في خطوة غير مسبوقة في بولندا، تستعد العاصمة وارسو لتنفيذ أول "منطقة نقل نظيفة" في البلاد، حيث سيتم حظر دخول السيارات القديمة إلى وسط المدينة اعتبارًا من الشهر المقبل.
يأتي هذا الإجراء في إطار الجهود المبذولة لتحسين جودة الهواء وتقليل التأثيرات الضارة لانبعاثات السيارات على صحة السكان والبيئة.
تفاصيل حظر السيارات وجدوله الزمني
اعتبارًا من 1 يوليو 2024، ستمنع وارسو دخول سيارات الديزل التي يزيد عمرها عن 18 عامًا وسيارات البنزين التي تجاوز عمرها 27 عامًا إلى منطقة النقل النظيفة.
وستشمل هذه المنطقة مساحة قدرها 37 كيلومتر مربع، ما يعادل 7% من مساحة المدينة، وتتضمن قلب المدينة في منطقة Śródmieście وكذلك أجزاء من الأحياء المجاورة مثل Wola وOchota وSaska Kępa وGrochów وPraga.
ولضمان أن يكون السائقون على دراية بما إذا كانت سياراتهم ستتأثر بالحظر، أطلقت السلطات البلدية موقعًا إلكترونيًا يسمح لهم بالتحقق من حالة سياراتهم.
وعلى الرغم من الإجراءات الصارمة، تشير التقديرات إلى أن حوالي 3% فقط من المركبات ستتأثر في المرحلة الأولى.
هذا الحظر لن يكون ثابتًا، بل سيتم تشديده تدريجيًا في المراحل المقبلة من المشروع.
بحلول عام 2032، ستخفض وارسو الحد الأدنى المسموح به لعمر السيارات، بحيث سيتم منع سيارات الديزل التي تجاوز عمرها 11 عامًا وسيارات البنزين التي يزيد عمرها عن 17 عامًا من دخول منطقة النقل النظيفة.
الأهداف البيئية والصحية للحظر
تهدف هذه الخطوة إلى معالجة مستويات التلوث العالية التي تعاني منها وارسو وبولندا بشكل عام، حيث تعتبر انبعاثات المركبات من الأسباب الرئيسية لتلوث الهواء.
بولندا تصنف بين الدول الأوروبية الأكثر تلوثًا، ويرتبط ذلك بشكل وثيق بالانبعاثات الصادرة عن وسائل النقل.
من المتوقع أن تؤدي المرحلة الأولى من المشروع إلى تقليل مستويات أكسيد النيتروجين (NOx) بنسبة 11% والجسيمات (PM) بنسبة 20%.
وعلى المدى البعيد، بحلول عام 2032، تهدف المدينة إلى تحقيق انخفاض بنسبة 80% في أكاسيد النيتروجين وانخفاض بنسبة 69% في الجسيمات الدقيقة.
تحظى منطقة النقل النظيفة بدعم من العديد من الجهات المعنية بالصحة والبيئة، وكذلك من السكان الذين يعانون من تأثيرات التلوث المزمنة.
تأمل السلطات أن تلهم هذه الخطوة مدنًا بولندية أخرى لتبني سياسات مشابهة.
بالإضافة إلى ذلك، تدرس المدينة تطبيق حوافز لتعزيز استخدام وسائل النقل العام وشراء السيارات الكهربائية والنظيفة.
تعد هذه المبادرة جزءًا من جهود أكبر لخلق بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة في وارسو وفي أنحاء بولندا.