يأتي يوم الحج الأعظم برمزيته الدينية واحد من أكبر مظاهر التفرد , التي تمثل أسمي ملتقي لتجمع المسلمين الوافدين من جميع أنحاء الأرض لأداء مناسك الحج , من مختلف الأعراق والألوان واللغات والثقافات إلي صعيد واحد , يؤدون مناسك واحدة تتخطي الفوراق المذهبية والسياسية والأجتماعية والأقتصادية.
لا فرق بين فقير وغني، كبير وصغير ،رجل أو امرأة ، الجميع مرتدين زي واحد يلبون نداء واحد أختلفت ألسنتهم, ولكن لم تختلف تلبيتهم لله الواحد القهار ، لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك, يجسدون لوحة انسانية حية تفاصيلها خاشعة ممتثلة بالخضوع والأستسلام للخالق.
و يأتي الميثاق الأعظم لحقوق الانسان , في أستخصار خطبة النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ,لأمته يوم عرفة الذي أكد فيها على أرفع مبادئ الدين الحنيف بقوله ,إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذ في بلدكم هذا في شهركم هذا, إن ربكم واحد وإن أباكم واحد لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى, الناس سواسية كأسنان المشط ان المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم.
مرسيا بذلك دعائم الدين الأسلامي السمح , التي تحمل قيم التعايش والمساواة بين البشر, بصرف النظر عن دينهم أو جنسهم أو لونهم ,وتؤكد علي أحترام الحياة الإنسانية التي تحفظ للإنسان ماله وعرضه وحياته.
محققة المنهج الرباني الذي جاء به ديننا الحنيف وأرساه الهدي النبوي ,عبادات وخلقا و قيما وسلوكا مستندة علي التعاون والترابط والتسامح والأحترام للأخر.
وكانت تلك القيم النبيلة بمثابة أعلان عالمي لمبادئ الإنسانية ,التي سبقت دساتير العالم واسٌتلهمت منها دعائم القوانين الوضعية لحقوق الإنسان .
ويأتي يوم عرفة يوم الرحمة والمرحمة لعمار بيت الله الحرام, الذي تتجسد فيه معاني الوحدة والمساواة بين الناس, وحدة المشاعر والشعائر وحدة الهدف والتلبية, لتلتقي فيه الأفئدة والقلوب وتذوب فيه كافة أشكال النعرات العنصرية, ويتساوى فيه جميع الناس وترتفع الأكف تضرعا بالدعاء للمولي عز وجل.
ان شعيرة الحج الاعظم الركن الخامس للإسلام من أجل القربات إلي رب العزة ، والتي يعجر اللسان عن وصف جمالياتها وتفاصيلها المعبرة , لتمثل أجمل المعاني الإنسانية في فيض من المشاعر المتفردة لحالة تجلي وإتصال مباشر بين الرب والعبد, من جبل الرحمة بعرفات الله المتشح بالبياض الذي تتعال من جنباته التلبيات والدعوات بقلوب مشفوعة بالتضرع والرجاء .
[[system-code:ad:autoads]]