أكدت صحيفة "الأهرام" أنه ربما يكون ما يحدث في الأوساط السياسية الإسرائيلية دليلا دامغا على تزايد الخلافات الداخلية بسبب الحرب في غزة، ولكنه في واقع الأمر يعكس محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ممارسة «لعبة» جديدة هدفها التغطية على فشله الذريع في العمليات العسكرية التي يشنها جيشه ضد الفلسطينيين في غزة منذ 8 أكتوبر الماضي.

ولفتت الصحيفة، في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأربعاء تحت عنوان (ألاعيب نيتانياهو)، إلى أن نيتانياهو قرر إلغاء ما يسمى «مجلس الحرب» الإسرائيلي، وتشكيل مجلس سياسي مصغر لإجراء المشاورات الحساسة المتعلقة بالحرب الجارية في غزة حاليا، بعد أن وصلت العمليات العسكرية نقطة فاصلة، فلا الحكومة الإسرائيلية حققت هدفها بالقضاء على حماس، ولا هي نجحت في تحرير المحتجزين في القطاع منذ 7 أكتوبر، ولا هي ستنجح كذلك في تحقيق الأمن للإسرائيليين، والأسوأ من ذلك، أن هذه الحرب، والممارسة الإسرائيلية البشعة تجاه المدنيين، تسببت في تراجع حجم الدعم الدولي، والغربي تحديدا، الذي ظلت تتمتع به إسرائيل على مدى عقود، بدليل التحركات الدولية لمحاكمة نيتانياهو دوليا لمسئوليته عن جرائم الحرب المرتكبة في غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في واقع الأمر، فإن مجلس نيتانياهو السياسي المصغر الذي تم تشكيله بدلا من «مجلس الحرب»، الذي أطلق عليه اسم «المطبخ الصغير»، قد يكون مجلس حرب من نوع آخر، أو حكومة حرب فعلية، لتمرير بعض القرارات التي يتخذها نيتانياهو، بدافع من عناصر حكومته المتطرفة، بشكل أساسي، بدلا من استشارة جميع ممثلي الطوائف السياسية، بدليل ما تم الإعلان عنه من أن هذا المجلس الجديد لن يشارك فيه سوى نيتانياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، ووزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هانجبي، وهو وضع غريب ينذر بمزيد من الجرائم والانتهاكات، وعبر عنه يائير لابيد زعيم المعارضة بقوله إنه تهرب من جانب نيتانياهو من دعوات حل الحكومة بأكملها، بعد فشلها الذريع في غزة، فضلا عن فشل عملية رفح حتى الآن في تحقيق أي مكاسب أو أهداف.

ونوهت "الأهرام" إلى أن ما هو مؤكد في إسرائيل الآن أن نيتانياهو بات يتصرف بشكل منفرد، وبصورة ترضي الأصوات المتطرفة، بهدف إطالة أمد بقائه في السلطة، في الوقت الذي بات فيه الرأي العام العالمي مقتنعا الآن أكثر من أي وقت مضى بأن نيتانياهو هو العقبة الرئيسية والأولى التي تعترض سبل التوصل إلى وقف للقتال، وبدء مشوار البحث عن تسوية سياسية دائمة وشاملة، للقضية الفلسطينية.

ونبهت الصحيفة إلى وجود هناك مخاوف متزايدة من أن «ألاعيب» نيتانياهو تنذر أيضا بتوسيع نطاق الحرب أكثر وأكثر، بدليل أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أوفدت مستشارا كبيرا لإسرائيل في مهمة أساسية، تهدف إلى تجنب مزيد من التصعيد على طول الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان.

كما نبهت "الأهرام" إلى أنه من الواضح أن ألاعيب نيتانياهو لن تنتهي في سبيل توسيع نطاق الحرب وإسالة مزيد من الدماء.. ولن تتوقف هذه المحاولات والممارسات، ما دامت بعض الأطراف الدولية لا تزال تغض البصر عما ترتكبه إسرائيل من جرائم، وتقف مكتوفة الأيدى حيال ما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم، وما تتعرض له المنطقة من الحماقات الإسرائيلية.

[[system-code:ad:autoads]]