وجه الأمين العام لحركة حزب الله اللبنانية، حسن نصر الله، أمس الأربعاء، رسائل نارية فيما اعتبره البعض أخطر خطاب له منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، إذ رفع من سقف تهديداته وحذر للمرة الأولى قبرص من أن الحزب سوف يستهدفها إذا انطلقت منها الطائرات الإسرائيلية.
[[system-code:ad:autoads]]
وجاءت رسائل نصر الله خلال كلمة له في الاحتفال التأبيني للقيادي الذي اغتالته إسرائيل الأسبوع الماضي طالب عبد الله "أبو طالب"، حيث قال إنه "كان القائد الميداني الأول الذي افتتح الجبهة نصرةً لغزة ومقاومتها الباسلة حتى نال الشهادة".
[[system-code:ad:autoads]]
كما جاء الخطاب الناري غداة إعلان الجيش الإسرائيلي "الموافقة" على خطط عملياتية لهجوم في لبنان.
وتوعد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع "حرب شاملة"، على وقع استمرار التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ اكثر من ثمانية أشهر.
قبرص في مرمى النيران
وفي أول تهديد من قبل الحزب لقبرص، قال نصر الله إن "فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان، يعني أن الحكومة القبرصية جزء من الحرب، وستتعاطى معها المقاومة على أنها جزء من الحرب".
من جانبه، نفى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، ، انحياز بلاده إلى أي من طرفي الحرب على قطاع غزة، قائلاً إن "قبرص ليست جزءًا من المشكلة، إنها جزء من الحل. وهذا الدور واضح، على سبيل المثال، من خلال ممر (المساعدات) الإنسانية الذي لاقى قبولاً ليس فقط في العالم العربي، وإنما من المجتمع الدولي أيضاً"، وذلك في إشارة إلى شحنات المساعدات من قبرص إلى غزة.
حيفا
وفنّد نصر الله تدرّج مقاتليه منذ بدء التصعيد عبر الحدود في استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية، القديمة والمستحدثة منها، وأجهزة التجسس، موضحًا أن ما تم نشره الثلاثاء في المقطع المصور، والذي يظهر مسحا شاملا لمدينة حيفا ومحيطها، هو جزء "من ساعات طويلة فوق حيفا".
وحدد الحزب في الفيديو مواقع ومنشآت حيوية عسكرية ومدنية، عدد من بينها ميناء حيفا ومطارها وأنظمة عسكرية ومنشآت صناعية عسكرية وخزانات نفط ومحطات طاقة ومجمعات تجارية، من بين أهداف أخرى.
قتال بلا ضوابط
وقال إن "التهديد بالحرب على مدى 8 أشهر لا يخيفنا، وهناك أناسٌ يقيّمون هذا الاحتمال على أنه جدي، نحن بوصفنا مقاومة حضّرنا أنفسنا لأسوأ الأيام والعدو يعلم ما ينتظره ولذلك بقي مرتدعًا".
وأعلن نصر الله أنه "إذا فرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا سقف"، مؤكدًا أن "العدو (الإسرائيلي) يعرف أن ما ينتظره أيضًا في البحر المتوسط كبير جدًا وكل سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف".
اقتحام الجليل وأسلحة غير محدودة
وشدد نصر الله على امتلاك الحزب "ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوارها وبعدها وما بعد بعدها"، ومهددًا بأن "احتمال اقتحام الجليل يبقى قائمًا وواردًا في إطار أي حرب قد تفرض على لبنان".
وأكد أن "قوة المقاومة اليوم في لبنان لم يسبق لها مثيل، وتجاوزت المائة ألف مقاتل، وتملك عددًا كبيرًا من الصواريخ والمسيّرات المتطورة التي ستظهر في الميدان والتي نقوم نحن بصناعتها".
وأوضح نصر الله: "قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان وطورنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة في هذه المعركة ولدينا عدد كبير وفير من المُسيّرات لأننا نصنعها".
حرب استنزاف
وشدد الأمين العام على أن "الضغط الكبير من جبهة جنوب لبنان إضافة للجبهات الأخرى يؤثر على جبهة التفاوض بشأن نتيجة الحرب"، لافتًا إلى أن "جبهة لبنان المُساندة تواصل عملياتها وتُلحق الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والنفسية بالعدو وتُقدّم التضحيات أيضًا".
وأضاف أن "جيش العدو يخفي خسائره في جبهة الشمال كيلا يتعرض لمزيد من الضغوط".
وتابع: "بحسب قادة العدو، جبهة لبنان أشغلت أكثر من 100 ألف جندي وعدة فرق ولولاها لكانت قد توفرت القوات الكافية لهزيمة غزة، إن جبهة لبنان حجبت قوات العدو عن المشاركة في غزة، وجزء منها قوات نخبة، لأن هناك خوفاً لدى العدو من دخول المقاومة إلى الجليل الأمر الذي يبقى مطروحاً في حال تطور المواجهة".
ولفت إلى أن "جبهة لبنان إلى جانب استنزاف العدو هجّرت عشرات الآلاف من المستوطنين إضافة إلى خسائر اقتصادية وسياحية حتى بات هناك للمرة الأولى حزام أمني شمال فلسطين المحتلة".