أعلنت إيران توسيع كبير لقدراتها في مجال التخصيب النووي في منشأة فوردو تحت الأرض، وهي خطوة يمكن أن تضاعف إنتاجها من اليورانيوم المخصب ثلاث مرات، وفقا لوثائق سرية وتحليلات الخبراء نشرتها صحيفة واشنطن بوست.
أدى الكشف إلى زيادة المخاوف بين الحكومات والخبراء الغربيين، الذين يخشون من أن طهران تقترب من تحقيق القدرة على صنع الأسلحة النووية.
تطوير وزيادة قدرة منشأة فوردو
أكد مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود أنشطة بناء جديدة في فوردو بعد وقت قصير من إخطار إيران الوكالة بخططها.
كانت المنشأة، الواقعة في جبل شمال وسط إيران، قد توقفت في السابق عن تخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 لكنها استأنفت عملياتها بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق في عام 2018.
القدرات الفنية والمخاوف
يشير الخبراء إلى أن التوسع في فوردو يمكن أن يمكّن إيران من تجميع ما يكفي من الوقود النووي لصنع عدة قنابل كل شهر. إن موقع المنشأة تحت الأرض يجعلها شديدة المرونة ضد الضربات الجوية، مما يزيد من أهميتها الاستراتيجية.
يتزايد مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، والذي يتضمن أشكالًا عالية التخصيب تقترب من درجة صنع الأسلحة، بشكل مطرد منذ عام 2018.
ردود الفعل الدولية
سارعت إدارة بايدن إلى إدانة الخطوة الإيرانية، ووصفتها بأنها تفتقر إلى الأغراض السلمية ذات المصداقية، وهددت بالرد وفقًا لذلك. وكان التركيب المخطط لنحو 1400 جهاز طرد مركزي متقدم في فوردو، القادرة على تعزيز إنتاج اليورانيوم بشكل كبير، قد أثار إنذارات على المستوى الدولي.
الموقف الإيراني والتداعيات المستقبلية
في حين تصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، فإن التصريحات العلنية الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين تشير إلى خلاف ذلك. أكد قادة البرنامج النووي الإيراني قدرتهم على تجميع قنابل نووية بسرعة إذا صدر الأمر بذلك، مما يشير إلى الابتعاد عن التأكيدات السابقة.
مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية
على الرغم من الانتقادات والعقوبات، تواصل إيران توسيع بنيتها التحتية النووية، متحدية القيود التي فرضها الاتفاق النووي لعام 2015. وعلى الرغم من علم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخطط إيران، إلا أنها أعربت عن مخاوفها بشأن حجم ووتيرة التوسع في عملية التخصيب، مما يشير إلى انتهاك محتمل للاتفاقيات الدولية.
الغموض الاستراتيجي والمناورات الدبلوماسية
يرى الخبراء أن الاستراتيجية النووية الإيرانية تخدم كرادع وورقة مساومة في المفاوضات الدولية. إن نوايا النظام، والتي تتشكل بفعل المخاوف بشأن بقاء النظام والأمن الإقليمي، تسلط الضوء على الديناميكيات المعقدة المحيطة بطموحات إيران النووية.