سر الكسوة السوداء للكعبة .. لم تعهد للكعبة المشرفة ثباتاً في ألوان كسوتها، حيث اختلفت ألوان كسوة الكعبة الشريفة باختلاف الزمان فتعددت ألونها على مدار التاريخ.
لماذا ثوب الكعبة أسود؟
وكشف كبير سدنة بيت الله الحرام، الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، إنه منذ تسليم الرسول صل الله عليه وسلم، سدانة الكعبة لعثمان بن طلحة، جده الأكبر، عقب فتح مكة، ولم تخرج السدانة من العائلة، وتسلم للأكبر سنًا دون انتخاب وتقره المملكة العربية السعودية.
وأوضح «الشيبي»، خلال لقاء تليفزيوني له، أن سدنة جمع كلمة سادن، والسادن هو ولي الكعبة والمسؤول عن غسلها وصيانتها وحامل مفتاحها، متابعًا «بعد فتح الرسول لمكة وهدم الأصنام أعطى المفتاح لجدنا الأكبر عثمان بن طلحة، وقال كل ما كان للجاهلية تحت قدمي، إلا أعمال السدانة والسقية فتبقى لأهلها خالدة مخلدة».
وأضاف أن «من وقتها وسدانة الكعبة المشرفة لم تخرج عن "بني طلحة"، الذين كانوا مسؤولون عنها قبل دخول الإسلام لمكة أيضا»، مشددًا على أن أعمال السدانة يتشرف بها بني طلحة والمملكة العربية السعودية ككل.
وكشف كبير سدنة بيت الله الحرام، عن احتفاظه بمفتاح الكعبة المشرفة في منزله، ولا يخرج إلا إذا طلبت الحكومة فتحها لأي غرض كان، مؤكدًا أنه لا يتنقل بالمفتاح ويظل في منزله لا يخرج منه إلا لفتح الكعبة فقط، ويعود مكانه مرة أخرى.
وعن ثبات الاختيار على اللون الأسود لكسوة الكعبة بعدما كان الأخضر قبل ذلك، أوضح أن قوة اللون الأسود تتحمل التغيرات الجوية على مدار العام، مقارنة بباقي الألوان التي لا تتحمل، نظرًا لأن الكسوة يتم تغيريها مرة كل عام.
وعما يوجد بداخل بيت الله الحرام، قال كبير سدنة الكعبة، إن بيت الله الحرام لا يوجد به شيء في الداخل سوى دولابين مصنوعان من الخشب، يوضع فيهما أدوات غسل الكعبة والكسوة، متابعًا: «الكعبة مكسوة بالحرير من الداخل والخارج، ونستخدم اللون الأسود للكسوة الخارجية والأخضر للداخلية».
ألوان كسوة الكعبة
تعددت ألون كسوة الكعبة والأشكال التي كانت توضع عليها بداية من النبي إبراهيم عليه السلام، وحتى عصر الناصر العباسي الذي ألبسها اللون الأسود وظلت بهذا اللون إلى وقتنا هذا، ولكن كانت خامتها ثابته فيعد الديباج والحرير من أهم الخامات استخداما في صناعة ثوب الكعبة المشرفة.
وفيما يلي ألوان كسوة الكعبة حسب الحقب التاريخية:
1- البني الفاتح
كسا النبي إبراهيم الكعبة المشرفة بالون البني الفاتح، وهي كسوة من جلد الماعز، حيث كان البناء حينها صغيرا، وهو أول من جعل للكعبة باب.
2- الأبيض والأحمر
ألبس الرسول محمد صلي الله عليه وسلم الكعبة المشرفة بالثياب اليمانية المخططة بالأبيض والأحمر، بعد فتح مكة، وهو أول تغيير من بعد الكسوة التي وضعها آل قريش، بعد أن احترقت تلك الكسوة أثناء تبخير الكعبة.
3- الأبيض
غير الخلفاء الراشدون أبو بكر، والفاروق عمر رضي الله عنهما لون الكسوة، حتى ألبسوها ثياب القباطي ذات اللون البيض، فكانت تصنع في مصر، بينما كان عثمان بن عفان رضي الله عنه هو أول من وضع للكعبة كسوتين أحدهما فوق الأخرى، حتى يصعب حملها.
وكُسيت الكعبة المشرفة أيضا باللون الأبيض في أيام الخلافة العباسية، كما قال الفاكهي "رأيت كسوة لهارون الرشيد من قباطي مصر أبيض رقيق مكتوب عليها بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد عبدالله هارون أمير المؤمنين".
4- الأحمر
عام 64هـ كساها ابن الزبير بالديباج الأحمر.
5- الأبيض والأصفر
كساها ملك مكة في عام 200هـ، الكعبة المشرفة ثوبين رقيقين من حرير أحدهما أصفر، والآخر أبيض.
6- تغيير كسوة الكعبة 3 مرات في العام
أصبحت تتغير كسوة الكعبة 3 مرات في العام الواحد، وفي كل مرة كان لون الكسوة مختلف، وذلك في عهد المأمون عام 206هـ، كان لونها يوم التروية هو اللون الأحمر، بينما اللون الأبيض الرقيق في هلال رجب، والديباج الأبيض يوم 27 من رمضان.
7- الأصفر
تغير لون كسوة الكعبة المشرفة في زمن الدولة الفاطمية إلى اللون الأصفر عام 456هـ.
8- الأخضر
غير الخليفة الناصر العباسي لون الكسوة إلى اللون الأخضر، في 614هـ.
9- الأسود والذهبي
غير الخليفة الناصر العباسي أيضا لون كسوة الكعبة المشرفة إلى اللون الأسود مع الأشكال المصنوعة من الذهب لتزيينها في 622هـ، وهو شعار العباسيين، وهو اللون التي ثبتت عليه الكسوة حتى الآن، والتي تصنع من خام الحرير، ولكن الستارة الداخلية للكعبة المشرفة فهي باللون الأخضر.