عيد الأضحى المبارك هو عيد الأضحية، ويقوم كثير من المسلمين حول العالم بذبـ.ـح الأضاحي فهل عرفت مصر القديمة الأضاحي؟ وهل ضحى المصريون القدماء؟ وماذا كانت الأضاحي؟ وما قصة ذبـ.ـح الأضاحي في مصر القديمة؟
ويرتبط عيد الأضحى المبارك بمجموعة من العادات والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال، والتي تختلف من دولة لأخرى، ومن بين تلك العادات الغريبة التي يمارسها الكثير من المصريين، غمس اليد في د.م الأضحية بعد ذبـ.ـحها وتلطيخ الأبواب أو الجدران أو السيارات به، دون معرفة أصل هذه العادة.
في هذا الصدد، قال أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن المصريين القدماء كانوا يعلمون الثواب والعقاب، وعرفوا بوجود حياة بعد الموت أطلقوا عليها "البعث والخلود". لذلك كانوا يسعون لعمل الخير بشتى الطرق. عرف المصريون القدماء الحج، وكانت لهم مناسك مشابهة لتلك التي يمارسها المسلمون، على الرغم من عدم وجود كلمة محددة تشير لمفهوم الحج في الكتابة المصرية القديمة. كانت رحلات الحج تتم إلى منطقة العرابة المدفونة "أبيدوس" في محافظة سوهاج، حيث يوجد معبد "خنتى أمنيتى". تُعتبر المناظر المسجلة على جدران المعبد من أهم المصادر لدراسة الخدمة اليومية التي كانت تُجرى لهذه الآلهة.
عيد الأضحى المبارك
وأشار "عامر" خلال تصريحاته لـ "صدى البلد"، إلى أن موعد رحلة الحج كان في اليوم الثامن من الشهر الأول من فصل الفيضان، حيث كانت احتفالات "أوزير" تجرى في الشهر الأول من الفيضان. يستمر عيد "أوزير" من اليوم الثامن حتى اليوم السادس والعشرين من نفس الشهر، مع الليلة الكبيرة في اليوم الثاني والعشرين. وبمقارنة ملابس الحج الإسلامي مع الحج الفرعوني، نجد أن الملابس البيضاء التي تمثل الصفاء والتسامح كانت شائعة في كلتا الحالتين. كان اللون الأبيض في الهيروغليفية يُسمى "حدج".
تابع: أن المصريين القدماء عرفوا الأضاحي كنوع من التقرب للآلهة، حيث كانوا يقدمون القرابين بأشكال متعددة بهدف رضا الآلهة وانتشار الرخاء. كان مفهوم تقديم الذبيحة لغرض التقرب إلى الآلهة موجودًا في الأديان كافة. تم تصوير مشاهد التضحية على جدران المعابد والمقابر، حيث يظهر الجزارون وهم يقومون بعملية الذبح تحت إشراف رئيس الجزارين. كان المصريون القدماء يتلون تسابيح وصلوات قبل وأثناء الذبح، كما يظهر في مقبرة الكاهن "مننا" بالأقصر. كانت الأضحية تُقسم إلى ثلاثة أجزاء: ثلث لكهنة المعبد، وثلث لأصحابها، وثلث يُوزع على الفقراء، وفق طقوس خاصة وفي محافل مقدسة.
وأضاف الخبير الأثري، أن المصريين القدماء عرفوا "الفتة"، وكانوا يأكلونها بوضع الخبز المقطع على مرق اللحوم واللبن. تعود تسميتها إلى "الفتة" من فتات الخبز. أقدم وصفة فتة عرفها التاريخ تأتي من نقوش معبد "سوبيك"، التي تحكي قصة الكاهنة المصرية "كارا" التي ذبحت خروفًا وحشته بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وأضافت له المرق والثوم والخل والبصل، ووزعته في عيد الإله.
وتتمثل القيمة الدينية في اتباع وإحياء سنة سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ بالامتثال لأوامر الله عز وجل، كما يُعد مناسبة للفرحة والبهجة والتضامن والتآزر بين جموع المسلمين، فقد روى أحمد وأبو داوود والنسائي عن أنس رضي الله عنه قال: “قدم النبي ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية” فقال: “قدمت عليكم، ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية، وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم النحر ويوم الفطر" صدق الهادي الحبيب.
ويوم النـ.ـحر، هو عيد الأضحى المبارك لأن فيه تُـ.ـنحر الأضحية؛ تقربًا إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ وعملاً بسنة رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأبينا إبراهيم ـ عليه السلام ـ من قبله.
وبالنسبة لمظاهر الاحتفال بهذا العيد في الغالب تتشابه الاحتفالات، لكن نظرًا لموروثات المجتمعات العربية والإسلامية فهناك بعض الاختلافات تبعًا للعادات المُترسخة في وعي تلك المجتمعات:
مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى
ـ في مصر، اعتاد المصريون على غمس أياديهم في د.م الأضحية بعد ذبحها، وطبعها على حوائط البيت؛ وذلك للتباهي والتفاخر، وأيضًا للحماية من الحسد، كما يتم زيارة المقابر عقب صلاة العيد مباشرة وأكل الفتة وتوزيع العيدية على الأطفال.
ـ في فلسطين الحرة، يقومون بتقديم أطباقً من اللحم والحلويات أمام المقابر خلال زيارتهم ، وبعدها يصلون على أرواح المتوفين.
ـ في الجزائر، ينظمون مصارعة الخراف، قبل أيام عيد الأضحى، لنوع من الكباش مدرب على التناطح، وتثير تلك المسابقات الحماس والفرحة بين الشباب والأطفال.
ـ في ليبيا، تقوم النساء بتكحيل عيني الخروف بالقلم الأسود، اعتقادًا بأن الكبش هو هدية إلى الله، ويجب أن يكون شكله جميلًا قبل الـ.ـذبح، وبعد تكحيل عيني الخروف، تشعل الليبيات النيران والبخور، ثم يبدأن التهليل والتكبير.
- في اليمن يخرج الرجال في العيد للصيد، ويُدرّبون الأطفال على التسديد والتصويب وضبط نيشان البُندقية، كما يقوم اليمنيون بالرقص الشعبي بالخناجر في احتفالات العيد.
- أما في الصين فتعُقد مسابقة خطف الخروف قبل ذبـ.ـحه وهذه المنافسة تتم بين عدة أشخاص، ويفوز من يستغرق وقتا أقل في خطف الكبش قبل الآخرين، ويمتطي المنافسون أحصنة مسرعين تجاه الخراف.
أسماء عيد الأضحى حول العالم
في ربوع الوطن العربي أُطلقت مسميات عديدة على عيد الأضحى، يُذكر منها:
ـ يُطلق اسم "عيد الأضحى" في دول مصر والسودان و سوريا والأردن ولبنان؛ نسبة إلى الذبح والتضحية بالأنعام تأسيًا بسيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ الذي امتثل لأمر الله ـ عز وجل ـ بذبح ولده إسماعيل ففداه الله بكبش قد رُعى في الجنة أربعين خريفًا، كما ورد عن ابن عباس.
ـ أما دول شمال إفريقيا، كالمغرب والجزائر وتونس وليبيا وكذلك في نيجيريا فيُسمى "العيد الكبير"؛ وذلك نسبة لطول مدة الاحتفال به.
- يٌطلق عليه اسم "عيد الضحية" في كثير من دول الخليج العربي كالسعودية والكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان واليمن؛ نسبة للأضحية التي تُذبح في هذه المناسبة.
- "عيد الحجاج" في دولة البحرين؛ نسبة لإتمام الحجيج لوقفة عرفات.
- ويسمى عيد الأضحى بعيد " تاباسكي" في دول السنغال ومالي وجامبيا، و"تاباسكي" كلمة مشتقة من اللغة الأمازيغية؛ للتعبير عن الأعياد الدينية وخاصة عيد الأضحى، وكذلك تطلق للتعبير عن أضحية العيد.
- يُطق عليه "عيد القربان" في إيران؛ إشارة للامتثال لأوامر الله والتقرب إليه.
- أما تركيا فتسميه" قربان بيرم" ، وكلمة "بيرم" تعني في اللغة التركية "العيد" أي "عيد القربان".
- ويطلق على العيد الأضحى اسم "ماري رايا حجي" في دول ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا، أي العيد المرتبط بالحج ومناسكه ووقفة عرفات.
- أما في بنجلاديش والهند.. فيُسمى "بكر عيد أو قرباني عيد"؛ نظرا لتقديم الأضاحي والقرابين.
ـ ويُسمى "عيد التشريع" في دولة الفلبين، وفيه يتم النحر أو الذبح عقب صلاة العيد.