قالت السنة النبوية يجب أن يتقدم الإمام على المأمومين ؛ وفيما يخص حكم الصلاة على يسار الإمام قال ابن أبي عمر رحمه الله : " السنة أن يقف المأمومون خلف الإمام ، إذا كان المأمومون جماعة ، فالسنة أن يقفوا خلف الإمام ، رجالا كانوا أو نساء ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه فيقومون خلفه ، ولأن جابرا وجبارا ؛ لما وقفا عن يمينه وشماله ردهما إلى خلفه ، وإن كانا اثنين.
روى جابر قال : ( سرت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ، فقام يصلي ، فتوضأت ثم جئته حتى قمت عن يساره ، فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ، فجاء جبار بن صخر حتى قام عن يساره ، فأخذنا جميعا بيديه فأقامنا خلفه ) رواه أبو داود ، وهذا قول عمر ، وعلي ، وجابر بن زيد ، والحسن ، ومالك ، والشافعي ، وأصحاب الرأي."
فضل الصلاة
الصلاة لها منزلة عظيمة في الإسلام وقدر رفيع لم تبلغه فريضة أخرى، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام التي بني عليها، وقد أوجب الله الصلاة على كل مسلم بالغ عاقل، ذكرا كان أو أنثى، ثم جعل إقامتها في المسجد خلف الإمام من أحب السنن وأفضلها، وتوعد من ترك الصلاة بالكلية بعذاب شديد، ثم جعل لصلاة الجماعة فضلا خاصا؛ فهي تفوق صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة أو خمس وعشرين درجة، حيث روي في الصحيح عن المصطفى - عليه الصلاة والسلام - قوله: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)، وقد التزم رسول الله - عليه الصلاة والسلام - بأداء الصلاة جماعة منذ أن فرضت الصلاة حتى توفاه الله، وحث أصحابه على ذلك.
فضل صلاة الجماعة في المسجد
ورد في فضل صلاة الجماعة أحاديث كثيرة، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا؛ وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، تقول: "اللهم صل عليه، اللهم ارحمه"، - وفي رواية: «ما لم يحدث فيه، ما لم يؤذ فيه» - ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة» «يعني أنه عند جلوسه بين الأذان والإقامة منتظرا الصلاة، وكذلك إذا جلس بعد صلاة المغرب في المسجد منتظرا صلاة العشاء فإنه يكون له نفس أجر الصلاة طالما أنه منتظرا الصلاة».