قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

الحاسبات والذكاء الاصطناعي تتربعان على عرش كليات القمة| مفاجآت بشأن تنسيق الجامعات 2024.. وخبير تعليمي لـ«صدى البلد»: تخفيض الأعداد بكليات الحقوق والآداب والتربية أمر ضروري

الدكتور عاصم حجازي
الدكتور عاصم حجازي
×

يقترب طلاب الثانوية العامة من ماراثون تنسيق الجامعات والذي يبدأ بمجرد انتهاء امتحانات الثانوية العامة 2024، بينما يوجد العديد من التساؤلات لدى الطلاب حول التنسيق والحدود الدنيا للكليات والتخصصات الأنسب لمواكبة سوق العمل.

وقد أجاب الخبير التربوي الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، عن العديد من هذه التساؤلات خلال استضافته في موقع “صدى البلد”، كما حسم العديد من القضايا بطرح حلول مناسبة للوضع الراهن للتعليم الجامعي وما قبل الجامعي في مصر.

وإلى نص الحوار:

كثير من الطلاب يتساءلون عن وضع تنسيق الجامعات 2024.. هل سيكون هناك انخفاض أم ارتفاع في الحدود الدنيا للكليات؟

التنسيق يحكمه مجموعة من العوامل منها ميول واتجاهات الطلاب، ولكنه أمر غير معلوم، لكننا قد نشهد إقبالا وتوجها من الطلاب على كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي، وذلك سيوجه التنسيق إلى شكل مختلف.

كما أنه يتوقف على أعداد الطلاب المقبولين في الكليات، وبالتالي بالتأكد في ظل وجود عدد محدد من الطلاب مسموح بالتحاقهم بمسار معين، ذلك يرفع من الحد الأدنى للقبول بالكلية، ويكون لدينا فرصة أكبر للانتقاء وفرصة أكبر لتفضيل بعض الطلاب حسب مجموعهم، فالمعمول به في نظام التنسيق حاليا هو مجموع الدرجات في الثانوية العامة وهو المعيار الثالث المتحكم في تنسيق الثانوية العامة 2024.

متى سيختفي مفهوم كليات القمة.. وهل سنشهد كليات جديدة بديلة لها؟

سيظل مفهوم كليات القمة لدينا كما هو ما دام مجموع الطالب في الثانوية العامة هو المتحكم في التنسيق، ولكن قد تتغير كليات القمة وليس المفهوم، بمعنى أنه قد تكون كليات القمة هي كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي وليس الطب والهندسة، وذلك يعود لتوجهات الطلاب وإقبالهم على كليات معينة في الفترة الأخيرة وما يفضلون من تخصصات، وبالتالي أصبح مفهوم كليات القمة مرتبطا بتوجهات الطلاب نحو دراسة عدد من التخصصات.

هل ترى أن تطبيق السنة التمهيدية للطلاب قبل الالتحاق بالكليات هو الأفضل لهم؟

في الفترة الأخيرة استحدثت برامج جديدة وتخصصات جديدة، وما تم استحداثه من تخصصات هي تخصصات بينية والتي تتطلب أن يكون الطالب دارسا لبعض الأمور التي تتعلق بالرياضيات، بالإضافة إلى العلوم، أي ما يتم دراسته في شعبتي علمي رياضة وعلمي علوم، وهذه التخصصات البينية تجمع بين الاثنين، والطالب لم يدرس ذلك إلا في الثانوية العامة، لذلك فلدينا مشكلة في تجهيز الطالب للالتحاق بهذه التخصصات في المرحلة الجامعية.

كما أن الأمر ما زال مقترحا ولكن في حال تطبيقه لا بد من أن تكون هذه السنة التمهيدية قاصرة على التخصصات البينية، وستحل هذه السنة أزمة في أن يكون الطالب مؤهلا لهذه الدراسة حتى لا يخفق بها في البداية لأنه لا يملك الأدوات التي تؤهله للدراسة بها.

وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت خطة لتطوير التعليم بمسارات مختلفة ومستحدثة في الثانوية العامة والتي ستغني عن وجود سنة تمهيدية فيما بعد.


لماذا لا يمكن أن نطبق السنة التمهيدية على جميع التخصصات؟

لا يمكن تطبيق السنة التمهيدية على كل التخصصات لسبب أننا سنكون بذلك نخلق ثانوية عامة جديدة، وسيعاني الآباء مع الثانوية العامة التقليدية الموجودة حاليا ثم السنة التمهيدية.

كما أن الطالب عندما سيدرس في تخصص من هذه التخصصات سيدرس في المسار المناسب لهذا التخصص ولن يكون في حاجة لهذه السنة التمهيدية، وحينما تطبق ستطبق في تخصصات بعينها وتطبق لفترة زمنية محددة لحين الانتهاء من الثانوية العامة واستحداث المسارات المؤهلة للالتحاق بهذه التخصصات، وإذا تم ذلك يتم الاستغناء عن السنة التمهيدية.

ما هو البديل الأفضل لكي يتخلص الطلاب وأولياء الأمور من أزمة الثانوية العامة والتنسيق؟

لا بد من البدء في اختبارات القدرات النوعية والاستمرار بها، فالتعليم العالي قطاعات، منها قطاع التعليم الطبي، وقطاع الدراسات الإنسانية، وغيرها، وفي كل هذه القطاعات لا بد من عمل اختبار القدرات، فالطالب لا بد أن يجتاز هذه الاختبارات قبل الالتحاق بأي كلية تتبع هذه القطاعات، وإذا قمنا بذلك فسنخفف الضغط على الثانوية العامة وبالتالي ستقل تلمشكلات إلى حد كبير، مثل الغش والدروس الخصوصية، بالإضافة إلى المشكلات المزمنة التي تعاني منها الثانوية العامة.


في رأيك كيف يمكن أن نعالج أزمة كثرة أعداد الملتحقين بكليات الآداب والحقوق والتجارة؟
لا بد من إعادة تنظيم المشهد التعليمي كما أوصى الرئيس، لأن الطلاب يلتحقون بإعداد كبيرة جدا بكليات الآداب والحقوق والتجارة ثم يخرجون لسوق العمل لا يجدون فرصة عمل، وذلك له آثار اقتصادية ونفسية وانخفاض الشعور بجودة الحياة لدى أفراد المجتمع، وذلك نتيجة أنه يقوم بدراسة أشياء ويلتحق بسوق العمل في مجالات أخرى.

كما أن ربط التعليم بسوق العمل أمر هام ويدفع الطالب للتعلم لأنه يدرس لكي يعمل في المجال الذي درسه في النهاية، ونرى الكثير من الطلاب يتخرجون في أقسام بكليات الآداب والحقوق وغيرها نتيجة عدم الممارسة لأنه يلتحق بعمل في مجال غير دراسته، فبعد عامين أو ثلاث تبدأ تتضاءل معلوماته في التخصص الذي درسه.

ماذا عن الإقبال على كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي؟

إعادة توزيع الطلاب على التخصصات بشكل عام هو أمر هام كما ذكر الرئيس السيسي من قبل، خاصة أن هناك تخصصات تكنولوجية جديدة، وعند ذكرها لا بد من الحديث عن الفرق بين دراسة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

كما أن التدريس بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وتوظيفه في العملية التعليمية يجعلنا نأخذ منه القدر الذي يساعد على تسهيل العملية التعليمية، ولكن المطلوب على الجانب الآخر أن نهتم وندرس كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي ويتعلق بتكولوجيا المعلومات بشكل مكثف.

ولدينا كليات الذكاء الاصطناعي وتخصصات كثيرة جدا في الجامعات الحكومية والأهلية وبرامج تم استحداثها تقوم بتدريس إنترنت الأشياء ومعالجة البيانات والبرمجة والذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات وغيرها من المجالات الجدبدة المستحدثة والتي يطلبها سوق العمل بشدة.

هناك مسار جديد بالتعليم العالي المصري وهو الجامعات التكنولوجية.. في رأيك ما مدى الفائدة التي ستعود منها على الطلاب؟

الكليات التكنولوجية التي تدرس مهارات تكنولوجية متقدمة مرتبطة بالمجال الصناعي ومجالات سوق العمل المختلفة التي ترتبط بها بشكل كبير ويوجد بها منفعة متبادلة، كما أن سوق العمل والطالب بها يدرس تخصصات ويمتلك مهارات تجعله يضمن أن يجد فرصا له في سوق العمل بمجرد التخرج، وذلك جعل الطلاب ينظرون للتعليم الفني بنظرة مختلفة، وبالتالي عندما يدرس في الجامعات التكنولوجية يمكنه التدريب في أماكن العمل الفعلية، وعندما يخرج للسوق يخرج بمهارات حقيقية تجعله قادرا على أن يلتحق بسوق العمل منذ اليوم الأول دون الحاجة لتدريبات أو أن يعيد تعلم مهارة جديدة وما تعلمه يمكن أن يعمل به.

كما أن الجامعات التكنولوجية يوجد بها تخصصات جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل صناعة الحلي والذهب وغيره، فقد أصبحت هذه التخصصات لها مناهج وتدرس في المدارس والجامعات.

تطوير التعليم ما قبل الجامعي لابد أن يبدأ من المعلمين المؤهلين.. في رأيك ما ينقص طلاب كليات التربية ومناهجها لكي يكون المعلمون مؤهلين لمواكبة التطور؟

حدث تطوير كبير مؤخرا في مناهج كليات التربية إلا أنه تطوير يشوبه الكثير من القصور، كما أن الأزمة في كليات التربية هي أنها تحتاج جانبا عمليا أكبر، فتحتاج للاهتمام بالجانب العملي والتطبيقي بشكل أكبر، وذلك في ظل توافد أعداد كبيرة على كليات التربية، لذلك لابد من تقليل أعداد الطلاب الملتحقين بكليات التربية لنرى المزيد من التطبيق العملي.