نجحت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة، العاملة في محيط ضريح الأغاخان غرب أسوان، في اكتشاف عدد من المقابر العائلية غير المعروفة سابقًا والتي تعود إلى العصور المتأخرة واليونانية الرومانية. وصرح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن هذا الاكتشاف يضيف تاريخًا جديدًا لمنطقة الأغاخان، خاصة وأن بعض المقابر المكتشفة ما زالت تحتوي على أجزاء من مومياوات وبقايا أدوات جنائزية. هذا الاكتشاف يساهم في معرفة المزيد عن تلك الفترة والأمراض التي كانت شائعة خلالها، كما يشير إلى احتمال العثور على المزيد من المقابر في المنطقة.
آثار أسوان
وفى ضوء ذلك أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إلى أهمية الكشف الذى يضيف زخمًا جديدًا لمدينة أسوان الأثرية الذى ظلمها اليونسكو حيث لم تشملها حدود تسجيل التراث العالمى لأسوان عام 1979حيث سجلت آثار النوبة من فيلة إلى أبو سمبل فقط وتجاهلت اليونسكو تراث إدفو وإسنا وكوم أمبو والآثار داخل أسوان نفسها التى لا تنتمى لآثار النوبة والمطلوب إعداد ملف لها لتسجيلها تراث عالمى باليونسكو
وأوضح أن اسم أسوان تطورًا من "سوانو نسبة إلى سين" وتعنى البحيرة فى اللغة المصرية القديمة وسماها اليونانيين "الفنتين" أى الجزيرة وأطلق عليها مسيحيو مصر "سوان" وأضاف المسلمون إليها الألف وتعنى المركز التجارى أو السوق إشارة إلى أنها كانت مركزًا للتبادل التجارى بين شمال الوادى "مصر" وجنوب الوادى "أسوان".
أسوان وآثار الآغاخان
وأردف الدكتور ريحان أن أسوان تتضمن معالم سياحية خالدة أحدثها السد العالي الذى كان أكبر تحدٍ واجه ثورة 23 يوليو 1952، وهو أضخم مبنىً هندسي على مستوى العالم في القرن العشرين، ساهم السد العالى فى حماية البلاد من فيضانات نهر النيل العاتية والتي كانت تهدد البلاد في كل عام وتغرق مئات القرى علاوة على توليد الكهرباء
وعن ضريح الأغا خان المكتشف فى محيطه هذا الكشف الهام فقد بناه “محمد شاه” الشهير بـ “آغا خان الثالث” عام 1885، وكان الزعيم الروحي للطائفة الشيعية الإسماعيلية في الهند، والإمام رقم 48، وكان واحدًا من أغنى رجال العالم، كان أغا خان يعاني من الروماتيزم وآلام العظام ونصحه صديقه بضرورة السفر إلى أسوان أملًا في التعافي لشهرة السياحة العلاجية في أسوان لجوها الصحي ورمالها الشافية، فسافر إلى أسوان عام 1954 مع زوجته وأتباعه، وقام بدفن رجليه في رمال أسوان يوميًا، وبعدها بأسبوع تعافى تمامًا من مرضه، وقرر أن يزور أسوان كل شتاء ثم بنى له فيلا ومقبرة لتخليد ذكرى شفائه في هذا المكان ويدفن به بعد وفاته.
الضريح مبنيٌ من الجرانيت الوردي ويشبه المقابر الفاطمية ويقع بالقرب من دير القديس سمعان على الضفة الغربية في أسوان، والضريح مقام على ربوةً تتيح للزائرين رؤية بانورامية للمنطقة، ظلت زوجة آغا خان تزور الضريح بعد وفاة زوجها وأوصت بوضع الزهور على القبر كل يوم، وعندما ماتت دفنت مع زوجها، وأصبح الضريح يجتذب العديد من حجاج الطائفة الإسماعيلية، والزوار من جميع أنحاء العالم.
وتابع الدكتور ريحان أن آثار أسوان تضم معبد كوم امبو الذى بني على ضفاف نهر النيل لعبادة الآلهة حورس الأكبر وسوبك، له مدخلان متطابقان في الشكل، وبداخل المعبد العديد من القاعات ذات الأعمدة وعليها رسومات ونقوش بديعة، والكثير من المقدسات التي تبرز مدى ترابط وتقديس تلك الآلهة، وقد كان موقع المعبد مركزًا لمجموعة التماثيل التي لها قدسية خاصة عند المصريين القدماء ويوجد بجانب المعبد متحف يضم العديد من التماسيح المحنطة والتوابيت، ويتم الوصول إليه عن طريق رحلة نيلية يستمتع الزائر بجمال الطبيعة وروعة المشاهد التي يمر بها