رغم مرور 33 عامًا على غرق العبارة “سالم إكسبريس” في أعماق البحر الأحمر، إلا أن متعلقات ركابها الضحايا ما زالت موجودة داخل الحطام، مما حول موقع الحادثة إلى أحد أهم مواقع الغطس في المنطقة.
متعلقات الضحايا لا تزال موجودة
على سعيد، أحد مدربي الغوص، لاحظ خلال رحلة غوص حديثة بمشاركة عدد من الغطاسين الأجانب، أن متعلقات الضحايا، مثل الهدايا التي كانوا عائدين بها من السعودية ودول الخليج لأسرهم، لا تزال موجودة داخل الحطام. الأجهزة الكهربائية، عجلات الأطفال، أدوات الطعام، والحقائب، كلها كانت شاهدة على الحادثة، وقد غطتها الشعاب المرجانية والطحالب والمحاريات.
الموقع الجغرافي وحطام السفينة
يقول سعيد إنه نفذ رحلة غوص على حطام العبارة الغارقة على بعد 16 كيلومترًا من ميناء سفاجا البحري.
حطام “سالم إكسبريس” يستقر في أعماق تتراوح بين 14 إلى 30 مترًا منذ أن غرقت العبارة في رحلتها القادمة من ميناء جدة السعودي في 15 ديسمبر 1991.
الحادثة كانت نتيجة اصطدام السفينة بالشعاب المرجانية في تلك المنطقة، وما زالت متعلقات الركاب موجودة داخل الحطام حتى اليوم.
الشعاب المرجانية والحياة البحرية
ورغم مرور هذه السنوات، ما زال حطام السفينة الغارقة يجذب اهتمام الغطاسين الأجانب.
يعتبر حطام "سالم إكسبريس" ثاني أكثر مناطق حطام السفن الغارقة جذبًا لهواة الغوص من مختلف الجنسيات. الشعاب المرجانية الصلبة والمرنة، الطحالب، المحاريات، والقشريات قد نمت على جسم العبارة وداخلها. بالإضافة إلى ذلك، يعيش داخل الحطام عشرات الأنواع من الأسماك الكبيرة والصغيرة والملونة، مما يجعل الغطس على ما تبقى من حطام العبارة الغارقة يجذب آلاف السائحين سنويًا.
أهمية الموقع السياحية
أصبح الغطس في موقع "سالم إكسبريس" تجربة فريدة للعديد من الغطاسين حول العالم، حيث يجمع بين استكشاف التاريخ والحياة البحرية الغنية. الموقع لا يقتصر فقط على كونه مزارًا سياحيًا بل أيضًا يعد مكانًا لتعريف الناس بالتاريخ البحري وتوعية الجيل الجديد بالمخاطر التي قد تواجه السفن.
حطام "سالم إكسبريس" يمثل شاهدًا حيًا على الفاجعة التي حدثت منذ 33 عامًا، ويبقى رمزًا للذكرى ومرجعًا تاريخيًا.
المتعلقات الموجودة داخل الحطام تروي قصص الركاب وتبقي ذكرياتهم حية في أذهان الزائرين، مما يضفي على الموقع طابعًا إنسانيًا يتجاوز كونه مجرد منطقة غوص.