تحدثنا الأسبوع الماضي عن أسطورة أفروديت إله الحب والجمال ، ولكن أتضح أن للحديث بقية يكملها معنا إيروس وهو ابن أفروديت وقصته مع سايكي ربما تكون أسطورة إيروس أو كما يعرف بـ كيوبيد واحدة من أفضل قصص الحب في الأساطير الكلاسيكية القديمة، كان إيروس ابن الأسطورة أفروديت يجسد عاطفة الحب الشديدة حيث تم تصويره وهو يرمي السهام على الناس من أجل ضرب قلوبهم وجعلهم يقعون في الحب، لذلك كان رمز الروح المطهرة من المشاعر والمصائب.
و تعكس قصة حب إيروس مثابرة الرجل عندما يكون مسكونًا بالعاطفة وجهد المرأة في التغلب على العديد من العقبات من أجل الحصول على الحب، ويحكي أن هناك ملك لديه ثلاث بنات رائعات كانت البنت الصغرى أجملهم وتسمى "سايكي " ،فكانت أجمل بكثير من أختيها وكانت تبدو مثل إلهة بين البشر ، و انتشرت سيرة جمال "سايكي " في جميع أنحاء البلاد واتجه إلى قصرها الكثير من الرجال للإعجاب بها و بجمالها الذي لا يضاهي وتقديم القرابين توددا وتقربا منها وعبادتها ايضا ، فعندما يراها الناس يقولون أن حتى أفروديت نفسها لا تنافسها.
وكلما زاد عدد الناس الذين يتعرفون على "سايكي "كان يقل ذكر إلهة الحب والجمال فتم التخلي عن معابد أفروديت ولم يعد النحاتون يصنعون لها التماثيل، لم تستطع أفروديت قبول مثل هذا الموقف و تمكنت الغيرة من قلب أفروديت ولعنتها وجعلت الناس يعجبونا بها فقط ولكن لا يقع أحد في حبها بالرغم من جمالها والإعجاب بها ، كما طلبت أيضا أفروديت المساعدة من ابنها إيروس "كيوبيد" فقالت له أبني إيروس أغثني والدتك أفروديت في محنة وتريد منك المساعدة قم بإستخدام قوتك واجعل هذه الفتاة الصغيرة تقع في حب أشر وأبشع مخلوق على الأرض فوافق إيروس "كيوبيد " على ذلك في بداية الامر و لكن عندما رأى سايكي شعر وكأن قلبه مثقوب بأحداً السهام التي كان يلقيها على الناس من أجل ضرب قلوبهم وجعلهم يقعون في الحب وهذا السهم من سهامه هو ، فلم يستطيع إيروس أن ينفذ أوامر والدته أفروديت و يجعل الفتاة سايكي تقع في حب مخلوق بشع لأنه قد وقع في غرامها ولم يستطع أن تقع في حب أخر غيره وقرر ألا يخبر والدته عن هذا الامر .
و بالرغم من جمال سايكي إلا أنها كانت حزينة جداً لأنها لم تقع في حب أحد وكل من يراها كان يعجب بها فقط لكن لا يعيش معها قصة حب أسطورية مثل أختيها ، وكان هذا نفس الامر الذي حير والد سايكي أيضا فكيف أجمل بناتي لا تتزوج ولا يقع احد في حبها مثل اختيها ولذلك لجأ والد سايكي إلى العّرافين والكاهنة كي يعلم ماذا يفعل وما الامر الذي جعل أجمل بناته لم تتزوج حتي الان فأخبره الكاهن أن ابنته غير مقدر لها الزواج من بشري بل مخلوق غريب مجنح وقال له أن يتركها على قمة جبل وبالفعل قام والد سايكي بأخذ ابنته وهي ترتدي فستان زفاف أسود اللون وتركها علي قمة جبل وهناك انتقلت الفتاه بفعل الرياح لتجد نفسها أمام قصر كبير بعيد وعندما كانت سايكي حزينة في انتظار زوجها الوحش وعندما حال الظلام واتي الليل سمعت سايكي صوت جميل غير مرئي يطمئنها ويقول لها انه هو الزوج المنتظر ويخدمها خدم غير مرئيين كما كان زوجها الغامض هذا متخفي محذراً إياها من عدم رؤيته وانه لم يأتي لها الا في الليل فقط حتي لا تراه ، وكانت سايكي لم تري منه غير حنانه وحبه لها وكانت في قمة السعادة من حبه وحنانه عليها ، ولكن كان الفضول يقتلها وتريد ان تري وجه هذا الوحش الحنون ، وفي يوم من الايام زارها الأختان في القصر وذهلوا بكل تلك الكنوز الرائعة التي أصبحت من نصيب سايكي ، فكان الحسد مزدهرًا في قلوبهم الفضول و لديهم لا يقاوم لمعرفة من هو زوج اختهم "سايكي " فظلوا يسألونها أسئلة عن زوجها ومهنته فقالت لهم أنه صيادًا شابًا، فأشاروا انه يجب ان تراه وإذا كان وحش يجب عليها قتل زوجها وأقتنعت سايكي بحديثهم وذهبت تحمل سكين ومصباح وقررت اذا كان قبيح ووحش سوف تقتل زوجها ولكن في تلك اللحظة وقع زيت المصباح علي إيروس واستيقظ وانصدم في سايكي لتجد انه إيروس وعندما رأها وهي تحمل المصباح والسكين قال لها لم أستطيع ان احبك بعد الان لقد خالفتي إتفاقنا بعدم رؤيتي وظلت سايكي تعتذر وهي نادمة ولكن بدون جدوي وأختفي إيروس وظلت سايكي تبكي وتبحث عنه في كل مكان وذلك بعد أن علمت انها تحمل ابن إيروس في أحشائها . وذهبت سايكي إليّ معبد أفروديت والدة إيروس تترجاها وطلبت مساعدتها من أجل أن تتحدث مع إيروس .
واستغلت أفروديت التي لم تقبل بهذه العلاقة ولا بوجود سايكي منذ البداية الفرصة من اجل الانتقام من سايكي والتخلص منها .
وقامت أفروديت بمساومة سايكي وقالت لها سوف أقوم بمساعدتك لرؤية إيروس في مقابل ان تنجزي أربع مهام وكانت مهام شبه مستحيلة لدرجة جعلت الطبيعة ترأف بحال سايكي وتساعدها في هذه المهام وكانت اول مهمه أن تعبر النهر حتي تصل لقطيع الأغنام ذات الفرو الذهب وتحضر قطعة من هذا الفرو وكانت هذه الخرفان عنيفة نوعاً ما وتقتل كل من يقترب منها وبعد محاولات كثيرة جعلت سايكي تيأس إليّ أن حاولت أن تلقي بنفسها في النهر ولكن هناك عود من القصب يسمي ايون أنقذها ونصاحها كيف تحصل علي الفرو الذهبي .
وأهم ما في المهام المكلفة فيهم سايكي من قبل أفروديت هي المهمة الأخيرة ، وذلك عندما طلبت أفروديت من سايكي أن تنزل لعالم الموتي وتذهب لبيرسيفون زوجة هيدز إله العالم السفلي وتطلب منها تعطيها سر الجمال الأبدي الخاص بيها في علبة.
وعندما عجزت سايكي عن تنفيذ المهام الرابع كادت أن تقفز من فوق قمة برج عالية ولكن البرج خرج عن صامتة ونصاحها كيف تذهب إليّ عالم الموتي وتعود منه سليمة ، وتذهب بالفعل سايكي إليّ عالم الموتي وتعود بالعلبة وفِي الطريق وفي طريق عودتها بتقرر تفتح العلبة وتاخد من الجمال الأبدي هذا لنفسها علشان تزداد جمال وإيروس يعود إليها مره أخري . ولكن ما حدث كان مؤسف للغاية لما كانت تحتوي عليه العلبة واتضح انها تحتوي علي نوع من النوم يجعل كل من يقترب منه ينام مثل الموتى
و تعرضت بعد ذلك "سايكي" للعنه النوم الأبدي من قبل إلهة العالم السفلي التي سلطتها أفروديت لأذيتها ، ولكن إيروس كان متابع سايكي وكل ما يحدث معاها وكل ما تحملته من أجل أن تصل له ويذهب إيروس إليها بسرعة ويغرقها من ثباتها الابدي وايقظها إيروس بعناق طويل وقبلة محبة وتزوج إيروس سايكي وسط الآلهة ويقوم إيروس بإطعام سايكي من الأمبروزيا طعام الآلهة حني تصبح خالدة مثله .
وتضع سايكي بنت جميلة تسمي Hedone التي أصبحت فيما بعد إلهة البهجة والمتعة والسعادة .
واتضح ان هذه الأسطورة من أساطير الحب القليلة التي بتنتهي نهاية سعيدة لانها أثبتت لنا أن الحب يمكنه أن يتغلب على جميع الصعاب .
كما ان الأسطورة لها رمزية دينية ونفسية واضحة جدًا.
ومعني اسم psyche بالإنجليزية معنها "روح" أو "وجدان" وهي كلمة يونانية الأصل، وسايكي في القصة هي رمز لروح الإنسان اللي بتعدي بمصاعب واختبارات من أجل أن تتوحد مع العنصر الإلهي أو المقدس الذي يمثله إيروس .