يواجه مشروع الرصيف العائم الذي بنته الولايات المتحدة في غزة، وهو مشروع بقيمة 230 مليون دولار يهدف إلى تبسيط عملية تسليم المساعدات الإنسانية، آراء متباينة. قامت مجلة الإيكونوميست بزيارة الرصيف لتقييم فعاليته والآثار الأوسع لهذه المبادرة الطموحة.
بداية واعدة، تعوقها التحديات
وفي شهر مارس، قدم الرئيس الامريكي جو بايدن الرصيف كحل مهم لأزمة الجوع في غزة، ووعد "بزيادة هائلة" في توصيل المساعدات. ومع ذلك، قوبل الحماس الأولي بصعوبات عملية. تم الانتهاء من بناء الرصيف في 16 مايو، وسرعان ما تعرض للأضرار بسبب أمواج البحر الهائجة، مما جعله جاهزًا للعمل لمدة أسبوعين فقط من الأسابيع الستة الأولى.
ملاحظات على الأرض
خلال زيارة مجلة الإيكونوميست في 25 يونيو، كان الرصيف يعمل، حيث قامت سفينة الإنزال بتفريغ البضائع بسرعة. قامت الشاحنات بنقل المنصات إلى منطقة تجمع على الشاطئ محاطة بالتحصينات العسكرية الإسرائيلية. وعلى الرغم من هذه العمليات، لم يتمكن الرصيف من إيصال سوى 6,200 طن متري من المساعدات، وهو أقل بكثير من المتوقع أن يصل إلى 150 شاحنة يوميًا.
عملية مساعدات معقدة
يعد الرصيف جزءا من استراتيجية أوسع لتوصيل المساعدات تشمل معبر كرم أبو سالم في الجنوب وثلاثة معابر برية في الشمال. يقول دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "نحن نحاول إنشاء أماكن دخول مختلفة لتقليل الاحتكاك".
اختناقات توزيع المساعدات
على الرغم من زيادة عمليات تسليم المساعدات، لا يزال توزيعها يمثل تحديًا كبيرًا. وقد أفاد التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة مؤخراً أنه على الرغم من تجنب المجاعة مؤقتاً بسبب زيادة المساعدات، إلا أن ما يقرب من 25% من سكان غزة لا يزالون يواجهون مستويات جوع "كارثية".
وتتراكم المساعدات في مناطق التجمع بسبب عقبات لوجستية وقضايا أمنية. ويشير الجيش الإسرائيلي وعمال الإغاثة إلى هجمات حماس على الرصيف والمعابر باعتبارها معوقات رئيسية. ويصف ماثيو هولينجورث من برنامج الأغذية العالمي العملية المرهقة المتمثلة في نقل المساعدات عبر مناطق خطرة ولا يمكن التنبؤ بها.
الشك الفلسطيني
ينظر العديد من الفلسطينيين إلى الرصيف بعين الشك. وقد أدى استخدام الجيش الإسرائيلي للرصيف لإجلاء الرهائن إلى تأجيج نظريات قائلة بأن الهيكل يخدم أغراضًا عسكرية وليس إنسانية.
يؤدي الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. وحذرت الأمم المتحدة من تعليق العمليات ما لم يتم تحقيق تنسيق أفضل مع الجيش الإسرائيلي. في هذه الأثناء، أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة بشأن "صفقة جزئية" لإطلاق سراح الرهائن جدلا، مما يعكس المشهد السياسي المعقد وغير المستقر.
يمثل الرصيف الذي بنته الولايات المتحدة في غزة الأمل والإحباط في الوقت نفسه في الجهود المبذولة لتخفيف المعاناة في المنطقة. ورغم أن لديها إمكانات، إلا أن نجاحها يعوقه تحديات لوجستية وأمنية وسياسية. وتعتمد الفعالية المستقبلية لهذا المشروع على حل هذه القضايا وتحقيق بيئة أكثر استقرارا وتعاونا لتوزيع المساعدات.