يغفل الكثيرون عن فائدة ذكر الله، حيث كشف الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن فوائد الإكثار من ذكر الله، حيث إﻥ ﺩﻭاﻡ ﺫﻛﺮ اﻟﺮﺏ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﺟﺐ اﻷﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺎﻧﻪ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺷﻘﺎء اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷﻪ ﻭﻣﻌﺎﺩﻩ، ﻓﺈﻥ ﻧﺴﻴﺎﻥ اﻟﺮﺏ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﺟﺐ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ.
فوائد الإكثار من ذكر الله
يقول ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻛﺎﻟﺬﻳﻦ ﻧﺴﻮا اﻟﻠﻪ ﻓﺄﻧﺴﺎﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ اﻟﻔﺎﺳﻘﻮﻥ} ﻭﺇﺫا ﻧﺴﻲ اﻟﻌﺒﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭﻧﺴﻴﻬﺎ ﻭاﺷﺘﻐﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻬﻠﻜﺖ ﻭﻓﺴﺪﺕ ﻭﻻ ﺑﺪ، ﻛﻤﻦ ﻟﻪ ﺯﺭﻉ ﺃﻭ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺎﺷﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﻤﺎ ﺻﻼﺣﻪ ﻭﻓﻼﺣﻪ ﺑﺘﻌﺎﻫﺪﻩ ﻭاﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﻫﻤﻠﻪ ﻭﻧﺴﻴﻪ ﻭاﺷﺘﻐﻞ ﻋﻨﻪ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻭﺿﻴﻊ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺴﺪ ﻭﻻ ﺑﺪ.
ﻫﺬا ﻣﻊ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﻴﻪ، ﻓﻜﻴﻒ اﻟﻈﻦ ﺑﻔﺴﺎﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻫﻼﻛﻬﺎ ﻭﺷﻘﺎﺋﻬﺎ ﺇﺫا ﺃﻫﻤﻠﻬﺎ ﻭﻧﺴﻴﻬﺎ ﻭاﺷﺘﻐﻞ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭﻋﻄﻞ ﻣﺮاﻋﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﺮﻙ اﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﻫﻼﻙ ﻭﺧﻴﺒﺔ ﻭﺣﺮﻣﺎﻥ.
ﻭﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﺃﻣﺮﻩ ﻛﻠﻪ ﻓﺮﻃﺎ ﻓﺎﻧﻔﺮﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺿﺎﻋﺖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ، ﻭﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﻪ ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻟﻘﻄﻮﻉ ﻭاﻟﺨﻴﺒﺔ ﻭاﻟﻬﻼﻙ.
وتابع: «ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ الأﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﺪﻭاﻡ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭاﻟﻠﻬﺞ ﺑﻪ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺰاﻝ اﻟﻠﺴﺎﻥ ﺭﻃﺒﺎ ﺑﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻟﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻣﻨﺰﻟﺔ ﻏﺬاﺋﻪ اﻟﺬﻱ ﺇﺫا ﻓﻘﺪﻩ ﻓﺴﺪ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﻫﻠﻚ، ﻭﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﻤﺎء ﻋﻨﺪ ﺷﺪﺓ اﻟﻌﻄﺶ، ﻭﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﻠﺒﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﺤﺮ ﻭاﻟﺒﺮﺩ ﻭﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺷﺪﺓ اﻟﺸﺘﺎء ﻭاﻟﺴﻤﻮﻡ. ﻓﺤﻘﻴﻖ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻭﺃﻋﻈﻢ، ﻓﺄﻳﻦ ﻫﻼﻙ اﻟﺮﻭﺡ ﻭاﻟﻘﻠﺐ ﻭﻓﺴﺎﺩﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻫﻼﻙ اﻟﺒﺪﻥ ﻭﻓﺴﺎﺩﻩ؟ ﻫﺬا ﻫﻼﻙ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﻳﻌﻘﺒﻪ ﺻﻼﺡ ﻻ ﺑﺪ، ﻭﺃﻣﺎ ﻫﻼﻙ اﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻟﺮﻭﺡ ﻓﻬﻼﻙ ﻻ ﻳﺮﺟﻰ ﻣﻌﻪ ﺻﻼﺡ ﻭﻻ ﻓﻼﺡ، ﻭﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ».
وأكمل: “وﻓﻲ ﻓﻮاﺋﺪ ذﻛﺮ الله ﻭإﺩاﻣﺘﻪ ﺇﻻ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻟﻜفى ﺑﻬﺎ، ﻓﻤﻦ ﻧﺴﻲ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﺴﺎﻩ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻧﺴﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺬاﺏ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻱ ﻓﺈﻥ ﻟﻪ ﻣﻌﻴﺸﺔ ﺿﻨﻜﺎ ﻭﻧﺤﺸﺮﻩ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻋﻤﻰ * ﻗﺎﻝ ﺭﺏ ﻟﻢ ﺣﺸﺮﺗﻨﻲ ﺃﻋﻤﻰ ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺑﺼﻴﺮا * ﻗﺎﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺗﺘﻚ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﻓﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ ﺗﻨﺴﻰ} ﺃﻱ ﺗﻨﺴﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺬاﺏ ﻛﻤﺎ ﻧﺴﻴﺖ ﺁﻳﺎﺗﻲ ﻓﻠﻢ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ، ﻭﺇﻋﺮاﺿﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺇﻋﺮاﺿﻪ ﻋﻦ اﻟﺬﻛﺮ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ ﺇﻋﺮاﺿﻪ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺭﺑﻪ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﻭاﻣﺮﻩ ﻭﺁﻻﺋﻪ ﻭﻧﻌﻤﻪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻮاﺑﻊ ﺇﻋﺮاﺿﻪ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺈﻥ اﻟﺬﻛﺮ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ ﺇﻣﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﺃﻭ ﻣﻀﺎﻑ ﺇﺿﺎﻓﺔ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﺤﻀﺔ، ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻠﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺪﺑﺮﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻓﻬﻤﻪ، ﻓﺈﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻣﻌﻴﺸﺘﻪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻀﻴﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻜﺪﺓ ﻣﻌﺬﺑﺎ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭاﻟﻀﻨﻚ اﻟﻀﻴﻖ ﻭاﻟﺸﺪﺓ ﻭاﻟﺒﻼء.
ﻭﻭﺻﻒ اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﻨﻚ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ، ﻭﻓﺴﺮﺕ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺑﻌﺬاﺏ اﻟﺒﺮﺯﺥ، ﻭاﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﺯﺥ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺿﻨﻚ ﻓﻲ اﻟﺪاﺭﻳﻦ، ﻭﻫﻮ ﺷﺪﺓ ﻭﺟﻬﺪ ﻭﺿﻴﻖ. ﻭﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ ﺗﻨﺴﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺬاﺏ.
ﻭﻫﺬا ﻋﻜﺲ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭاﻟﻔﻼﺡ ﻓﺈﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻃﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﺯﺥ ﻭﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ ﺃﻓﻀﻞ اﻟﺜﻮاﺏ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻠﻨﺤﻴﻴﻨﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻴﺒﺔ} ﻓﻬﺬا ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ.
الأدلة على جزاء المحسنين في الدنيا والآخرة
ﻗﺎﻝ تعالى: {ﻭﻟﻨﺠﺰﻳﻨﻬﻢ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ} ﻓﻬﺬا ﻓﻲ اﻟﺒﺮﺯﺥ ﻭاﻵﺧﺮﺓ. ﻭﻗﺎﻝ سبحانه: {ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﻫﺎﺟﺮﻭا ﻓﻲ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻇﻠﻤﻮا ﻟﻨﺒﻮﺋﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻷﺟﺮ اﻵﺧﺮﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ} ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺃﻥ اﺳﺘﻐﻔﺮﻭا ﺭﺑﻜﻢ ﺛﻢ ﺗﻮﺑﻮا ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻤﺘﻌﻜﻢ ﻣﺘﺎﻋﺎ} ﺣﺴﻨﺎ {ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ ﻭﻳﺆﺕ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻓﻀﻞ ﻓﻀﻠﻪ} ﻓﻬﺬا ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ أيضا: {ﻗﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا اﺗﻘﻮا ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮا ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﺃﺭﺽ اﻟﻠﻪ ﻭاﺳﻌﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻮﻓﻰ اﻟﺼﺎﺑﺮﻭﻥ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ}، ﻓﻬﺬﻩ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺰﻱ اﻟﻤﺤﺴﻦ ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﻪ ﺟﺰاءﻳﻦ: ﺟﺰاء ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺟﺰاء ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ. ﻓﺎﻻﺣﺴﺎﻥ ﻟﻪ ﺟﺰاء ﻣﻌﺠﻞ ﻭﻻ ﺑﺪ، ﻭاﻹﺳﺎءﺓ ﻟﻬﺎ ﺟﺰاء ﻣﻌﺠﻞ ﻭﻻ ﺑﺪ.
عاقبة الغفلة عن ذكر الله في الدنيا والآخرة
ونبه العالم الأزهري إلى أن هذا ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺠﺎﺯﻱ ﺑﻪ اﻟﻤﺤﺴﻦ ﻣﻦ اﻧﺸﺮاﺡ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻓﻲ اﻧﻔﺴﺎﺡ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺳﺮﻭﺭﻩ ﻭﻟﺬاﺗﻪ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺭﻭﺣﻪ ﺑﻤﺤﺒﺘﻪ. ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻭﻓﺮﺣﻪ ﺑﺮﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺮﺡ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﻠﻄﺎﻧﻪ. ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺎﺯﻱ ﺑﻪ اﻟﻤﺴﻲء ﻣﻦ ﺿﻴﻖ اﻟﺼﺪﺭ ﻭﻗﺴﻮﺓ اﻟﻘﻠﺐ ﻭﺗﺸﺘﺘﻪ ﻭﻇﻠﻤﺘﻪ ﻭﺣﺰاﺯاﺗﻪ ﻭﻏﻤﻪ ﻭﻫﻤﻪ ﻭﺣﺰﻧﻪ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻭﻫﺬا ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺃﺩنى ﺣﺲ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﻳﺮﺗﺎﺏ ﻓﻴﻪ، ﺑﻞ اﻟﻐﻤﻮﻡ ﻭاﻟﻬﻤﻮﻡ ﻭالأﺣﺰاﻥ ﻭاﻟﻀﻴﻖ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻭﻧﺎﺭ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺟﻬﻨﻢ ﺣﺎﺿﺮﺓ، ﻭالإﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭالإﻧﺎﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭاﻟﺮﺿﺎء ﺑﻪ ﻭﻋﻨﻪ ﻭاﻣﺘﻼء اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭاﻟﻠﻬﺞ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﻭاﻟﻔﺮﺡ ﻭاﻟﺴﺮﻭﺭ ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻪ ﺛﻮاﺏ ﻋﺎﺟﻞ ﻭﺟﻨﺔ ﻭﻋﻴﺶ ﻻ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻌﻴﺶ اﻟﻤﻠﻮﻙ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﺒﺘﺔ.