قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

ما بين الإدعاءات والتخاريف.. ما هي الأفروسنتريك وماذا تريد من مصر؟

جماعة الأفروسنتريك 
جماعة الأفروسنتريك 
×

أثارت مجموعة من الصور المتداولة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لزيارة مجموعة من الأفروسنتريك المتحف المصري بالتحرير، جدلا واسعا بين محبي الآثار والمصريين.

وتبين من الصور، أن مجموعة يشرح لها مرشد سياحي من الأفروسنتريك أيضا، مما أثار غضب محبي الآثار والحضارة المصرية القديمة، وتوضح الصور أن البروفيسور كابا، وهو مرشد سياحي ينتمي إلى حركة أفروسنتريك، يشرح تفاصيل الحضارة المصرية القديمة لمجموعة من أتباع الحركة، مدعيا أن الأفارقة هم أصحاب الحضارة الحقيقيين، وليس قدماء المصريين.

جماعة الأفروسنتريك

وعن حركة الأفروسنتريك، فهم مجموعة أمريكية من أصل إفريقي، يعتبرون الحضارة المصرية القديمة تعود جذورها إلى العرق الأسود وليس للمصريين، وهذا ليس موضوعًا حديثا وإنما تم في سنوات ماضية من قبل الأمريكان الذين كانوا يأتون إلى أسوان للكشف عن جذورهم الحقيقية.

تأسست الأفروسنتريك أو "الحركة المركزية الإفريقية " على يد الناشط الأمريكي الإفريقي الأصل موليفي أسانتي في فترة الثمانينيات، من أجل تنمية الوعي حول الثقافة الإفريقية عبر التاريخ، وتسليط الضوء حول تلك الهوية وأهميتها لاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا.

تحاول نشر الوعي حول كيفية هيمنة الأوروبيين على حضارة الأفارقة، عبر الاستعمار والعبودية. وتحث كل إفريقي أو متحدر من أصول إفريقية على تقدير أصوله وتنمية وعي ومعرفته بالحضارات الإفريقية التقليدية. أما أكثر نظرياتها المثيرة للجدل، فزعمها أن التاريخ والثقافة الإفريقية انطلقت من مصر القديمة، التي شكلت مهد الحضارة العالمية. إلا أن تلك الحركة تدعي أن إرثها سرق وتم حجب منجزاتها وتزويرها من قبل الأوروبيين والغربيين.

فأصل الحضارة المصرية بنظرها إفريقي دون سواه. ولعل هذا ما يثير الجدل حولها، لا سيما أن التاريخ فضلا عن العديد من علماء الآثار وغيرهم، يؤكدون ألا صحة علمية لتلك الأفكار مطلقاً.

يذكر أن أهم أهداف حركة الأفروسنتريك هو القضاء على العرق الأبيض في إفريقيا بشمال وجنوب القارة على وجه الخصوص، ويروِّجون للحجة القائلة بإن الحضارة المصرية القديمة، والحضارة المغربية وأيضا الحضارة القرطاجية كانت حضارات زنجية، بحجة أن أول سكان شمال إفريقيا الأصليين هم من الزنوج من السود، على حد تعبيرهم.

قال عالم الآثار الدكتور "زاهى حواس" إن الآراء التي أعلنت عنها مجموعة من الأفروسنتريك داخل المتحف المصري بالتحرير ليست لها أي أساس من الصحة ومجرد تخاريف، وذلك لأن مملكة كوش السوداء حكمت مصر عام ٥٠٠ ق. م، أي نهاية الحضارة الفرعونية، وعندما حكمت مملكة كوش مصر لم تترك أي آثار على الحضارة، بل الحضارة المصرية التي أثرت في هؤلاء الناس.

وأضاف"حواس" أن هناك حقيقة مهمة جدًا يجب أن يعرفوها وهي أن المناظر المصورة على المعابد المصرية من الدولة القديمة حتي نهاية العصر المتأخر، تظهر ملك مصر وأمامه الأسرى من إفريقيا وليبيا وسوريا وفلسطين.

وأوضح "حواس" أننا سوف نجد أن ملامح الملك المصري تختلف تماما وليس لها أى سمات تظهر أنه كان أسود الشكل، مضيفا: "أننا لسنا ضد السود إطلاقا ولكننا ضد هؤلاء المجموعة التي دخلت المتحف المصري في التحرير لتعلن عن أفكار ليس لها اي أساسي من الصحة".

وأوضح"حواس" أن حركة الأفروسنتريك تهدف إلى إثارة البلبلة لنشر معلومة زائفة وكاذبة أن أصل الحضارة المصرية سوداء.

من جانبه، قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، د. أحمد عامر، إن "الأفروسنتريك" هو تيار يهدف إلى إحياء القومية لدى أصحاب البشرة السوداء في العالم، ويسعى للبحث عن أصل وعرق يتمحور حول التعصب العرقي للون الأسود. هذا التيار نشأ في الولايات المتحدة ويدعي أن جميع حضارات شمال أفريقيا ذات أصول "زنجية"، حيث ألّف أعضاؤه العديد من الكتب لترويج هذه الأفكار الكاذبة. في الماضي، حاولوا إثبات أن المصريين القدماء من أصول "زنجية"، بل وادعوا أن اللغة المصرية القديمة ترجع إلى "اللغة الأفريقية".

وأشار "عامر" لـ صدى البلد، أن الحضارة المصرية القديمة لا تمت بأي صلة للأصول الزنجية أو الأفريقية، حيث يظهر ذلك جليًا في تصاوير المصريين القدماء لأنفسهم على المعابد بشكل يختلف تمامًا عن الأفارقة أو الزنوج. مثال على ذلك، المنظر المصور على الجانب الأيمن من معبد "أبوسميل" في النوبة، الذي بناه الملك "رمسيس الثاني" ليظهر نفسه ويصور أعداء مصر على جدرانه. وأضاف أن الخريطة الجينية للمصريين القدماء تتطابق بنسبة 70% مع جينات المصريين الحاليين، وأن التغير الطفيف في التركيب الجيني لبعض المصريين حاليًا يرجع إلى الموقع الجغرافي لمصر.

علاقة الأفروسنتريك بالمصري القديم

وتابع د. عامر أن الادعاءات حول أصول المصريين القدماء غير صحيحة، وأن الملوك القدماء كان بإمكانهم الزواج من جنسيات أخرى، مما أدى إلى تنوع في أشكال المومياوات. على سبيل المثال، زواج الملك "رمسيس الثاني" من ابنة ملك "الحيثيين" بعد توقيع أول "معاهدة سلام" في التاريخ بينهما. واختلاف لون البشرة قديمًا لا يُعد دليلاً على صحة هذه الادعاءات، حيث أن ملوك المصريين القدماء لم يتميزوا بملامح مثالية. وأكد د. عامر أن لون البشرة وملامحها ليسا دليلًا على تزوير العرق والأصل، مشيرًا إلى أن المصريين في الجنوب يتميزون بالبشرة السمراء وهم مصريون خالصون وشاركوا في بناء الحضارة المصرية.

وأضاف الخبير الأثري أن المصريين القدماء هم من بنوا الحضارة المصرية، بينما تفرق أبناء حوض شرق أفريقيا في بلاد مختلفة نتيجة الاستعمارات والاحتلالات التي أدت إلى تنوع جيني في معظم دول العالم، باستثناء مصر. حيث لم يحدث تنوع بيولوجي لأبناء الصعيد بسبب تمسكهم بصفات العزلة والتماسك.

واختتم د. عامر بأن العديد من الدول تسعى من حين لآخر لسرقة هوية وحضارة المصريين التي تعود لآلاف السنين، وذلك عبر نشر الأفكار الكاذبة بين الشباب والمراهقين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. روجت هذه الدول سابقًا لفكرة أن الرجال الأفارقة السود هم من بنوا الأهرامات وأنهم أصحاب الحضارة، بهدف سرقة التاريخ وتزويره. وكل هذه الادعاءات هي محاولات كاذبة لا أساس لها من الصحة، تهدف إلى تحريف الحضارة المصرية.

علاقة الأفروسنتريك بالمصري القديم:
- يرى الأفروسنتريك داخل الحضارة المصرية القديمة أن الفرعون المصري من السودان.

- يدعون أن المصري الحالي ليس لديه علاقة مع المصري القديم، وأن المصري التقليدي مات أو هجر الجنوب.

- زعموا الأفروسنتريك أن واحدة من ملكات مصر قد تكون زوجة أمنحتب الثالث في الأسرة الثامنة عشرة هي مصرية قديمة بملامح إفريقية ولون أسود، مؤكدين أن المصرية القديمة كانت إفريقية سوداء.

- الأفروسنتريك يقولون إن المصري الأسود أصيل ونقي الدم، والمصري ذو البشرة الفاتحة ليس مصريًا أصيلًا، إنما جاء من دول عربية وأوروبية واحتل مصر.