استؤنف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله بعد صمت نسبي دام ثلاثة أيام، حيث قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن أنظمة القبة الحديدية اعترضت ثلاث طائرات مسيرة تابعة لحزب الله في الجليل الغربي ظهر اليوم الثلاثاء، يأتي بعد ساعات من نشر حزب الله توثيقا غير عادي لطائرة بدون طياره قال إنها نجحت في اختراق العمق الإسرائيلي وتمكنت من تصوير أماكن حساسة.
وبحسب حزب الله، فإن الطائرة بدون طيار التي تم إطلاقها في حيفا عادت إلى لبنان، ويبدو أن الفيديو، الذي لم يذكر متى تم تصويره، يظهر تفاصيل حول المنشآت في مصنع رافائيل – بما في ذلك منشآت القبة الحديدية. ومستودعات محركات الصواريخ ومرافق مقلاع ديفيد والرادار بجانب أماكن حساسة أخري.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الفيديو يبدو أنه يتكون بشكل أساسي من لقطات طائرة بدون طيار ربما أطلقها جواسيس، من داخل إسرائيل، الذين كانوا يعرفون ما كانوا يصورون وما يجب التركيز عليه.
وبحسب الصحيفة فأنهم في إسرائيل لم يعرفوا أن حزب الله كان لديه طائرة بدون طيار تسمى "الهدهد"، ومن الممكن أن يكون القصد من ذلك التغطية على حقيقة أن لديهم جواسيس يقودون طائرات بدون طيار في إسرائيل.
ووصفت الصحيفة العمل بالأحترافي، وقال إن الأهداف التي تظهر في الفيديو هي في الأساس عسكرية واقتصادية. وأن الغرض من النشر هو الردع والإيحاء بأنه إذا بدأت إسرائيل الحرب، كما قال مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط آموس هوكشتاين وكما سمعت أصوات أخرى، فإن حزب الله سوف يؤذيك عسكرياً واقتصادياً.
اجتياح الجليل المحتل
قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل نجحت في القضاء على تهديد اجتياح حزب الله للجليل المحتل. ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، عن المسؤول قوله: "لقد نجحنا في القضاء على التهديد المتمثل في اجتياح حزب الله لمناطق واسعة في الجليل. إن قدرات حزب الله العسكرية على الحدود متواضعة وليست كما كانت قبل 7 أكتوبر. واضطر حزب الله إلى سحب قواته ثمانية كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية".
ردا على هذا التقرير، قال تال باري، رئيس قسم الأبحاث في معهد ألما الإسرائيلي، إن "حزب الله لم يسحب قواته – بحسب الأدلة التي نشرها معهد الأبحاث نشطاء حزب الله، يعملون بالقرب من السياج الحدودي.
ووفقا للمعهد الإسرائيلي فأن مقاتلين حزب الله موجودون جسديا - ويواصلون العمل بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
ويقول باري إن "خطة حزب الله الأصلية لاجتياح الجليل المحتل بآلاف المقاتلين غير ممكنة في الوقت الحالي. هناك قرى بأكملها متاخمة للسياج في جنوب لبنان - حيث يركز الجيش الإسرائيلي جهوده ويعمل من أجل تدمير قدرات حزب الله".
من ناحية أخرى، يقول باري إنه "لا يمكن لأحد أن يضمن أن حزب الله غير قادر على تنفيذ عمليات مستهدفة تشمل اجتياح المستوطنات الإسرائيلية بعشرات من النخبة في حزب الله، وربما حتى بضع مئات.
وأضاف أن قوة الرضوان ليس من الضروري أن تنظم نفسها لغزو السياج الحدودي، بل يمكنها أن تفعل ذلك من عمق لبنان وبإجراء سريع تصل إلى السياج وتدخل أراضي البلاد. إن القول بأن شيئًا كهذا لا يمكن أن يحدث هو خطأ وتصور خاطئ"، كما يرى باري.
التفاوض أم الحرب
ووصل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط أموس هوكشتاين إلى لبنان اليوم الثلاثاء، وقال رسالة مفادها أنه إذا لم يدخل اللبنانيون والإسرائيليون في مفاوضات فإن التدهور إلى الحرب سيكون سريعاً.
وقال "الوضع على الحدود خطير للغاية بعد التصعيد في الأسابيع الأخيرة. نحن بحاجة إلى التفاوض على وقف إطلاق النار على الحدود، وإلا فإن التصعيد سيكون لا مفر منه".
وأضاف "إننا نمر بأوقات عصيبة ونريد حلولاً حاسمة للوضع على الحدود. يتعرض المواطنون وممتلكاتهم للأذى بسبب التصعيد المستمر - الوضع خطير للغاية بعد الأسابيع القليلة الماضية.
وتابع: "يجب أن يعود السكان إلى جنوب لبنان وشمال إسرائيل. إن اقتراح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة يضمن نهاية الحرب في غزة ويوفر فرصة للهدوء على الحدود".