الجمع والقصر في الصلاة رخصة من الله لعباده المتقين، والصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة من تركها جحودا وانكارا فقد كفر بما أنزل على محمد ، وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم :" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" .
طريقة صلاة الجمع والقصر
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن القصر فى الصلاة رخصة أو سنة عند أكثر العلماء، ويجوز للمسافر أن يقصر ويجوز له أن يتم والقصر أفضل إقتداء بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويكون القصر بين الظهر والعصر جمع تقديم أو جمع تأخير كذلك فى الغرب والعشاء.
وأضاف " عاشور" خلال المباشر عبر صفحة دار الإفتاء ، فى إجابته على سؤال ورد إليه يقول فيه: " مسافرا لأسوان فكيف أقصر الصلاة ؟"، إذا كنت مسافرا لأسوان أو لأى مكانا فيجوز للمسافر أن يقصر فى صلاته بشرط أن لا تقل مسافة السفر عن تسعة وثمانين كيلو مترا ، فيجوز لك أن تجمع بين صلاة الظهر والعصر جمع تقديما وتأخيرا أى تصلى الظهر والعصر فى وقت الظهر أو تصليهم وقت صلاة العصر كذلك المغرب والعشاء، ولكن لا يوجد قصر فى صلاة المغرب لأنها 3 ركعات فتصلى كما هى ولكن يقصر فى صلاة العشاء وتصلى ركعتين ".
شروط جمع وقصر الصلاة
قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن المسافر له أن يتمتع بمجموعة من الرخص ولكن بشرط.
وأضاف ممدوح، فى إجابته على سؤال « قصر الصلاة فى السفر والجمع فى نفس الوقت فهل أجمع وأقصر مع بعض أم أقصر دون الجمع ؟»، أن من الرخص التى يتمتع بها المسافر جمع وقصر الصلاة ولكن بشرط أن يكون سفره سفرا طويلا مباحا أى يكون 85 كيلو فما يزيد، ومباح اى لا يكون سفر لمعصية فإذا كان كذلك فإنه له أن يتمتع برخص السفر أثناء سفره أى بانتقاله من مكانه الى المكان الذاهب اليه وعندما يصل للمكان الذاهب إليه فلا ينقطع مادام مدة وجوده فى هذا المكان ثلاثة أيام غير يوم الدخول والخروج.
وتابع: من الرخص الجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم او تأخير فى وقت واحدة منهم والجمع بين المغرب والعشاء فى وقت واحدة منهم والصلاة التى تقصر الصلاة الرباعية فقط كالظهر والعصر والعشاء.
أقصى مدة مسموح بها في قصر الصلاة
قال الشيخ محمد وسام، امين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن العلماء اختلفوا في تقدير المدة التي بها يصبح المسافر في حكم المقيم، ولا يكون عليه قصر صلوات الفرائض.
وأضاف وسام، فى إجابته عن سؤال ورد اليه عبر موقع اليوتيوب، ( ما أقصى مدة مسموح بها في قصر الصلاة للمسافر؟)، ان الفقهاء يقولون أن أقصى مدة مسموح بها لقصر الصلاة إذا نوى الإقامة لا تزيد قصر الصلاة على 3 أيام غير يومي الدخول والخروج، فإذا كانت المسافة بين البلدتين تتجاوز 85 كيلو متر وكان يقيم 3 أيام فقط غير يومي الدخول والخروج فله الجمع و القصر، أما إذا نوى الإقامة اكثر من ذلك فمن ساعة الوصول لا يكثر ولا يجمع وليس بعد 3 أيام.
كيفية صلاة القصر
قال الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء إن للمسافر رخصة القصر والجمع في الصلاة فالجمع يكون بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، أما القصر أي يؤدي الظهر ركعتين وكذلك العصر والعشاء أما المغرب لا تقصر ، وهذا التصرف يكون أثناء السفر أي وهو في الطريق ، لافتا إلى أن قصر الصلاة لا يتحقق إلا بأن يكون المسافر سيقطع أكثر من 85 كم .
وأضاف عبد السميع خلال فيديو مسجل عبر صفحة دار الإفتاء أنه يجوز للمسافر المقيم ثلاثة أيام غير يوم الدخول والخروج ان يقصر الصلاة او يجمعها ، أما إذا كان هذا المسافر سيقيم في المكان المسافر إليه وليكن محافظة الاسكندرية التي تبعد عن القاهرة نحو 200 كم تقريبا 4 أيام غير يومي الدخول والخروج فهذا الشخص لا يجوز له الأخذ برخصة السفر وهي القصر والجمع في الصلاة لأنه أصبح مقيما وليس مسافرا وبالتالي يؤدي الصلاة بشكل طبيعي الظهر اربع ركعات وكذلك العصر والعشاء .
وأوضح عبد السميع أنه يجوز للشخص غير المسافر الجمع بين الصلوات بدون عذر كالسفر او المطر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن بشرط أن لا يتخذ ذلك عادة او يفعلها باستمرار .
الحكمة من قصر الصلاة في السفر
أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الحكمة من قصر الصلاة في السفر أنها للتيسير على المسافر في العبادة، وأيضا تخفيف شعوره بانتزاعه من الوطن. وأضاف «علام» في فتوى له: «أنه عندما يخرج المرء إلى مسافة بعيدة عن وطنه يصبح في حاجة إلى التخفيف، ليس لمشقة السفر فقط وإنما لتخفيف شعوره بانتزاعه من الوطن أيضا».
وأشار إلى أن قصر الصلاة للمسافر جائز وورد على ذلك أدلة في القرآن والسنة والإجماع، أما القرآن فدليله قول الله -عز وجل-: «وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا» (101) سورة النساء.وتابع: وأما السنة فقد تواترت الأخبار أن رسول الله كان يقصر في أسفاره حاجا ومعتمرا وغازيا محاربا، قال ابن عمر: «صحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان لا يزيد في السفر على ركعتين، وأبو بكر وعمر وعثمان كذلك»، وقد أجمع العلماء على جواز القصر في السفر المعتبر عندهم .