منذ اجتياح قوات جيش الاحتلال الإسرائيلية مدينة رفح الفلسطينية بريًا منذ مساء السادس من مايو الماضي، يزعم الاحتلال تحقيقه لأهداف مزعومة مثل ادعائه بالسيطرة علي ممر صلاح الدين المعروف عبريًا باسم ممر فلادلفيا في غضون ثلاثة أسابيع. وحاليًا، انتشرت قوات الاحتلال واجتاحت مناطق واسعة في مدينة رفح والمناطق المحيطة بها جنوب قطاع غزة.
[[system-code:ad:autoads]]
وهذا يثير تساؤلات كبيرة ليس على المستويين الإقليمي والدولي، ولكن أيضًا في الداخل الإسرائيلي حول الاتجاه المستقبلي للحرب وإستراتيجية الاحتلال في غزة.
الاحتلال يبحث عن بديل لحماس
من جهته، أبرز المتحدث الرئيسي باسم قوات جيش الاحتلال، دانيال هاجاري، تعقيد الوضع في مقابلة تليفزيونية حديثة مع قناة عبرية. وأكد أن القضاء على حركة المقاومة حماس دون توفير بديل هيكلي للحكم سيكون عديم الجدوى.
[[system-code:ad:autoads]]
وبالمثل، أشار رئيس الأركان الإسرائيلي، الفريق هرتسي هاليفي، إلى صعوبة الحسم العسكري في غزة وسط غياب حل دبلوماسي لإقامة هيئة حكم غير تابعة لحماس في القطاع.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة جيروزليم بوست العبرية حديثًا، تواجه إسرائيل تحديًا مهمًا خاصة مع اقتراب معركة رفح من نهايتها.
من ناحية، إذا انسحبت قوات الاحتلال من المناطق الحضرية في رفح، ستسيطر إسرائيل على ممرين رئيسيين في غزة: نتساريم وفيلادلفيا. وكانت هذه المناطق مهمة استراتيجيًا خلال إدارة الاحتلال لقطاع غزة من عام 1967 إلى 2005.
ومع ذلك، فإن تكرار الأساليب السابقة لا يقدم بالضرورة حلاً مستدامًا للمستقبل، بحسب التقرير العبري لجيروزيلم بوست.
من هذا المنطلق، دعا قادة إسرائيل، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف جالانت ووزير الحرب السابق بيني جانتس، إلى استراتيجية شاملة لغزة بعد الحرب. ويبدو أن النهج الحالي قد تحول بعيدًا عن الأهداف السابقة للقضاء الكامل على حماس أو إقامة ما تسمي في الداخل الإسرائيلي بالـ "فقاعات" المحلية للسلطة.
كما أن فكرة تواجد قوة عربية مشتركة في غزة لا تزال غير واضحة، بل مرفوضة من الجانب المصري، كما أوضحت مصادر مسؤولة في عدة مناسبات لقناة القاهرة الإخبارية أن مصر تعارض هذا الطرح وترفض المشاركة فيه.
العمليات المستقبلية
يبقى المستقبل القريب في غزة غير مؤكد. إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار واستمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية في السيطرة على أجزاء من غزة، يبقى سؤال هل هزيمة حماس ممكنة مفتوحًا.
وزعمت حكومة الاحتلال، برئاسة رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو، تدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس هدفًا رئيسيًا للحرب. ومع ذلك، فإن الطبيعة الواسعة لهذه المصطلحات تسمح بتفسيرات متعددة للنجاح، مما قد يؤدي إلى إعلانات سابقة لأوانها عن "إتمام المهمة".
وتشكل غزة الوسطى تحديًا خاصًا. مناطق مثل البريج، والنصيرات، ودير البلح، والمغازي لم تشهد عمليات إسرائيلية واسعة النطاق سابقًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى السيطرة العميقة لحماس.
الاستراتيجية طويلة المدى
إعادة دخول شمال غزة، بما في ذلك المناطق التي تم استهدافها سابقًا مثل بيت حانون، والشاطئ، والزيتون، والشجاعية، ستختبر قدرة حماس على إعادة بناء شبكاتها بسرعة. وستظهر تحديات مماثلة إذا تحركت قوات الاحتلال مرة أخرى إلى خان يونس، معقل زعيم حماس يحيى السنوار.
ويثير العدوان الإسرائيلي المستمر تساؤلات مهمة حول الاستراتيجية طويلة المدى. هل ستستمر قوات الاحتلال الإسرائيلية في نهجها المنهجي، أملًا في إهاق حماس تدريجيًا، حسب زعمها، أم أن هناك خطر علي الجيش الإسرائيلي مع كل عملية متتالية؟
وستشكل الإجابات على هذه الأسئلة مستقبل السياسات الأمنية لإسرائيل ونهجها تجاه الحرب علي غزة.
ختامًا، تمثل نهاية العدوان علي رفح لحظة محورية في الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة. وستكون الخطوات التالية لقوات الاحتلال حاسمة في تحديد استقرار ومستقبل غزة، وكذلك الديناميكيات الإقليمية الأوسع.