رغم رحيله منذ 26 عاما لا يزال ضريح إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي بمسقط رأسه فى دقادوس التابعة لمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية مزارا لمحبيه ممن عاصروه وممن لم يعاصروه ففي 17 يونيو 1998 فقدت الأمة المصرية والعربية أحد رموزها الأجلاء في الدعوة الإسلامية عن عمر ناهز الـ87 سنة قضاها في الدعوة وتبسيط أمور الدين للمسلمين وللعالم أجمع.

[[system-code:ad:autoads]]

وتسبب عطل مفاجئ بمحطة الصرف بمنطقة دقادوس، مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، في غرق ضريح الشيخ محمد متولي الشعراوي، ومنطقة المقابر بمياه الصرف الصحي.

بدأت الواقعة خلال أيام عيد الأضحى المبارك، باستغاثة من العاملين في ضريح الشيخ الشعراوي بالدقهلية، من غرق مناطق المقابر والمساكن والضريح في شارع سكة دقادوس بمياه الصرف الصحي.

ضريح الشيخ الشعراوي

[[system-code:ad:autoads]]

ونشر مواطن مقطعا مصورا يظهر فيه القائمون على الضريح يحاولون إبعاد ورفع المياه التي أغرقت المكان، وذلك بالتزامن مع احتفالات وزيارات محبي الشيخ تزامنا مع ذكرى وفاته.

وتسبب تداول الفيديو على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي في تحرك عاجل من رئاسة مركز ومدينة ميت غمر.

وفوجئ زوار الضريح بطفح كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي وصل ارتفاعها لأكثر من 5 سم ليبدأ المواطنون والعاملون في الضريح على إزالتها، إلا أنها عادت مرة أخرى، مما يهدد بغرق الضريح بالكامل.

من جانبه تابع اللواء أنور عثمان، رئيس مركز ومدينة ميت غمر، أعمال شفط المياه مؤكدا أن أسباب غرق الضريح والمنطقة بمياه الصرف هو تعطل الغاطسة ببدالة شارع جسر النيل كما توجد ماكينتا رفع صرف صحي بالقرية متصلتين بالمحطة الرئيسية واحترقت إحداهما بشكل مفاجئ مما أدى إلى حدوث طفح المياه بالشوارع والضريح ومنطقة المقابر.

واضاف "عثمان"، أنه جرى تركيب غاطسه أخرى تعمل بكفاءة عاليه لحل الازمه كما أنه جارى العمل في كسح باقي المياه من الضريح ز الشوارع والمنازل المحيطه به والعمل على إصلاح الأعطال بالمحطة لتعود للعمل تدريجيًا وبشكل طبيعي.

وأشار المهندس عبدالرحمن البياضى مدير مجمع الشعراوي أنهم فوجئوا بنزوح مياه بكميات كبيرة من الصرف الصحى داخل الضريح ورغم المحاولات المتكررة منذ مساء أمس لإزالة المياه من داخل الضريح الا انه لا يتم إزالته بسهولة .

وأوضح أن مجلس المدينة أحضر معداته ويعمل على مدار اليوم لكسح المياه فيما يقوم مسؤلو مياه الشرب والصرف الصحى بالعمل على كل مشكلة محطة الطرد التى تسببت فى المشكله .

كما أعلن المهندس خالد حسين نصر، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالدقهلية، عن حدوث عطل مفاجئ بسبب هبوط أرضي أسفل خط انحدار للصرف الصحي بقطر 1000 مم في منطقة دقادوس بميت غمر وتم التنسيق مع الوحدة المحلية بميت غمر للسيطرة على المياه ومنع وصولها إلى مقام فضيلة الشيخ الشعراوي.

وأشار إلى أن جميع الأعمال المطلوبة للإصلاح جارية وسيتم الانتهاء منها سريعا مؤكدا أن الشركة قامت بتوفير وسائل بديلة لنقل مياه الصرف الصحي بعيداً عن المقابر حتى يتم إصلاح العطل بشكل كامل وقد تواجدت النائبة مرفت عازر وعددا من قيادات الشركة وتم بذل جهود مكثفة للتخلص من هذه المياه واعادة الضريح كسابقه.

وفي تدخل عاجل، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإنقاذ ضريح الشعراوي، ووجه الرئيس السيسي، الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، بترميم مقبرة الإمام محمد متولي الشعراوي، التي تعرضت للأذى بسبب العطل المفاجئ بمحطة الصرف بمنطقة دقادوس في مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وتسبب في غرق ضريح الشيخ محمد متولي الشعراوي، ومنطقة المقابر بمياه الصرف الصحي.

المياه تغمر ضريح الشعراوي ماذا حدث؟ الرئيس السيسي يتدخل لإنقاذ مقبرة إمام الدعاة.. صور

وزير الأوقاف يشكر الرئيس السيسي على توجيهه بسرعة ترميم مقبرة الشعراوي

ولاقى خبر توجيه الرئيس السيسي بسرعة ترميم مقبرة الشيخ محمد متولي الشعراوي، فرحة بين محبي الشيخ الشعراوي، وأهالي دقادوس ومركز ميت غمر، خاصة وأن المنطقة تضم أيضا مقابر دقادوس، التي كانت تغرق هي الأخرى بمياه الصرف، وشهدت توافدا من المسئولين والأجهزة المعنية لمعاينة الوضع على الطبيعة.

وقال مجدي الشعراوي، إن قرار الرئيس السيسي بشأن ترميم ضريح الشعراوي خطوة إيجابية كبيرة ودليل على اهتمام الدولة بقيمة ومكانة الشيخ بعد وفاته، «خطوة إيجابية، والحمد لله تم السيطرة على ارتفاع منسوب المياه في ذات اليوم».

وأضاف أن ما حدث نتيجة ارتفاع منسوب المياه في المنطقة المحيطة بالضريح ومقابر دقادوس، وهو ما تسبب في دخول المياه ووصولها للضريح، لكن تم التعامل بشكل سريع.

وأكد سعادته باهتمام الدولة بمعالجة الأمر سريعا، «فرحنا طبعا باهتمام الدولة بترميم المكان بعد تعرضه لارتفاع منسوب المياه، هو اللي حصل أمر طارئ والحقيقة أن الناس في الضريح مهتمين جدا بالمكان، وتم التعامل السريع مع المياه».

الشيخ محمد متولي الشعراوي

إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى، أحد أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، والذى اشتهر بطريقته المبسطة في شرح معانى القرآن الكريم مما جعله يصل إلى قلوب ملايين المسلمين ليس فى مصر فقط وإنما في جميع أنحاء العالم حتى لقب بـ"إمام الدعاة"، حيث تحل اليوم الذكرى الـ 23 على رحيله.

وولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 إبريل عام 1911، بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، ثم ألحقه والده بالأزهر، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه في الثانوية الأزهرية، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

والتحق الشيخ الشعراوي بكلية اللغة العربية عام 1937م، وتخرج فيها عام 1941، ثمليعين فى المعهد الديني بطنطا، ثم المعهد الديني بالزقازيق، وبعد ذلك عمل في المعهد الديني بالإسكندرية، ثم أعير للعمل أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى في السعودية، وفى جامعة الملك عبد العزيز في مكة، حتى منعه عبد الناصر في عام 1963 من العودة إلى السعودية مرة أخرى بسبب خلاف بين عبد الناصر والملك سعود.

وعين مديراً للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف عام 1961، وفي العام التالي عين مفتشاً لعلوم اللغة العربية بالأزهر الشريف، وفي 15 إبريل 1976، منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ثم عين وزيرا للأوقاف في حكومة ممدوح سالم، كما اختير عضواً بمجلس الشورى، وفي عام 1983 منح وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، واختير عضواً في مجمع اللغة العربية عام 1987، وفي عام 1988 منح وسام في يوم الدعاة.

وتوفى إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى، في مثل هذا اليوم 17 يونيو عام 1998 عن عمر يناهز87 عاما، تاركا إرثا من الحلقات التليفزيونية من خواطره حول آيات القرآن الكريم، وعدد من المؤلفات مثل:" خواطر الشعراوى، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، خواطر قرآنية، معجزة القرآن، من فيض القرآن، المرأة في القرآن الكريم".