قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

25 مليون دولار لإسقاط بومان النائب الداعم لغزة.. أغلى انتخابات تمهيدية بتاريخ أمريكا| تل أبيب وصناعة الأجنة المشوهة فى رحم الكونجرس

جمال بومان (صورة أرشيفية)
جمال بومان (صورة أرشيفية)
×

ربما يشعر البعض بالصدمة الإنسانية، عندما يشاهد صانع القرار الأمريكي، وكيف يتناقض فى مواقفه، وانفصامه عن المبادئ التى دائما ما يتغنى بها أمام العالم عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

ويتساءل العرب، وكل أحرار العالم: كيف تصبح الإبادة حقا مشروعا فى الدفاع عن النفس؟ وكيف تصبح محكمة العدل الدولية عدوا لواشنطن إذا ما فكرت فى إدانة قادة إسرائيل؟ وكيف يستطيع هؤلاء الزعماء السياسيين فى واشنطن تبرير قتل الأطفال، وإلقاء اللوم على الضحية بدلا من إدانة المجرم؟

وفى النهاية حتى تستطيع الحفاظ على عقلك تقول: هؤلاء هم عالم الزومبى، ولكن المراقب لإحدى المعارك الانتخابية الأخيرة يدرك كيفية خلق تلك الكائنات المشوهة برحم الكونجرس.

موجة الرفض غير مسبوقة التى تتعرض لها تل أبيب، دفعت اللوبى الصهيونى فى أمريكا، إلى إنفاق أكثر من 25 مليون دولار أمريكي لإسقاط جمال بومان، النائب الأسمر الذى انتقد إسرائيل بقوة، لتكون الانتخابات التمهيدية بأحد مقاعد الكونجرس فى نيويورك.

وكانت المعركة واضحة، حيث كتبت الصحف الأمريكية والغربية عن تلك المعركة التى انتهت بخسارة المدافع عن حقوق الإنسان مقابل المدعوم من تل أبيب، ليصبح من المنتظر دخول زومبى جديد للكونجرس ييساهم فى دعم الإبادة.

صدع مرير بـ«الحزب الديمقراطي» بشأن الحرب بغزة

وبحسب ما جاء فى تقرير شبكةBBC البريطانية، فقد تم إنفاق مبالغ مالية غير مسبوقة في السباق بين بومان وجورج لاتيمر في منطقة الكونجرس السادسة عشرة في نيويورك.

خسر عضو الكونجرس عن ولاية نيويورك، جمال بومان، التحدي الأساسي، وفقًا للتوقعات، في سباق يحظى بمتابعة وثيقة، وقد كشف عن صدع مرير داخل الحزب الديمقراطي بشأن الحرب بين إسرائيل وغزة.

ودخل جورج لاتيمر (70 عاما) السباق بناءً على طلب من الزعماء اليهود المحليين الذين كانوا غاضبين من بومان بسبب انتقاداته الصريحة لإسرائيل، واتهم مدير المدرسة السابق إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، وهو ما تنفيه، وشكك مرارا في دعم إدارة بايدن للحكومة الإسرائيلية.

فيما أنفقت إحدى المجموعات، وهي لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية، أو إيباك، ما يقرب من 15 مليون دولار (12 مليون جنيه إسترليني) في الانتخابات التمهيدية لإقالة الممثل اليساري في الدائرة السادسة عشرة للكونجرس في نيويورك.

إجمالي انفاق 25 مليون دولار.. رقم تاريخي

وبشكل عام، أنفقت مجموعات مختلفة 24.8 مليون دولار في السباق، مما يجعلها أغلى انتخابات تمهيدية لمجلس النواب في التاريخ، ومع فرز 88% من الأصوات مساء الثلاثاء، حصل لاتيمر على أكثر من 58% من الأصوات، مقارنة بـ 42% للسيد بومان.

وقد صور لاتيمر، وهو مسئول تنفيذي سابق في المقاطعة منذ فترة طويلة، نفسه على أنه مدافع ثابت عن إسرائيل، ووصف حماس بأنها منظمة إرهابية لا يمكن التفاوض معها، وبعد فوزه وجه رسالة وحدة ووجه انتقادات للآراء التى وصفها بـ"المتطرفة"، قائلا: "علينا أن ننظر إلى حجج أقصى اليمين وأقصى اليسار، ونقول إنكم لا تستطيعون تدمير هذا البلد بخطابكم وحججكم".

وكان السيد بومان، الذي فاز بالمنصب في عام 2020، قد اتهم أيباك بمحاولة "شراء" السباق في المنطقة، التي تمتد عبر مقاطعة ويستشستر وجزء من منطقة برونكس في مدينة نيويورك، وقال: "يجب أن نشعر بالغضب عندما تتمكن لجنة العمل السياسي الكبرى ذات الأموال المظلمة من إنفاق 20 مليون دولار لغسل أدمغة الناس ودفعهم إلى تصديق شيء غير صحيح".

وفي العام الماضي، وجه المشرعون الأمريكيون اللوم رسميًا إلى بومان بعد أن قام بتنشيط إنذار الحريق أثناء انعقاد جلسة الكونجرس، مما أدى إلى الإخلاء بينما كان الديمقراطيون يحاولون تعطيل التصويت لتجنب إغلاق الحكومة.

كلينتون الأفاقة.. تدعم اللوبى اليهودى

والملفت للنظر أن لاتيمر كان مدعومًا من وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، وهو ما يظهرها على حقيقتها "الأفاقة"، بينما كان بومان مدعومًا من زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، والممثلة اليسارية ألكساندريا أوكازيو كورتيز، والسيناتور المستقل عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز.

وتعليقا على ذلك، قال الباحث في الشئون السياسية الأمريكية، إريك هام، إن مواقف بومان الذي دعا مرارا لوقف إطلاق النار في غزة، جعلته في مرمى لجنة "أيباك" التي تدعم فقط المرشحين المؤيدين لإسرائيل.

وشدد هام على أن "أيباك" معروفة بأنها تؤيد المرشحين الداعمين لمواقف إسرائيل في أغلب الولايات وليس في نيويورك فقط.

فيما يرى المحلل السياسي القريب من الحزب الجمهوري الأمريكي، إيلي بريمر، أن تأييد "أيباك" للاتيمر ليس أمرا جديدا، فاللجان الداعمة لإسرائيل تؤيد مترشحين على حساب آخرين منذ سنوات، وهذا أمر وارد أن تؤيد هذه اللجنة أحد المرشحين في نيويورك، وقال إن تأييد هذه الفئة لهذا المرشح لا يعني بالضرورة أن ذلك مرتبط بموضع آني بل له علاقة بمواقفه العامة ضمن سياق حزبه "وفي هذا الخصوص الحزب الديمقراطي"، وتابع: "أفترض أن معارضين لبومان يرغبون في رؤية ممثل آخر لهم، وهذا أمر طبيعي".

ومع تأخر بومان في استطلاعات الرأي، هبّت بعض أكبر الشخصيات البارزة في الحزب للدفاع عنه، بما في ذلك النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكازيو كورتيز والسيناتور المستقل بيرني ساندرز، ولكن الواقع يؤكد أن تل أبيب أبعدت من تراه عدوا داخل الكونجرس، ووضعت بذرة كائن مؤيد لها، صاحب مبادئ مشوهة لدعمها.