سجلت أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم عند أعلى مستوى في أسبوعين حيث يستمر الدعم في أسواق الذهب من توقعات الأسواق المالية بقيام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام بداية من سبتمبر القادم.
سجل الذهب الفوري ارتفاع خلال تداولات اليوم الخميس بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 2345 دولار للأونصة قبل أن يتراجع السعر ويتداول حالياً عند المستوى 2334 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2328 دولار للأونصة.
وبحسب تحليل جولد بيليون فإن حركة الذهب تميل إلى الصعود خلال الفترة الحالية في ظل الاقتناع أن أسعار الفائدة الأمريكية بلغت ذروتها وما هي إلا مسألة وقت قبل أن تبدأ في الانخفاض، خاصة بعد أن بدأت البنوك المركزية العالمية الأخرى في خفض الفائدة.
وبالرغم من عدم قدرة الذهب على تجميع الزخم الكافي للصعود واختراق المنطقة السعرية الحالية، إلا أنه حافظ على مكاسبه ويحاول اكتساب المزيد من المكاسب يومياً بدعم من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تظهر ضعف النشاط الاقتصادي وبالتالي تزيد من فرص خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
أظهرت بيانات الأسبوع الماضي اعتدالا في سوق العمل وضغوط الأسعار، أعقبتها بيانات مبيعات التجزئة الضعيفة يوم الثلاثاء، مما يشير إلى أن النشاط الاقتصادي ظل ضعيفاً في الربع الثاني من العام.
حتى الآن هناك خلاف في توقعات أسعار الفائدة بين الأسواق وأعضاء البنك الفيدرالي، حيث ترى الأسواق أن التراجع الحالي في النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية سيجبر البنك الفيدرالي الأمريكي على خفض الفائدة في حدود مرتين هذا العام بداية من اجتماع البنك في شهر سبتمبر القادم.
بينما التوقعات الأخيرة لأعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي التي صدرت خلال اجتماعه الأخير أظهرت خفض واحد فقط في أسعار الفائدة هذا العام، وتراه الأسواق سيتحقق في اجتماع البنك في شهر ديسمبر، و لكن يتطلع البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى مزيد من التأكيد على أن التضخم يتراجع بشكل مستدام حيث يتجه بحذر نحو ما يتوقع معظمهم أن يكون خفضًا أو خفضين لسعر الفائدة بحلول نهاية هذا العام.
انخفاض أسعار الفائدة يعمل على تقليل تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، وبالتالي يتفاعل الذهب بشكل إيجابي مع البيانات الاقتصادية الضعيفة التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي لأنها تزيد من توقعات خفض الفائدة.
التعليقات المتباينة من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن تضخ تقلبات على المدى القصير في سوق الذهب. ولكن تبقى وجهة النظر إيجابية للذهب مع وضع البنوك والمؤسسات العالمية مستهدف مبدئي للذهب هذا العام عند 2500 دولار للأونصة.
اليوم ينصب تركيز الأسواق الفوري على بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية الأمريكية والتي تعد مقياس لأداء قطاع العمالة الأمريكي وبالتالي تحظى باهتمام كبير من الأسواق، بالإضافة إلى مؤشرات مديري المشتريات السريعة يوم الجمعة والتي تقيس أداء النشاط الاقتصادي الأمريكي.
وأعلن مجلس الذهب العالمي عن التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، ليظهر عود التدفقات إلى الانخفاض خلال الأسبوع المنتهي في 14 يونيو بمقدار 4.6 طن ذهب، وذلك بعد أسبوعين متتالين من ارتفاع التدفقات النقدية.
بينما أظهرت نتائج إحصائية يقوم بها مجلس الذهب العالمي بشكل سنوي ويستطلع خلالها آراء 70 من محافظي البنوك المركزية، أن 29% منهم يخططون لزيادة احتياطاتهم من الذهب خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، وهو أعلى مستوى منذ بدء الاحصائية السنوية في عام 2018.
أسعار الذهب في مصر
يستمر التذبذب في نطاق ضيق في السيطرة على سعر الذهب في مصر ومنذ بداية الأسبوع، وذلك في ظل عطلة الأسواق وضعف مستويات الطلب على الذهب المحلي أثناء فترة عيد الأضحى وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 3140 جنيه للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند نفس المستوى، وذلك بعد أن انخفض بمقدار 5 جنيهات خلال جلسة الأمس ليغلق عند المستوى 3135 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند 3140 جنيه للجرام.
وتوقع تحليل جولد بيليون أن يستمر هذا التذبذب الضيق في السيطرة على سعر الذهب المحلي وذلك بسبب ضعف الطلب على الذهب خلال فترة عيد الأضحى بالإضافة إلى الاستقرار في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية.
من جهة أخرى يرتبط سعر الذهب المحلي بسعر أونصة الذهب العالمي خلال هذه الفترة، ولكن الارتباط ينعكس بشكل ضعيف على أداء السوق المحلي بسبب ثبات عوامل التسعير الأخرى مثل الطلب والسعر صرف الدولار في البنوك.
يستمر الاستقرار في سوق الذهب المحلي بشكل عام بسبب استقرار سعر الصرف الذي قد يستمر لفترة أطول من الوقت في ظل ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي المصري، إلى جانب ارتفاع احتياطي الذهب لديه أيضاً الأمر الذي ينتج عنه استقرار في سعر الصرف.
بينما تواجه عمليات الاستثمار في أدوات الدين المصرية بعض المعوقات حيث زادت علاوة مخاطر السندات المصرية بمقدار 28 نقطة خلال الأسبوع الماضي مما دفع المستمرين إلى طلب سعر فائدة أعلى لشراء أدوات الدين المصرية.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الخميس لتسجل أعلى مستوى منذ أسبوعين، وذلك في ظل التوقعات المتزايدة في الأسواق أن البنك الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، وذلك خلافاً مع توقعات أعضاء البنك الفيدرالي الأخيرة.
سعر الذهب المحلي يبقى بدون تغيرات تقريباً وذلك بسبب عطلة الأسواق وتراجع الطلب على الذهب المحلي خلال عطلة عيد الأضحى بينما نجد أن ارتباط السعر المحلي بالسعر العالمي ينعكس بشكل محدود على سعر الذهب المحلي بسبب ثبات العوامل الأخرى للتسعير.
تحاول أسعار الذهب العالمي اختراق المستوى 2340 دولار للأونصة خلال جلسة اليوم، وهو مستوى المقاومة الذي يمثل الحد العلوي لمنطقة التداولات التي سيطرت على حركة الذهب منذ 3 أسابيع، وإذا نجح السعر في تحقيق إغلاق يومي فوق هذا المستوى سيدفعه إلى مزيد من الصعود إلى مستويات 2380 دولار ثم 2400 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
استقر سعر الذهب المحلي عيار 21 حول المستوى 3140 جنيه للجرام منذ بداية تداولات الأسبوع حيث ظلت تحركات السعر محدودة بشكل كبير دون أن تظهر اتجاه واضح للحركة في ظل تتبعها لحركة السعر العالمي، ومن المتوقع بقاء الأسعار على هذا المسار العرضي خلال هذا الأسبوع بسبب عطلة الأسواق.