EN
حلم المصريين بتحويل صحاري بلادهم الشاسعة إلى واحة خضراء تزخر بالخير والرخاء، ظل يراودهم لعقود، راسمًا لهم صورة مستقبل يزخر بالأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
واليوم، يتحول هذا الحلم إلى حقيقة واقعة. بفضل إرادةٍ صلبة وعزيمةٍ لا تقهر، شرعت مصر في رحلةٍ طموحة لتحويل صحرائها إلى واحة خضراء تُنبت ثمار الخير والعطاء.
فمع تزايد الضغوط على الموارد الطبيعية وتنامي تحديات الأمن الغذائي، بات من الضروري استغلال كل إمكانيات الأرض المصرية، بما في ذلك تلك الصحراوية الشاسعة.
ومن خلال مشاريع استصلاح الأراضي الضخمة، بدأت مصر في تحويل مساحات واسعة من الصحراء إلى أراضٍ زراعية خصبة، تُنتج مختلف أنواع المحاصيل الغذائية، بما في ذلك القمح والذرة والفواكه والخضروات.
ولم يقتصر الأمر على استصلاح الأراضي فقط، بل عملت مصر أيضًا على تطوير تقنيات ري حديثة تُساهم في ترشيد استهلاك المياه، وتحقيق الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية.
وتُعد مشاريع استصلاح الأراضي في مصر بمثابة شريان حياة جديد للبلاد، فهي تُساهم في زيادة الإنتاجية الزراعية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق التنمية المستدامة.
فمع كل فدان جديد يستصلح، تخطو مصر خطوةً هائلةً نحو تحقيق حلمها في تحويل صحرائها إلى جنة خضراء، تُؤمن لأبنائها حاضرًا مزدهرًا ومستقبلًا واعدًا.
توشكى شاهدة على الحلم المصري، الذي تحقق في أعوام قليلة صاحبه إرادة وطنية نجحت في استصلاح نحو 500 ألف فدان وزراعتها بمحاصيل استراتيجية ومحاصيل متنوعة.. ونجحت الإرادة الوطنية في تطويع الطبيعة والصحراء لتحقيق الأمن الغذائي للشعب المصري.
معجزة المصريين في الجنوب
"صدى البلد" زارت مشروع توشكى، في جولة نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، وشهدت معجزة المصريين في الجنوب، معجزة تحويل الصحراء الشاسعة الممتدة على عشرات الكيلومترات إلى مساحات خضراء لا تنتهى.
زيارة "صدى البلد" إلى توشكى ليست الأولى، بل سبقها زيارة في أغسطس من العام الماضي، رصدت فيها ملحمة المصريين في تأهيل مئات الآلاف من الأفدنة من أجل زراعتها بالمحاصيل المختلفة وعلى رأسها محصول القمح الاستراتيجي؛ في إطار خطة الدولة لتحقيق الأمن الغذائي من السلع الاستراتيجية للشعب المصري.
تحدث رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، إلى "صدى البلد" وقال إن السر وراء إحياء العمل في منطقة توشكى مرة أخرى يكمن في "الإرادة السياسية"، بعد أن أُهمل المشروع منذ عام 2000 ولم يتم إنجاز المُستهدف منهُ منذ ذلك الوقت، كما أوضح رئيس الشركة أنه تلقى تكليفات رئاسية مباشرة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بدراسة إحياء مشروع توشكى من جديد وإضافة مساحات كبيرة لهُ، وهذا ما حدث لأكثر من عامين في الفترة من 2017 حتى 2019 ، والتي بدأت باستصلاح مزرعة توشكى بمساحة 25000 فدان حتى بدأت الشركة في مشروع تنمية جنوب الوادي بتوشكى بمساحة 500 ألف فدان عام 2019 تصل لـ 600 ألف فدان بنهاية عامة 2025.
شهدت "صدى البلد" خلال الجولة إرادة وطنية حقيقية لم تتنازل في يوم من أجل نجاح المشروع الذي ظل يعاني طيلة السنوات الماضية، بحضور الجزء الأخير من حصاد القمح كما تجولنا في مزارع النخيل والعنب والمانجو المنتشرة في جميع أنحاء المشروع.
المشروع القومي العملاق الذي نفذه المصريون في الجنوب، تغير اللون الأصفر "لون الصحاري" داخل المزرعة إلى "اللون الأخضر" خلال عام واحد .. جولة رصدت ملحمة المصريين في تحدى التحدي ذاته من أجل إدخال مئات الآلاف من الأفدنة إلى الخدمة لزراعتها بالمحاصيل الإستراتيجية المختلفة وعلى رأسها محصول القمح وذلك لتقليل الفجوة الاستيرادية ولتحقيق الامن الغذائي.
رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية أكد خلال الجولة أن المخطط الاستراتيجي لتوشكى يشمل زراعة محاصيل استراتيجية مهمة للدولة كـ "القمح - الذرة" كذلك زراعات مُهمة كـ "الخضار - الفاكهة - البرسيم - والنخيل" وزراعات لها مستقبل واعد كـ "النباتات الطبية والعطرية".
وعند الحديث عن الزراعة لابد من ذكر الماء ، وكشف رئيس الشركة أن المياه التي تُغذي مشروع توشكى قادمة من بحيرة السد العالي عبر ترعة الشيخ زايد ويمتد منها 4 فروع مياه، ويتم استخدام تلك المياه في تحقيق أقصى استفادة منها.
أثناء جولة "صدى البلد" في مشروع توشكى تحدث رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية عن أهداف الشركة ومُستهدفاتها التي أنُشئت من أجلها عام 1995، وأوضح أن الشركة تعمل على استصلاح وزراعة الأراضي الصحرواية وتقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة.
وأوضح أن هُناك ما يزيد على 4000 مدني يعملون داخل الشركة نصفهم في مشروع توشكى، بجانب المئات من العمالة غير المباشرة ومهن وصناعات مرتبطة بمشروعات الشركة الزراعية المنتشرة في ربوع مصر.
