لم تشك ضيق الحال ولم تيأس يومًا ما من أن يتبدل حالهم إلى أفضل حال، يديها يطبطبا على كتفي زوجها محمد حسين إبراهيم أحمد، بائع غزل البنات ابن قرية أولاد سالم بحري بمركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج، الذي انتشر له مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي وهو حزين لما هو فيه من ضيق الحالة المعيشية.
وبالرغم من ذلك لم تيأس الزوجة العشرينية وكانت خير سند له، يداها يُجففان دمعه ويلملمان شتات فكره وشرود عقله، "انتا زعلان ليه كده وفين الاكياس معقول بيعتهم كلهم.. لا رميتهم.. نعم؟!... زي ما بقولك كده مبعتش بجنيه ومن خنقتي رميت كل الاكياس وانا جاي... خسارة يلا مش مهم فداك حمدلله ع سلامتك... متزعلش نفسك بكره وقفة عرفة هندعي ربنا وبإذن الله هيكرمنا".
هكذا كان رد فعل الزوجة الحنون التي لم تشعر زوجها بثقل الحياة على قلبها بل كانت خير من يهون دنياه عليه، لتتفاجئ بانتشار فيديو يظهر فيه زوجها بائع غزل البنات وهو يلقي بالاكياس في الشارع وهو حزين، وأنه قد أصبح شهيرًا وان حياة كريمة تود التكفل به، كما فوجئت بإرسال التضامن الإجتماعي فريقًا من التدخل السريع لبحث الحالة جيدًا.
بائع غزل البنات في سوهاج
فرحة وسرور وبهجة قفزت إلى قلوب الأسرة المكونة من 6 أشخاص بائع غزل البنات وزوجته واطفالهما الأربعة، وتحدث بائع الحلوى قائلًا:" مبعتش بجنيه وكان صابح وقفة عرفات وكان نفسي اشتري لاهل بيتي لحوم عشان يعيدوا زي الناس... صعبت عليا نفسي ورميت غزل البنات اللي مسددتش حقه في الشارع".
وأكد الاب البالغ من العُمر 31 عامًا، في بث مباشر عبر صفحة موقع صدى البلد على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه يوم الجمعة الماضية خرج من منزله ليسترزق في تمام الساعة السادسة صباحًا، وظل يسعى حتى نهاية الليل، ولم يبيع بجنيهًا واحدًا، حتى انتاب قلبه الحزن وأصابه اليأس.
واستكمل بائع غزل البنات الثلاثيني حديثه قائلًا:"روحت البيت من غير البضاعة مراتي استغربت اني مش معايا ولا كيس غزل بنات وفي نفس الوقت حزين ومضايق ولما سألتني قولتلها اني رميت كل الكياس مع اني مجمعتش حقهم حتى.. حاولت تهون عليا وتداوي وجع قلبي وتراضيني والحمدلله ربنا راضاني ورضاها".
وأشار ابن مركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج، إلى أنه لم يعلم أنه تم تصويره مقطع فيديو في هذا اليوم، وتفاجئ بانتشار مقطع فيديو يظهر فيه وهو حزين ويلقي بأكياس الغزل بالشارع، وأنه أصبح حديث الساعة بكافة أنحاء الجمهورية، معربًا عن سعادته بذلك.