أعلن رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس، نجاح خطة الرئاسة في موسم حج 1445هـ، التي تركزت في تهيئة الأجواء التعبدية الخاشعة للحجاج، وإثراء تجربة الأعداد المليونية من القاصدين والزائرين للحرمين ومحورية خدمة الضيف كشعار محوري، وتعضيد الأدوار التكاملية مع منظومة الحج، والتناغم مع الجهات الحكومية كافة وشركاء النجاح.
نجاح موسم حج 1445
وقال السديس إنّ هذا النجاح الباهر ما تمّ إلا بفضل الله تعالى، ثم بالدعم الكبير، والعناية الفائقة من القيادة الرشيدة -حفظها الله-، حيث تضافرت الجهود في سبيل خلق منظومة دينية خدمية متكاملة، تراعي معايير الجودة العالمية، مما أسهم في مواصلة سلسلة نجاحات في إيصال رسالة الحرمين الوسطية للعالم، وتكريس قيم التسامح والاعتدال، إلى جانب إبراز جهود حكومة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
وثمن رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، صدور التوجيه الكريم بتخفيف وتقصير مدة خطبتي وصلاة الجمعة في الحرمين الشريفين؛ لتكون في حدود 15 دقيقة، وبتأخير الأذان الأول؛ لتكون المدة بينه وبين الأذان الثاني 10 دقائق؛ ابتداءً من خطبة الجمعة 15 /12 /1445 وحتى نهاية فصل الصيف، وهو أمر يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على صحة وراحة وسلامة ضيوف الرحمن، والتيسير ودفع المشقة عنهم وعن المصلين الذين يشهدون الجمعة بالحرمين الشريفين.
وقال :" إن هذا التوجيه الكريم يأتي حرصًا من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على التماس كل ما من شأنه التيسير على ضيوف الرحمن وقاصدي الحرمين الشريفين، في ظل الرعاية الكريمة والمتابعة الدائمة من القيادة الرشيدة -حفظها الله-، وإن المملكة جعلت حفظ النفس وصيانتها وحمايتها من مبادئها السياسية الأساسية، مرتكزة في ذلك على مقاصد الشريعة التي جاء الإسلام بها لحفظ الضروريات الخمس؛ ومنها: حفظ النفس؛ إذ أمر الشارع بحفظها وعدم تعرضها للهلاك".
وأضاف السديس " إن ولي أمر بلادنا المباركة -حفظه الله- ومراعاة لما يشهده الحرمان الشريفان من توافد الأعداد المليونية من حجاج بيت الله الحرام، وفيهم الضعيف وكبير السن، ومراعاة لاشتداد الحرارة وبلوغها الذروة وقت خطبة وصلاة الجمعة، وتقديرًا لظروف المصلين في صحن المطاف والسطح والساحات، وهو الأمر الذي يتطلب التيسير ودفع المشقة عن ضيوف الرحمن والمصلين ممن يشهدون الجمعة بالحرمين؛ وجَّه -حفظه الله- بتخفيف وتقصير مدة خطبتي وصلاة الجمعة في الحرمين الشريفين؛ لتكون في حدود 15 دقيقة، وبتأخير الأذان الأول؛ لتكون المدة بينه وبين الأذان الثاني 10 دقائق؛ بناء على القواعد الشرعية التي تنص على أن المشقة تجلب التيسير والتخفيف؛ لأن المشقة العارضة الظاهرة إذا فعلت معها العبادة حصل الضرر على الفاعل، وهذا التوجيه هو تجسيد لأداء أمانة المسؤولية والحفاظ على الرعية والحرص على سلامتهم وأمنهم".
وذكر أن القيادة الرشيدة تجعل سلامة وصحة ضيوف الرحمن وتوفير سبل الرعاية والراحة والطمأنينة لهم في كل أحوالهم في ذؤابة أولوياتها؛ ليؤدوا عبادتهم في أمن وأمان وخشوع ويسر، دون أذى أو ضرر.
وأشاد بدور المملكة العربية السعودية وعلاقتها الوطيدة بمراعاة الإنسان وسلامته وحماية النفس البشرية من التعرض للأذى أيًا كان نوعه، وعلى هذا المبدأ الإنساني والإحساس بأمانة المسؤولية تجاه ضيوف الرحمن والمصلين وسلامتهم؛ جاء التوجيه بتقصير وتخفيف خطبتي وصلاة الجمعة في الحرمين الشريفين حتى نهاية فصل الصيف، سائلًا الله أن يجعل ذلك في موازين حسنات أولاة الأمر.
زيارة المسجد النبوي
كما أوصى رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ضيوف الرحمن الذين وصلوا إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي، بعد أن منَّ الله عليهم بإتمام مناسك الحج في يسر وطمأنينة وأمن وأمان، بحمد الله تعالى وشكره على ما يسَّر لهم من الاصطفاء لحج بيت الله الحرام وزيارة مسجد نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام في أجواء آمنة وعافية في الأبدان، مؤكداً أنها من نعم الله المستوجبة لمزيد من الشكر والحمد.
وقال السديس: "إن من شكر هذه النعمة اغتنام أوقات رحلة الحج المباركة ونفاحاتها الإيمانية بأداء الفرائض والاستزادة من نوافل الطاعات واستغلال الصلاة بمسجد النبي"، مبيناً أن المسجد النبوي الشريف له منزلته في الإسلام، وله آداب يجب على زائره من حجاج بيت الله الحرام وغيرهم التحلي بها.
وحثَّ زائري المسجد النبوي من حجاج بيت الله الحرام؛ بوجوب التعاون مع الجهات المعنية والمنظومة الأمنية بالمسجد النبوي، فرجال الأمن يبذلون جهوداً كبيرة في حفظ أمنهم وسلامتهم، وتهيئة الأجواء التعبد.
وأكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي أن منسوبي وكالة رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي على أهبة الاستعداد على مدار الساعة؛ لتلبية احتياجات ضيوف الرحمن الدينية، وإثراء تجربتهم وإنجاح رحلتهم الإيمانية، من خلال الدروس العلمية، والمحاضرات التوجيهية، ومكاتب إجابة السائلين، وحلقات القرآن الكريم؛ وبرنامج توزيع الكتيبات والإهداءات، والمبادرات النوعية والمناشط المثرية.