في 30 يونيو قبل، خرج الشعب المصري العظيم مع أبناء القوات المسلحة والشرطة مساندين ومؤازرين بعضهم البعض ليصنع واحدة من أعظم الثورات في تاريخ العالم العربي وتاريخ مصر .
وتلبية للواجب الوطني حافظت قواتنا المسلحة المصرية والشرطة على مقدرات الشعب المصرى خلال ثورة ٣٠ يونيو، وحمت المصريين من مخططات خارجية نسجتها قوى الظلام من الجماعات الإرهابية، وبعض الدول التى لا تريد الخير لمصر، ومحاولة زعزعة الاستقرار، حتى سيطرت على زمام الأمور، ونفذت إرادة المصريين، وكان لها الدور الأكبر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما قامت بتحقيق إرادة الشعب المصرى خلال ثورة يونيو لإنقاذ البلاد من براثن الجماعات الإرهابية، لتعود مصر من جديد إلى مكانتها التى تليق بها على مستوى العالم.
وفور إعلان خارطة الطريق للثورة المصرية فى 30 يونيو، كان الشغل الشاغل للرئيس السيسى تدعيم تسليح القوات المسلحة بأحدث الأسلحة والمعدات فكانت الصفقات المتنوعة للسلاح، وزيادة التدريب للمقاتل المصرى، وتولى القوات المسلحة المسئولية بالتعاون مع الشرطة المدنية للقضاء على الإرهاب نيابة عن العالم.
كعادتها دائماً تضرب القوات المسلحة المصرية مثالاً للعالم في الحفاظ على الأرواح والمنشآت وحمايتها، وهذا ما تجلى في ثورة 30 يونيو، فقد نجحت القوات المسلحة في حماية الشعب المصرى من بطش الجماعة الإرهابية في يونيو 2013؛ حيث لم ولن يحدث أن تتخلى القوات المسلحة عن الشعب يوماً ولبت القوات المسلحة نداء الشعب لحماية البلاد من الجماعة الإرهابية، بعد سيطرتهم على العديد من المواقع السياسية والحكومية، فخرج وزير الدفاع حين ذاك، المشير أول عبدالفتاح السيسى، يطالب بحوار وطنى للوصول لحلول صائبة، لكن الجماعة الإرهابية رفضت أي سبل لحلول سلمية.
ولم يقتصر الرفض على عدم المشاركة في حوار ينقذ البلاد من الدمار، لكن بدأوا في تنفيذ خطط ترهيب المواطنين بأعمالهم الإرهابية، في أكثر من محافظة وبالأخص سيناء.
وتعد ثورة 30 يونيو نموذجًا فريدًا في تاريخ الثورات الشعبية؛ حيث يثور الشعب ويعلن إرادته واضحة جلية، فتستجيب له مؤسسات دولته الوطنية، في مشهد تاريخى، لن يمحى من ذاكرة من عايشوه، وقد مضت الثورة في ثلاثة مسارات هي “التصدى للإرهاب، ومواجهة القوى الخارجية الداعمة له، وتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية، وكانت بداية المسار عبر «رفض الحكم الفاشى الدينى، ورفض الاستئثار بالسلطة، ومواجهة ما يترتب على هذا الرفض من إرهاب وعنف، وتضحيات جسام قدمها أبناء المصريين من الجيش والشرطة».
“لم يكن في مقدور القوات المسلحة أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التي استدعت دورها الوطنى، وليس دورها السياسى ولقد استشعرت القوات المسلحة أن الشعب الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم إنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.. وتلك هي الرسالة التي تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها، وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسى آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة”، هكذا قال المشير عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة حينئذ، في بيان 3 يوليو 2013.
وانتصرت القوات المسلحة لرغبة الملايين من الشعب المصرى، والآن تواصل المسيرة في حماية مصر من مخاطر الإرهاب، وفى ذات الوقت تؤدى دورها بكل أمانة في أعمال التنمية والتطوير التي تشهدها مصر.
ركزت الجماعات الإرهابية وقوى الشر جهودها لاستهداف وإنهاك القوات واستنزاف جهدها فى محاولات واضحة لإسقاط الدولة في أعقاب ثورة 30 يونيو؛ حيث انتشرت العناصر الإرهابية من خلال الأنفاق والسواحل، داخل سيناء فضلا عن تهريب كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات وتمركزت تلك العناصر في شمال ووسط سيناء، وتحديداً في المثلث رفح والشيخ زويد والعريش، وتم تسلل تلك العناصر مستغلين حالة التخبط الأمني في الدولة وقتها، وأن المنطقة (ج) في سيناء بها عناصر رمزية من قوات الأمن المركزي طبقاً لاتفاقية السلام, واندلعت المواجهة وقامت القوات المسلحة بدحر الإرهاب وتمشيط بؤر التنظيمات الإرهابية لتطهيرها من العناصر الإجرامية بسيناء، وقدمت القوات المسلحة والشرطة المدنية مئات الشهداء والمصابين من أجل استقرار الوطن وإعادة السيطرة.
إن ثورة 30 يونيو كانت وستظل فجرا جديدا لمصر وانطلاقة حقيقية لها نحو المستقبل، وشرارة الانطلاق نحو تدشين الجمهورية الجديدة، حيث شارك فيها الملايين من الشعب المصري ليقتلعوا جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، فكانت ثورة شعبية قام بها المصريون عندما أيقنوا الخطر على وطنهم، ومن خلالها قضت على مخططات هدم الدولة المصرية سواء الداخلية او الخارجية.
ستظل ثورة 30 يونيو خالدة ومحفورة فى وجدان وقلوب جميع المصريين، هذه الثورة العظيمة التى انحاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما كان قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربى آنذاك، للشعب المصري وإرادته الحرة، وحمل روحه على كتفه من أجل إنقاذ مصر من حكم الفاشية الدينية، تلك الجماعة الإرهابية التي قامت بمعاداة الجميع خلال سنة حكمها وشهدت مصر خلال حكمها عاماً أسود من تدهور اقتصادي وفشل إداري في جميع الملفات والقطاعات، وطمع الجماعة في الاستحواذ والسيطرة على كل مفاصل الدولة، فضلاً عن محاولتها تطويع القوانين لخدمة أغراضها لتحقيق أطماعها، فتعدت على الدستور والقانون، وهددت المصريين بالقتل والسحل حتى يصمتوا لمنع الاعتراض على تصرفاتها البغيضة، وحاولت تكميم الأفواه وتعدت على حرية الرأي والتعبير، وأصابها الغرور والحماقة والتكبر ولجأت إلى العنف ضد المصريين والتنكيل بالمعارضين لحكم الإخوان، ما دفع الشعب المصري إلى النزول بالملايين في الشوارع والثورة على حكم الإخوان ورئيسها المعزول محمد مرسي، حتى أسقطه.
دوماً يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ توليه الحكم استمرار المعركة حتى اقتلاع جذور الإرهاب، موضحاً أن الإرهاب تسبب في أضرار فادحة للأمة العربية خلال السنوات الماضية سواء على صعيد خسارة الأرواح التي لا تقدر بثمن أو الدمار المادي والاقتصادي، واعتبر أن مواجهة الإرهاب بحسم وقوة باتت واجبة على المستويات كافة ومن خلال استراتيجية شاملة تراعى جميع أبعاد هذه الظاهرة, كما أحبطت القوات المسلحة فى تلك الفترة عمليات تهريب للأسلحة عبر الحدود الغربية بإحكام السيطرة عليها ومنع تسلل الجماعات الإرهابية، إضافة إلى عمليات السيطرة على كامل الحدود والسواحل المصرية الأمر الذي أربك حسابات الغرب وأفشل جميع مخططاتهم, وقامت القوات المسلحة بتنفيذ عمليات عسكرية ضخمة في سيناء للقضاء على العناصر الإرهابية التي تم زرعها هناك وتضييق الخناق عليها تماماً، وتدمير مصادر تهريب السلاح عبر الأنفاق التي كانت الأخطر بجانب تأمين الحدود تماماً والسيطرة الكاملة عليها.
لقد سطرت جماهير أمتنا وخلفها جيش قوى وشرطة أبية، بداية من ثورة 30 يونيو وما بعدها ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن، وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق، مهما كانت التضحيات، ليقف العالم تحية واجلالا لهذا الشعب العظيم الذى غير مجرى التاريخ ، ونقف نحن شعب مصر تحية وتعظيما لأبنائنا الشهداء والمصابين من الشعب والجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم فداء للوطن.