبنان بسبب الأوضاع التي تنذر بتصعيد المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" المستمرة منذ أشهر.
يوم الأحد الماضي، وجهت وزارة الخارجية في مقدونيا الشمالية أول نداء من دولة أوروبية لمواطنيها لمغادرة لبنان على خلفية التصعيد ذاته. كما حثت كندا يوم الثلاثاء الماضي مواطنيها في لبنان على مغادرة البلد "طالما هم قادرون على ذلك"، محذرة من خطر تصاعد العنف بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني على خلفية الحرب في غزة.
في الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، وجه تحذيراً إلى حزب الله، قائلاً إن بلاده لا ترغب في حرب مع حزب الله، لكنها قادرة على إلحاق أضرار كبيرة في لبنان، مؤكداً أن إسرائيل تستطيع إعادة لبنان للعصر الحجري إذا لزم الأمر، وسط مخاوف الأمم المتحدة من اتساع رقعة الصراع.
ووفقاً لصحيفة الجارديان، أدلى جالانت بهذه التصريحات خلال زيارة إلى واشنطن يوم الأربعاء، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى لتجنب التصعيد في الوقت الحالي. وأضاف: "نحن لا نريد الحرب، لكننا نستعد لكل سيناريو. حزب الله يفهم جيداً أننا يمكن أن نلحق أضراراً جسيمة في لبنان إذا اندلعت حرب".
وتزايدت المخاوف من تحول المناوشات الحدودية إلى حرب شاملة في الأسابيع الأخيرة منذ كشفت إسرائيل عن موافقتها على خطط لشن هجوم على لبنان، مما دفع زعيم حزب الله حسن نصر الله إلى إطلاق تهديدات جديدة.
من جهته، حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث من تصعيد الأعمال العدائية، مشيراً إلى أن لبنان يمثل "نقطة الاشتعال بعد كل نقاط الاشتعال"، ومحذراً من أن الحرب التي تشمل لبنان "ستجر سوريا وآخرين"، مضيفاً أن الأمر "كارثي محتمل". وفي حديثه في جنيف، حذر من أن الحرب التي تشمل لبنان "ستجر سوريا... وستجر آخرين"، وأضاف: "إنه أمر مثير للقلق للغاية".
حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، كانوا حريصين على تجنب مثل هذا الاحتمال، وأفاد مسؤول أمريكي بأن واشنطن منخرطة في "محادثات مكثفة إلى حد ما" مع إسرائيل ولبنان وجهات فاعلة أخرى، ويعتقد أن أي طرف لا يسعى إلى "تصعيد كبير".
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لجالانت يوم الثلاثاء إن أي حرب أخرى مع حزب الله قد يكون لها "عواقب وخيمة على الشرق الأوسط"، وحث على حل دبلوماسي. وأعرب مسؤولون أمريكيون، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن، عن أملهم في أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى انخفاض الأعمال العدائية على الحدود اللبنانية أيضاً.
وحذر فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يوم الثلاثاء من التأثير الوخيم للحرب على الأطفال، قائلاً: "كل يوم لدينا 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين في المتوسط"، مضيفاً: "هذا يعني حوالي 2000 طفل بعد أكثر من 260 يوماً من هذه الحرب الوحشية".
من جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني، عبدالله نعمة، إن المجتمع الدولي يعلم أن دخول إسرائيل إلى لبنان عبر اجتياح بري وجوي، سيكون له عواقب وخيمة على الكيان الإسرائيلي، ومن الواضح أن لبنان وشعبه لن يخضعوا لتهديدات إسرائيل العدوانية، حيث أن المقاومة مستعدة تماماً لمواجهة أي اعتداء بفضل جاهزيتها وتجهيزاتها الكاملة.
وأضاف نعمة في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن حسن نصر الله أشار إلى أن حزب الله سيتخذ خطوات استباقية إذا ما فكرت إسرائيل في دخول لبنان، مع تحذير من تداعيات حرب مدمرة تشمل المناطق المحتلة حالياً وأبعد من ذلك. ورغم الأقاويل حول احتمالات حرب واسعة النطاق، فإن الأمر يعتبر تهويلاً بسبب الضوابط المعروفة التي تنظم النزاعات بين إسرائيل ولبنان.
وتابع قائلًا إن المجتمع الدولي يجب أن يتدخل لوقف التصعيد، مما قد ينقلب على لبنان في حرب تؤدي إلى دمار شامل، خاصة مع انتشار الأخبار الكاذبة حول استخدام مطار بيروت كمستودع للسلاح. هذه الإشاعات خطيرة وتصب في صالح من يرغبون في إشعال الصراع في لبنان وخارجه.