تأسست الأفروسنتريزم أو الأفروسنتريك وتسمى أيضاً الحركة المركزية الأفريقية على يد الناشط الأمريكي أفريقي الأصل موليفي أسانتي في فترة الثمانينيات وفق الموسوعة البريطانية Britannica.
[[system-code:ad:autoads]]
ماهي حركة الأفروسنتريك؟
وتنشط في الولايات المتحدة وفي بعض الدول الأوروبية وبين الجماعات ذات الأصول الإفريقية.
وتروج هذه الحركة إلى نظرية مفادها "أن أصل الحضارة المصرية إفريقي فقط".
ويعتبر أتباع هذه الحركة أن الأوروبيين سيطروا على الأفارقة لقرون من الزمن، من خلال العبودية والاستعمار.
[[system-code:ad:autoads]]
ويزعمون أن ثقافتهم وأفكارهم سُرقت وطمست من قبل الأوروبيين .
وفقاً لموقع "britannica" تأثرت المركزية الأفريقية بالعديد من الحركات القومية السوداء السابقة، بما في ذلكالاثيوبية والوحدة الأفريقية ،و أصبح الأخير حضورًا كبيرًا في الولايات المتحدة وأماكن أخرى مع ظهور الناشط الجامايكي ماركوس غارفي ، الذي روج لفكرة الشتات الأفريقي ودعا إلى إنشاء دولة أفريقية منفصلة للأمريكيين السود.
واكتسبت المركزية الأفريقية شرعية كبيرة في الولايات المتحدة منذ الستينيات نتيجة لحركة الحقوق المدنية ، وحركة التعددية الثقافية، وهجرة أعداد كبيرة من غير البيض، وقد تزايد أتباعها بشكل كبير خلال ثمانينيات القرن العشرين.
لهذا السبب غضب المصريون
حالة من الغضب سادت بين المصريين خلال الساعات القليلة الماضية عقب تداول مجموعة من الصور المتداولة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لزيارة مجموعة منالأفروسنتريكالمتحف المصري بالتحرير.
وتبين من الصور، أن المجموعة يشرح لها مرشد سياحي من الأفروسنتريك أيضا، وتوضح الصور أن البروفيسور "كابا"، وهو مرشد سياحي ينتمي إلى حركة "أفروسنتريك"، يشرح تفاصيل الحضارة المصرية القديمة لمجموعة من أتباع الحركة، مدعيا أن الأفارقة هم أصحاب الحضارة الحقيقيين، وليس قدماء المصريين، كما يظهر في الصورة مرشد مصريا صامتا، الأمر الذي أثار استفزاز وغضب المصريين.
وفي هذا الصدد وصف الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق دخول الافروسنتريك المتحف المصري بالتحرير جريمة وتعدي أخلاقي علي الحضارة المصرية، وأنهم اختاروا متحف التحرير بوصفه أهم متحف في العالم ويضم أهم آثار الحضارة المصرية ليدعوا أنهم هم أصحاب هذه الحضارة ومحاولتهم الشرح باللغة الإنجليزية حتي لايكشفهم أحد .
وأضاف حواس أن وزير الآثار أحمد عيسي، مهتم جدا بفضح وكشف كذب وزيف ادعاء هذه الفئة الضالة، ولذلك قمنا بإصدار بيان بكل اللغات لكشف زيفهم، والدليل أنهم ليس لهم أي علاقة بما يدعون أنهم بناة الحضارة المصرية لعدة أسباب أولها أنهم حكموا مصر في العصر المتأخر وهذا يعني أنهم ليس لهم علاقة بالحضارة المصرية.
ثانيا أنهم عندما خرجوا من مصر لم يقوموا ببناء أي حضارة وليس لهم تاريخ، ثالثا أن كل الصور الموجودة على المعابد في الحضارة المصرية للملوك من العصر المتأخر للدولة الحديثة بعيدة الشبه تماما عن ملامح الأفارقة، وأن الملك يقوم بضرب الأعداء السود وهم من إفريقيا مما يؤكد أنهم معتدون .
وأشار إلى كل ما يقولونه ويثيرونه من وقت لآخر ليس إلا فقعات في الهواء؛ لأن التاريخ والحضارة المصرية واضحة ومؤكدة أن بناتها وأصلها أجدادنا المصريون، وهذا عيب واضح وادعاء كذب الافروسنتريك.
خطورة حركة المركزية الافريقية
قال مجدي صادق عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، خطورة حركة المركزية الافريقية او الافروسنتريك تكمن في انهم مثل داعش خلقتهم جهات معينة لنزع مصر من عمقها الأفريقي، واصفا " ازعجهم تواجد مصر الآن في أفريقيا".
وأضاف خلال تصريحات خاصة ل"صدى البلد " أن دخولهم المتحف المصري وشرحهم باللغة الإنجليزية مخالفو قانونية ، وعلي وزارة السياحة و الاثار إلغاء ترخيص اي مرشد يقبل ان يكون مرشد صامت و يترك الأجنبي يقوم بالشرح و علي نقابة المرشدين محاربة تصاريح الترجمة التي تصدر من وزارة السياحة و الاثار للأجانب.
وعن وجود منظمات اخرى تروج للفكرة فقال مجدي صادق : هي جهات معروفة لأجهزتنا الرقابية و يجب الردع لكل من تسول له نفسه الوقيعة بين مصر و عمقها الأفريقي و اغلب الأشقاء الأفارقة يعلمون ان حضارة مصر هي حضارة مصرية خالصة ، و يعتزون انها حضارة بلد تنتمي الي قارة افريقيا و علينا مواجهة الدواعش الإفريقيين مثلما واجهنا دواعش الارهاب تحت مسمي الدولة الاسلامية ، و التي كانت لعبة مخابراتية كما اكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وتابع : يجب التوعية بالأفلام الوثائقية ، و الرد بالحجة عن طريق التعاون الثقافي و لنا في كل بلد أفريقي سفارة يجب ان تؤدي دورها الثقافي بجانب الدور الدبلوماسي و القنصلي.
وأشار : بالنظر إلى جنسيات المنتمين الي هذه الجماعة الداعشية الافروسنتريك ستجدهم كلهم او اغلبهم أمريكان و ليسوا أفارقه يعيشون في أفريقيا.
ليست مقتصرة على المركزية الأفريقية فقط
في هذا الصدد قال المؤرخ والاثري فرنسيس امين، إن حركة الافروسنتريك تعد واحدة من أكبر المنظمات التي تريد وتحاول أن تجد لها أصل في الحضارة المصرية القديمة ، وهناك الكثير من المنظمات التي تروج لهذه الأفكار أيضا ليست الافروسنتريك وحدها ، فعلى سبيل المثال هناك من يقول ان أسم "الغجر " او " Gypsies" مشتق من اسم مصر وأن الغجر مصريين وهناك من ينسب الحضارة المصرية لكائنات فضائية وكواكب آخرى.
وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ" صدى البلد " أن افكار الافروسنتريك لا تقتصر على قولهم بأن أصولهم تعود للمصريين القدماء فقط بل يروجون ويزعمون بأنهم أصل الحضارة المصرية القديمة، مؤكداً أن ذلك ضد التاريخ والعلم والفكر الإنساني.
وتابع: قادة هذه الحركة لم يقومون بنشر اي مقالات أو حقائق علمية تثبت وجهة نظرهم أو ادعائتهم في مجلات علمية ذات ثقل ورصينة ، بل يعتمدون على الإعلام والمحاضرات التي لا قيمة لها، ولا تقوى هذه التيارات على نشر أفكارها في مجلات رصينة لان اقكارهم ليست لها دليل علمي بل فقط يطلق عليها اسم " البروباجندا" .
وأردف : في ستينيات القرن الماضي انفتحت مصر على أفريقيا فكانت تغض البصر عن مثل هذه الحركات والأفكار لانها مثلما كانت تؤكد على انتمائها العربي كانت تؤكد على انتمائها الأفريقي ولكن هذه الجماعات تمادت في افكارها بدون واقع علمي او حقيقي.
واستطرد قائلا: مصر اثرت في جميع الحضارات ولابد أن نشير لتاثير الحضارة المصرية في كثير من دول العالم ، لافتا إلى أن هناك ادعاءات من قبل قادة هذه الأفكار بأن اللغة المصرية القديمة مازالت موجودة في لغات أفريقية ، مشيرا إلى أنهت نظرية خاطئة حيث إن اللغة المصرية القديمة هى الأقدم وبالتالي من يؤثر هو القديم .
أما عن التوعية فقال فرنسيس أمين : إن من الفئات التي لديها قدرة على الرد على هذه الادعاءات هم المرشدين السياحيين، الإعلام، الصحافة، وبالتالي يجب نشر وعي كبير فيما يخص هذا الأمر، وتوعية الشعب والجمهور والعامة في الإعلام، سواء محليا أو عالميا حيث من المهم إنتاج الكثير من الأعمال الوثائقية التي توثق الحضارة المصرية القديمة منذ عصور ما قبل التاريخ وتصورها ونموها .
أحداث تروج للفكرة
وفي 2023 انتشر هاشتاج «إلغاء حفل #كيفن_هارت في مصر» ليلقى رواجًا كبيرًا وتك إلغاء حفل كيفن هارت Kevin hart الذي عُرف كواحد من أبرز الداعمين لحركة الأفروسنتريك «المركزية الإفريقية».
وفي 2023أثارت شبكة نتفليكس الجدل بعد طرحها الإعلان الترويجي لفيلم وثائقي يتناول حياة آخر فراعنة مصر "الملكة كليوباترا" حيث تظهر ببشرة سوداء وشعر مجعد.
واتهم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، المنصة العالمية بتشويه وتزوير المعطيات التاريخية الثابتة، واعتبر البعض أنها تحاول طمس الهوية المصرية القديمة.
وفي فبراير 2022 انتشر حدث مُشابه بعنوان «العودة إلى الأصول»، في أسوان، نظمته حركة تُسمى «الأفروسنتريك»، وهي حركة تتبنى فكر يزعم أن الحضارة المصرية في الأصل كانت ذات أصل «إفريقي زنجي»، وفقًا لكتاب «الأصول الزنجية للحضارة المصرية» لواحد من أشهر الداعمين للحركة «أنتاديوب»، فلقى المؤتمر حينها الاعتراض ذاته، من ثم جرى إلغاؤه الطريقة ذاتها قبل ساعات من إقامته.
حركة الأفروسنتريك أسطورة
قال موقع "ذا كونفرسيشن" الدولي في نسخته الفرنسية، إن حركة الأفروسنتريك أسطورة لا تستند إلى أي دليل ملموس أو علمي، وإنها محاولة لإنكار الواقع، وإنها في الأساس أسطورة حديثة ولدت كرد فعل للرؤى الأوروبية المركزية المرتبطة بقرون من تجارة الرقيق والسيطرة الاستعمارية.
وقال التقرير إن حركة الأفروسنتريك التي تدعي بأن الحضارة المصرية القديمة في الأصل حضارة إفريقية وسمراء، تحاول التحايل على الواقع وإنكاره.
وتابع التقرير: بفضل التقدم في علم الآثار، وخاصة عينات الحمض النووي المأخوذة من المومياوات، يبدو أن فرضية مصر السوداء قد تم استبعادها من قبل علماء المصريات.
ووفقًا للتقرير يدعي المنحدرون من أصل إفريقي وفقًا لهذه الحركة أن مصر الفرعونية تنتمي إلى عالم الثقافات الإفريقية، ولكن تم دحض هذه النظريات من قبل جميع علماء المصريات، وأشار التقرير إلى أن آراء السنغالي أنتا ديوب أحد أهم مؤسسي ومنظري الحركة في إفريقيا مجرد آراء شخصية وليست حقائق تاريخية.
وقال التقرير إن جزءًا كبيرًا من الدراسات الأفروسنتريك من تخيل ما يريد العقل فقط أن يراه مشيرًا إلى أن هذه الحركة ومبادئها تعيش عملية إنكار للواقع، وأنه إذا لم توافق آراؤهم الأدلة الأثرية، يتم إعادة تفسيرها، بل واختراعها من أول وجديد.
وقال المؤرخ الأمريكي الأفريقي كلارنس والكر، إن حركة الأفروسنتريك ومريديها حول العالم، يريدون إزالة التاريخ المصري الفرعوني من قلب مصر ونسبه إلى إفريقيا.