في خطوة تهدف إلى مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الدولي، صنفت كندا رسميًا الحرس الثوري الإسلامي الإيراني (IRGC) كمنظمة إرهابية بموجب قانونها الجنائي.
أعلن وزير السلامة العامة دومينيك ليبلانك هذا التصنيف، الذي سيكون له آثار بعيدة المدى على المنظمة وأعضائها.
تأثير التصنيف
إن تصنيف الحرس الثوري الإيراني ككيان إرهابي سيقيد بشدة قدرته على العمل داخل كندا. وعلى وجه التحديد، سوف:
تقييد جمع الأموال وملكية العقارات: سيتم منع الحرس الثوري الإيراني من جمع الأموال أو امتلاك العقارات في كندا، مما يعطل عملياته المالية.
الحد من الدخول إلى كندا: سيواجه الأفراد الذين خدموا في الحرس الثوري الإيراني قيودًا على دخول كندا، مما يؤثر بشكل كبير على الآلاف من كبار المسؤولين الحكوميين الإيرانيين.
التحقيقات والإبعاد: قد يتم التحقيق مع الأشخاص الموجودين بالفعل في كندا والمنتسبين إلى الحرس الثوري الإيراني وربما يتم ترحيلهم من البلاد.
موقف الحكومة
وشدد وزير السلامة العامة دومينيك ليبلانك على أهمية هذا الإجراء في إرسال رسالة قوية ضد الإرهاب. وقال لوبلان إن "هذا الإجراء يبعث برسالة قوية مفادها أن كندا ستستخدم جميع الأدوات المتاحة لها لمحاربة الكيان الإرهابي التابع للحرس الثوري الإيراني".
انتقد النظام الإيراني لتجاهله المستمر لحقوق الإنسان وأفعاله المزعزعة للاستقرار على الساحة الدولية. وأضاف: "ستضمن حكومتنا عدم وجود حصانة لتصرفات إيران غير القانونية ودعمها للإرهاب".
السياق التاريخي
وصنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية في عام 2019. وفي كندا، أقر مجلس الشيوخ اقتراحًا غير ملزم في عام 2018، يحث الحكومة على اتخاذ إجراءات مماثلة. وكان مجلس العموم قد أصدر أيضًا قرارًا مماثلاً في ذلك العام. ومع ذلك، كانت الحكومة الليبرالية مترددة في تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية حتى الآن.
المخاوف السابقة
وفي عام 2023، أعرب وزير العدل السابق ديفيد لاميتي عن مخاوفه بشأن التداعيات الواسعة لمثل هذا التصنيف، مشيرًا إلى أن الخدمة العسكرية في إيران إلزامية، وبالتالي، قد لا يشارك العديد ممن خدموا في الحرس الثوري الإيراني في قيادته أو أنشطته الإرهابية. أدى هذا الموقف إلى تأخير عملية التصنيف حيث سعت الحكومة إلى اتباع نهج متوازن.
تصريح رئيس الوزراء ترودو
وفي يناير من هذا العام، أشار رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى أن الحكومة تستكشف طرقًا لتطبيق التصنيف بشكل مسؤول. جاء ذلك في أعقاب التوترات المتزايدة في أعقاب الإسقاط المأساوي لرحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية PS 752 على يد الحرس الثوري الإيراني في عام 2020، مما أدى إلى مقتل 176 شخصًا، بما في ذلك العديد من الكنديين.
يمثل قرار كندا بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية لحظة محورية في جهودها لمكافحة الإرهاب ودعم القانون الدولي. إن هذه الخطوة تجعل كندا تقف إلى جانب حلفائها وترسل رسالة واضحة بعدم التسامح مطلقًا مع الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.