صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة عقول كتاب بعنوان «توفيق الحكيم.. عصفور الشرق»، من إعداد وتحرير كلا من: أحمد محمد جلبي، وعلي إبراهيم فودة.
[[system-code:ad:autoads]]
الكتاب يتتبع سيرة توفيق الحكيم، تتبعا زمنيا متدرجا هادئا، ووضع يده على السر الذي دفع الحكيم لترك القضاء و الانسياق نحو شغفه الخاص بالمسرح والكتابة الأدبية.
ويطرح الكتاب كل الشائعات والدعاوي التي طاردت الحكيم مثل «عدو المرأة- بخيل»، طرحا موضوعيا، ويقدم ما قاله الحكيم عن نفسه في هذا الشأن.
ولد توفيق الحكيم عام ۱۸۹۸ في العام نفسه الذي ولدت فيه أم كلثوم ويوسف وهبي والشاعر إبراهيم ناجي والعالم المصري علي مصطفى مشرفة، وتوفي عام ۱۹۸۷ عن عمر ناهز ٨٨ عاما، كتب خلالها عددًا من المسرحيات قارب المئة، بدأها بمسرحية (الضيف الثقيل) يرمي برمزية المسرحية على الاحتلال الإنجليزي ضيف مصر الثقيل الذي لا يريد أن يغادرها، وافتتحت الفرقة القومية للمسرح عروضها بمسرحيته: (أهل الكهف)، واستمرت مسرحياته تقدم باعتبارها جزءًا من تاريخ مصر الأدبي والفكري لسنوات بعد وفاة الحكيم.
[[system-code:ad:autoads]]
توفيق الحكيم أديب عملاق صاحب تنظير فكري وثقافي، شغل عصره والعصور التالية له بما أنتجه من إبداع جعله في مصاف الشخصيات العامة المهمة جدا في الأدب العربي الحديث والمعاصر، وليس جزءًا من التاريخ فحسب؛ بل جزءا من هوية مصر الأدبية لا سبيل إلى غض الطرف أو التخلي عنه؛ فقدرته الفائقة على الإبداع وابتكار الشخصيات، وتوظيف الأسطورة والتاريخ، على نحو يتميز بالبراعة والإتقان؛ ليست إلا طرفًا من حياته الثقافية التي امتدت لسبعين عاما، وأعماله تكشف عن مهارة وحذق بالغين.
وصل الحكيم للعالمية بمؤلفاته التي انتشرت في أوروبا بمختلف الترجمات، وبخاصة الفرنسية، فـ (يوميات نائب في الأرياف) مثلاً ترجمت مبكرًا جدًّا للفرنسية عام ١۹۳۹، وأعيد طباعتها ١٩٤٢، وبالإنجليزية عن (دار هارفيل) بلندن ١٩٤٧، ثم الإسبانية عام ١٩٤٨، والسويدية ١٩٥٥ في الوقت الذي كانت السويد يسيطر عليها عملاق من عمالقة المسرح في الأدب الإسكندنافي هو : (هنريك يوهان إبسن - ۱۹۰۶/۱۸۲۸) ولنا أن نتخيل إلى أي مدى كان الحكيم بارعًا لدرجة منافسته لمؤلفين أوربيين هم ملء السمع والبصر.