أفادت شبكة CNN نقلا عن مسئول كبير في البيت الأبيض ومصادر في الكونجرس الأمريكي، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعطي الأولوية لإرسال أسلحة الدفاع الجوي الحيوية لـ أوكرانيا عن الدول الأخرى "لضمان بقاء أوكرانيا".

ووصف مسئول كبير في البيت الأبيض هذا الإجراء بأنه تعديل سياسي "استثنائي إلى حد ما" في لحظة حرجة بالنسبة لأوكرانيا، ستبدأ عمليات تسليم أسلحة الدفاع الجوي الأمريكية إلى أوكرانيا هذا الصيف، وليس من الواضح على الفور عدد البلدان المتأثرة التي سيتم سحب أسلحة الدفاع الجوي الأمريكية منها وإرسالها إلى كييف.

وقبل القرار، أوضح المسئولون الأوكرانيون لواشنطن بوضوح أن هناك حاجة ماسة إلى دفاعات جوية إضافية مع استمرار روسيا في هجماتها الجوية على مدنها والبنية التحتية المدنية.

وقال المسئول في البيت الأبيض: "لو لم نفعل ذلك من أجل أوكرانيا، لما تمكنوا من الحفاظ على مخزونهم الحيوي من الدفاع الجوي مع اقتراب فصل الشتاء".

وأضاف: "هذا قرار تم اتخاذه للتأكد من أنهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم ضد هذه الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الروسية التي لا هوادة فيها".

وشكر الرئيس الأوكراني فلاديميرزيلينسكي الرئيس الأمريكي جو بايدن على هذه الخطوة في وقت لاحق يوم الخميس، وقال زيلينسكي في منشور على منصة “إكس”: "أنا ممتن للغاية للرئيس الأمريكي والولايات المتحدة لإعطاء الأولوية لأوكرانيا في تسليم الدفاعات الجوية التي نحتاجها بشدة لهزيمة الهجمات الروسية".

تغير في السياسات الأمريكية

وقالت مصادر أمريكية لـ CNN، إن وضع أوكرانيا على رأس القائمة للبدء في تلقي "كميات كافية" من قدرات الدفاع الجوي الأمريكية، وتحديداً صواريخ باتريوت وNASAM الاعتراضية، يعني أن الولايات المتحدة تراجعت عن الدول الأخرى التي كانت بالفعل في قائمة الانتظار لتلقي الأسلحة.

وقال مسئول البيت الأبيض إن مسئولي وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاجون يبذلون "جهودا دبلوماسية مكثفة" لإبلاغ الدول المتضررة بأنها ستتسلم الصواريخ الاعتراضية في جداول زمنية متأخرة.

وأضاف المسئول الأمريكي أنه من المتوقع أن تحصل أوكرانيا على أول صادراتها من قدرات الدفاع الجوي هذا الصيف، وسيظل تغيير السياسة ساريًا لمدة 16 شهرًا، ستحصل الدول الأخرى بعد ذلك على الصواريخ الاعتراضية التي طلبتها.

وفي أواخر الأسبوع الماضي، أطلع مسئولو البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية قيادة الكونجرس على التغيير في السياسة، لكنهم رفضوا إخبارهم بالدول التي ستتأثر، مما خلق حالة من الإحباط.

وقالت المصادر إنه لم يتم بعد مشاركة هذه المعلومات مع الكونجرس.

ولم يكشف مسئول البيت الأبيض عن قائمة الدول المتضررة، بخلاف القول إن صادرات الدفاع الجوي إلى تايوان لن تتأثر.

وقال المسئول لـ CNN: "حتى الآن، على الأقل في المناقشات الخاصة، فهمت العديد من هذه الدول وقدرت ضرورة هذا القرار".

وأضاف: "إذا كان أي من شركائنا في وضع وجودي مثل الوضع الذي تعيشه أوكرانيا الآن، فسنحرك السماء والأرض لمساعدتهم، ويحدث أن هذا البلد الآن هو أوكرانيا".

وهذا التغيير هو أحدث تحول من إدارة بايدن لضمان قدرة أوكرانيا على الاستمرار في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجوم الروسي المستمر.

وفي الشهر الماضي، أعطى بايدن الإذن لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بذخائر أمريكية، في انتهاك للسياسة الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة - على الرغم من تقييد استخدامها.

وقال مسئول ثانٍ في البيت الأبيض، إن هذه الخطوة تتم بالتوازي مع جهود إدارة بايدن للحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا أيضًا.

الخطط الأمريكية لتزويد أوكرانيا بالأسلحة

وقد أثيرت فكرة تعديل القائمة العالمية لتوريد الأسلحة الأمريكية لأول مرة في الإدارة الأمريكية من قبل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في منتصف أبريل عندما كانت روسيا تكثف حملتها الجوية ضد أوكرانيا ولم يكن الكونجرس قد وافق بعد على حزمة دفاعية تكميلية مع مساعدين للبلاد.

وقال الرئيس فلاديمير زيلينسكي، إنه في الوقت نفسه تقريبًا، كان الافتقار إلى الدفاعات الجوية يعني أن أوكرانيا كانت عاجزة عن منع غارة جوية روسية دمرت أكبر محطة للطاقة في منطقة كييف.

واقترح البنتاجون خيارات بعد أشهر من العمليات الداخلية لفحص كيفية إجراء التغيير على قائمة الدول التي ستتلقي الدفاعات الجوية الأمريكية، حيث تم الانتهاء من خطة وضع أوكرانيا على رأس القائمة في أواخر مايو.

وقال المسئول الأمريكي في البيت الأبيض: "رسالتنا إلى روسيا هي أنهم إذا كانوا يعتقدون أن بإمكانهم الصمود أكثر من أوكرانيا في هذه الحرب، فإنهم مخطئون".

ومن المتوقع أن تكون الصواريخ الاعتراضية الدفاعية التي تنطلق من الخط مباشرة من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، أنها ستزود كييف بكميات كافية لتكون قادرة على الدفاع ضد الهجمات الصاروخية الجوية الروسية في المستقبل المنظور.

وقال المسئول الأمريكي أيضا، إن بايدن شارك الأخبار مع زيلينسكي الأسبوع الماضي عندما التقيا على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا.

وأعلن الجانبان أيضًا أن الولايات المتحدة وأوكرانيا وقعتا اتفاقية أمنية ثنائية تلزم الولايات المتحدة لمدة 10 سنوات بمواصلة تدريب القوات المسلحة الأوكرانية، والمزيد من التعاون في إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية، ومواصلة تقديم المساعدة العسكرية والمزيد من المعلومات الاستخبارية.

إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريين الأمريكيين بالعمل في أوكرانيا

روسيا تفضح نية الإدارة الأمريكية بشأن مباحثات السلام بشأن أوكرانيا