تحظى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى كوريا الشمالية والتي تستمر ليومين باهتمام دولي كبير وهي أول زيارة منذ 24 عاما، ويترقب العالم مباحثات زعيمين يجمعهما العداء للغرب بوتين وزعيم كوريا الشماليةكيم جونج أون.

[[system-code:ad:autoads]]

وأعلنت موسكو أمس أن الرئيس الروسي وزعيم كوريا الشمالية يعتزمان توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية جديدة، ستحل محل الوثائق الموقعة بين موسكو وبيونج يانج في الأعوام 1961 و2000 و2001.

[[system-code:ad:autoads]]

التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية

وسائل الإعلام الغربية، أبرزت التعاون العسكري بين موسكو وبيونج يانج في ظل الحرب الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022 وعادت لتذكر بتقارير حول إرسال كوريا الشمالية في الفترة بين أغسطس وفبراير، حوالي 6700 حاوية إلى روسيا، والتي يمكن أن تستوعب أكثر من 3 ملايين طلقة من قذائف المدفعية عيار 152 ملم أو أكثر من 500 ألف طلقة من قاذفات الصواريخ المتعددة عيار 122 ملم، حسبما قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في وقت سابق من هذا العام.

وخلص مراقبو الأمم المتحدة إلى أن صاروخا باليستيا واحدا على الأقل أطلق من روسيا في أوكرانيا في يناير الماضي كان مصنوعا في كوريا الشمالية، ويقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم أحصوا حوالي 50 صاروخًا من هذا النوع سلمتها كوريا الشمالية إلى روسيا.

بالإضافة إلى ذلك، التقطت صور الأقمار الصناعية سفنًا روسية تقوم بتحميل البضائع في موانئ كوريا الشمالية، مما يعزز الشكوك حول التعاون العسكري المتزايد بين البلدين.

ما هو سر القلق الأمريكي من زيارة بوتين ؟

وقال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين أمس الاثنين إن إدارة بايدن ليست "قلقة بشأن الرحلة" نفسها، لكنه أضاف: "ما يقلقنا هو تعميق العلاقة بين هذين البلدين".

وقال كيرت كامبل نائب وزير الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي إن واشنطن تشعر بالقلق إزاء ما ستقدمه روسيا لكوريا الشمالية في المقابل، متسائلا "العملة الصعبة؟ هل هي الطاقة؟ هل هي القدرات التي تسمح لهم بتطوير منتجاتهم النووية أو الصاروخية؟ لا نعرف لكننا قلقون بشأن ذلك ونراقب ذلك بعناية".

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم هونغ كيون بحث زيارة بوتين لبيونج يانج في مكالمة هاتفية طارئة مع كامبل الجمعة.

وأعربت الوزارة عن قلقها من أن تؤدي الزيارة إلى مزيد من التعاون العسكري بين بيونج يانج وموسكو، وهو ما قالت إنه ينتهك قرارات الأمم المتحدة.

ماذا يريد بوتين من كيم ؟

بالنسبة لبوتين، الذي يقول إن روسيا تخوض معركة وجودية مع الغرب بشأن أوكرانيا، فإن مغازلة كيم تسمح له بإيذاء واشنطن وحلفائها الآسيويين.

وتقول روسيا إنها ستتعاون مع كوريا الشمالية وستطور العلاقات بالطريقة التي تختارها ولن يتم إخبارها بما يجب أن تفعله من قبل أي دولة، وخاصة الولايات المتحدة.

وشكر الرئيس الروسي كوريا الشمالية على دعم أهدافه في أوكرانيا، وقال إن دولتيهما ستتعاونان بشكل وثيق للتغلب على العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة، وذلك أثناء توجهه إلى بيونج يانج اليوم الثلاثاء لعقد قمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونجلاي .

ظهرت تعليقات بوتين في مقال افتتاحي في وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية قبل ساعات من وصوله، مؤكدا

أنه يقدر بشدة دعمها القوي لحربه في أوكرانيا.

وقال إن الدول ستواصل "المعارضة الحازمة" لما وصفها بالطموحات الغربية "لعرقلة إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب يقوم على الاحترام المتبادل للعدالة".

وأشار بوتين أيضًا إلى أن روسيا وكوريا الشمالية ستطوران أنظمة التجارة والدفع "التي لا يسيطر عليها الغرب" وستعارضان بشكل مشترك العقوبات ضد الدولتين، والتي وصفها بأنها "إجراءات تقييدية أحادية وغير قانونية"، إلى جانب توسيع التعاون في مجالات السياحة والثقافة والتعليم.

ما هي احتياجات كوريا الشمالية من روسيا ؟

ومن غير الواضح ما الذي قد يحصل عليه كيم جونج أون وكوريا الشمالية في المقابل وتشير بعض التكهنات إلى أن كوريا الشمالية قد تسعى للحصول على طائرات روسية لتحديث قوتها الجوية التي عفا عليها الزمن، وكذلك الأموال والحبوب".

وتأتي هذه الرحلة أيضًا في وقت تسعى فيه كوريا الشمالية للحصول على التكنولوجيا المتقدمة والدعم العسكري، مثل أقمار التجسس الصناعية، والتي تعهدت روسيا بالمساعدة فيها".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في يناير الماضي، إن موسكو وبيونج يانج تعملان على تطوير تعاونهما "في جميع المجالات، بما في ذلك المجالات الحساسة".

حادثة على حدود الكوريتين

وقبل زيارة بوتين، وقع حادث على الحدود بين الكوريتين، حيث أطلقت كوريا الجنوبية طلقات تحذيرية، بعد أن عبر جنود كوريون شماليون يعملون في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين لفترة وجيزة إلى الجنوب، وفقًا لهيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، وهو الحادث الثاني من نوعه في الأسبوعين الماضيين.