تائه حزين لا يعلم إلى أين خطواته تأخذه خطوة بخطوة، ملامح الحزن تُرسم على وجهه والدموع ترفض أن تنزل على وجنتيه معلنة عما بقلبه من وجع ويأس شديد، جلباب بني اللون ومشية تظهر عليها كسرة الزمان.
هكذا كان حال محمد حسين إبراهيم أحمد، بائع غزل البنات، في مقطع الفيديو الذي التقطه له أحد أهالي قرية أولاد سالم بحري بمركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج، حيث انتشر هذا الفيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ومنصة تيك توك الشهيرة.
لاقى الفيديو انتشارًا واسعًا واعجابًا شديدًا، حيث اثار غضب الكثير من المواطنين كما أثار عاطفتهم، ما استدعى تحريك المياه الراكدة وإعلان حياة كريمة توليها أمر بائع غزل البنات السوهاجي، حيث تعهدت بصرف راتب شهري له، يكفل له ولأسرته المكونة من زوجة و4 أطفال، حياة كريمة.
كما تواصل رجل الأعمال الشهير أحمد أبو هشيمة، هاتفيًا مع بائع غزل البنات، مؤكدًا دعمه له ومعلنًا عن إقامة مشروع له عبارة عن كشك يسترزق من خلاله، وتواصلت مديرية التضامن الاجتماعي مع الأب الثلاثيني مؤكدة دعمها له وأنها لن تدخر جهدًا في إنهاء إجراءات صرف معاش تكافل وكرامة له ولأسرته بشكل عاجل.
بائع غزل البنات يتحدث لـ"صدى البلد" عن معاناته
وتحدث محمد حسين، في بث مباشر عبر صدى البلد، قائلًا:"مبعتش بجنيه وكان صابح وقفة عرفات وكان نفسي اشتري لاهل بيتي لحوم عشان يعيدوا زي الناس... صعبت عليا نفسي ورميت غزل البنات اللي مسددتش حقه في الشارع".
وأكد الاب البالغ من العُمر 31 عامًا، في بث مباشر عبر صفحة موقع صدى البلد على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه يوم الجمعة الماضي خرج من منزله ليسترزق في تمام الساعة السادسة صباحًا، وظل يسعى حتى نهاية الليل، ولم يبع بجنيه واحد، حتى انتاب قلبه الحزن وأصابه اليأس.
واستكمل بائع غزل البنات الثلاثيني حديثه قائلًا:"روحت البيت من غير البضاعة مراتي استغربت اني مش معايا ولا كيس غزل بنات وفي نفس الوقت حزين ومتضايق ولما سألتني قولتلها اني رميت كل الأكياس مع اني مجمعتش حقهم حتى.. حاولت تهون عليا وتداوي وجع قلبي وتراضيني والحمدلله ربنا راضاني ورضاها".