يعرف أن الشعب المصرى شعب متدين بطبعه ومتمسكا بتعاليم وأركان دينه، وأن سألت أى مصرى مسلم كبير فى السن عن أمنيه سيقول لك هى أداء فريضة الحج وزيارة بيت النبى صلى الله عليه وسلم.
خلال موسم الحج هذا العام اتخذت المملكة العربية السعودية إجراءات جديدة بشأن الحج أدت إلى إرتفاع تكلفته كما صرحت بذلك السفيرة سها الجندى وزيرة الدولة لشئون المصريين بالخارج ولأن الشعب المصرى متدين بطبعه استغلت بعض الشركات هذا الأمر وأصدرت تأشيرات زيادة عادية لأعداد كبيرة من المصريين على أنها تأشيرات للحج الأمر الذى أدى لوفاة 600 حاج مصرى وفقد 250 كما أوضح الإعلامى مصطفى بكرى.
بداية الأزمة
قالت الدكتورة سها الجندي، وزير الهجرة، إن هناك بعض المواطنين من المصريين حاولوا إجراء فريضة الحج من خلال تأشيرات الزيارة، مشيرة إلى أن البعثات النظامية الرسمية لم تواجه أي مشكلات في أداء الشعائر.
وصرحت سها الجندي: واجهنا تحديات كبيرة خلال موسم الحج 2024، وحدثت بعض الوفيات والذين وصل عددهم لـ27 مواطنا.
وتابعت وزيرة الهجرة: لم نتخيل دخول أعداد كبيرة بهذا الكم من خلال استغلال تأشيرات الزيارة، وبدأنا التعامل مع الاستغاثات التي استقبلتها غرفة الطوارئ ومنصات التواصل الاجتماعي؛ لأن الكثير ممن دخلوا عبر تأشيرات الزيارة كانوا من كبار السن.
واستكملت سها الجندي قائلة: تم التنسيق مع القنصلية المصرية في السعودية؛ للوقوف على موقف المفقودين الذين فقدوا طريقهم، وتأثروا بعدم وجود خيام كافية تحمي من ارتفاعات الحرارة.
واختتمت قائلة: المملكة العربية السعودية تحرص دائما على سلامة الحجيج من خلال سلامة الإجراءات لكل البعثات المصرية، وتم القبض على من سهل الحصول على تأشيرات الزيارة؛ لاستغلالها في أداء الحج، ونحن لن نترك أبنائنا في أي مكان بالعالم.
تدخل الرئيس السيسى
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى توجيهاته بتشكيل خلية أزمة برئاسة رئيس الوزراء لمتابعة وإدارة الوضع الخاص بحالات وفاة الحجاج المصريين.
ووجه السيسى بضرورة التنسيق الفوري مع السلطات السعودية لتسهيل استلام جثامين المتوفين وتقديم كافة التسهيلات اللازمة في هذا الشأن.
و تأتي ووجيهات الرئيس في إطار حرص القيادة المصرية على متابعة أوضاع الحجاج وتقديم الدعم والمساندة لأسر المتوفين
وتقدمت الرئاسة بالتعازي والمواساة لأسر الضحايا وتؤكد التزام الحكومة بتقديم الدعم اللازم لهم خلال هذا الحدث المؤسف.
الحكومة المصرية
صرح الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بأن هناك خلية عمل لمتابعة وإدارة أزمة وفاة الحجاج المصريين، وذلك بناء على تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن خلية الأزمة تتشكل من مسئولى الوزارات والجهات المعنية، وسيكون من مهامها، وفقا لتوجيهات الرئيس، تقديم الدعم والمساندة لأسر المتوفين، وكذا دراسة أسباب ما حدث والعمل على عدم تكرارها .
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أنه سيتم فتح تحقيق مع أى شركة رتبت سفر هؤلاء الحجاج المتوفين، بعيدا عن الأطر النظامية، وتحايلت لتنظيم السفر للضحايا بصورة غير رسمية، ولم توفر لهم الخدمات اللوجيستية، مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ قرارات حاسمة، وتوقيع أشد العقوبات، التى تسهم فى عدم تكرار هذه المخالفات مرة أخرى.
وأكد رئيس مجلس الوزراء، أنه منذ بداية الازمة تتم المتابعة مع مسئولى وزارة الخارجية، التى أصدرت اكثر من بيان يتعلق بالأزمة، وكذا وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، وهناك تواصل مستمر مع الجانب السعودى، وكذا تم التواصل مع بعثة الحج الرسمية للاطمئنان على الحجاج الرسميين، وايضا تقديم الدعم الطبي واللوجستي لأى مصرى يحتاجه بغض النظر عن كونه داخل البعثة الرسمية أم لا، متى توافرت بياناته ومكان وجوده، مضيفا: يتم حاليا التنسيق الفوري مع السلطات السعودية لتسهيل استلام جثامين المتوفين، والحصر الدقيق للضحايا والمفقودين.
وأعلن رئيس الوزراء أن البعثة الرسمية تتم لها متابعة ورعاية صحية على أعلى مستوى، ووفقا لبيان من وزير الصحة، يبلغ اجمالي عدد البعثة المصرية الرسمية ٥٠٧٥٢ حاجا، وبلغ إجمالي عدد الوفيات بها ٢٨ وفاة، وهى نسبة تعد الأقل على مدى السنوات السابقة، ولكن نظرا لعدم وجود أى بيانات مسجلة للحجاج غير النظاميين لدى البعثة الطبية، تعذر متابعة أحوالهم الصحية، وهو ما صعب المهام على الجميع حاليا، ولذا ستتم معاقبة كل من تسبب فى هذا السفر غير النظامى.
وأشار مدبولى إلى أن هناك فرق عمل قنصلية، تتبع وزارة الخارجية، تقوم حاليا بالزيارات الميدانية للمستشفيات للحصول على بيانات المواطنين المصريين المتواجدين بها سواء من يتلقى العلاج أو من وافته المنية ومطابقتها مع بيانات المواطنين الذين أبلغ ذووهم عن فقدهم.