صعد الإسكندر الأكبر إلى عرش مقدونيا في سن العشرين، وتوفي بعد 12 عامًا فقط، تاركًا وراءه إمبراطوريةً شاسعةً تمتد من البلقان إلى باكستان اليوم.
لكن، هل أنجب الإسكندر أطفالًا خلال فترة حكمه القصيرة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما مصير هؤلاء الورثة بعد وفاته المفاجئة؟
الواقع أن الإسكندر أنجب ولدين، أحدهما من زوجته روكسانا، والآخر من إحدى عشيقاته. فقد تزوج الإسكندر من روكسانا، ابنة زعيم من بلاد "باختر" في آسيا الوسطى، في عام 327 قبل الميلاد، وذلك بعد أن وقعت أسيرةً في يد قواته أثناء حملاته العسكرية في المنطقة.
ولم يمهل القدر الإسكندر لرؤية ابنه منها، فقد كانت روكسانا حاملًا بالإسكندر الرابع عندما توفي الإسكندر في بابل عام 323 قبل الميلاد.
أما ابنه الآخر، "هيراكليس المقدوني"، فقد أنجبته له إحدى عشيقاته، وهي نبيلةٌ فارسيةٌ تُدعى بارسين، في عام 327 قبل الميلاد أيضًا.
وقد شكك بعض المؤرخين في العصر الحديث في كون هيراكليس ابنًا شرعيًا للإسكندر، إذ لم يعترف به رسميًا قط. ومع ذلك، يُجمع بعض الباحثين المُعاصرين على أن هيراكليس هو ابنه البيولوجي.
وبعد وفاة الإسكندر الأكبر بمرضٍ غامضٍ عن عمرٍ يناهز 32 عامًا، لم يكن هناك خليفة واضح لإمبراطوريته الهائلة.
وتولى أخوه غير الشقيق، "أرهيدايوس"، عرش مقدونيا، بينما تم تعيين الإسكندر الرابع، بعد ولادته، شريكًا له في الحكم.
لكن الواقع أن أرهيدايوس كان يعاني من إعاقةٍ ذهنية حالت دون مُمارسته للحكم بشكلٍ فعّال، بينما كان الإسكندر الرابع لا يزال رضيعًا.
وهكذا، أصبح كلاهما دمىً في أيدي جنرالات الإسكندر الأقوياء، الذين خاضوا صراعاتٍ داميةً للسيطرة على الإمبراطورية.
ولم يكن مصير هيراكليس، ابن الإسكندر غير الشرعي، أفضل حالًا، فقد وقع في أسر أحد الجنرالات، الذي أمر بقتله بعد فترةٍ وجيزةٍ من مقتل الإسكندر الرابع.
وهكذا، انتهت سلالة الإسكندر الأكبر بشكلٍ مأساويٍّ، ضحيةً لصراعاتٍ على السلطة وحبٍ مُطلقٍ للنفوذ.