قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

خطيب الأزهر يذكّر الناس بحرمة الدماء والأعراض.. ويدعو إلى اتباع هدي الرسول الكريم

خطيب الازهر
خطيب الازهر
×

ألقى الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، خطبة عيد الأضحى المبارك بالجامع الأزهر الشريف، ودار موضوعها حول "تأملات في سورة يونس".

وقال عودة، إن الإسلام رسم السعادة الحقيقية للبشرية جمعاء في ظل اتباع تعليمات كتابه الحكيم واتباع الشريعة الغرّاء وسنة نبينا محمد ﷺ، فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يختم لعباده بعد أداء بعض الفرائض بالفرحة والسعادة، فقال في سورة يونس { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، ومن مواسم الفرحة عيد الأضحى، يقول النبي ﷺ "إن أفضل الأيام عند الله يوم النحر"، ذلك اليوم المبارك الذي يقع بين خير أيام الدنيا - عشر ذي الحجة - وبين أيام التشريق الثلاثة والذي يأتي بعد أعظم الفرائض والركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، وقال تعالى في كتابه العزيز {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ¤ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ¤ نَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} وكان ﷺ يصلى ثم يرجع فينحر، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ ضحّى بكبشين أملحين أقرنين، أحدهما عنه وعن أهل بيته، والآخر عنه وعمن لم يضحِّ من أمته".

[[system-code:ad:autoads]]

وأوضح د. عودة، أن قول الحق تعالى { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} في سورة يونس سبقه وتلاه بعض الآيات، وكأنها جاءت نتيجة لمقدمات سابقة لتصل بذلك إلى نتائج أكبر، فقد تحدثت عن يوم القيامة في قوله تعالى {وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ۖ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ۖ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ}، ففي هذه الآية رسالة ونداء إلى أمة الإسلام أن يوم القيامة آتٍ لا محالة وعلى المسلم أن يستعد للقاء الله تعالى، فيبرئ نفسه من المعاصي ويرجع إلى الله تعالى متزودًأ بالتقوى والعمل الصالح، قال تعالى {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}، ولذا وجب على الفرد أن يتصالح مع نفسه أولًا لينتقل بها من النفس الأمارة بالسوء ويرتقي إلى النفس اللوامة حتى يصل بها إلى درجة الكمال، قال تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }.

[[system-code:ad:autoads]]

وتابع مدير الجامع الأزهر: ثم تحدثت السورة الكريمة بعد ذلك عن قدة الله سبحانه وتعالى على الإحياء والموت، قال تعالى{هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، ثم تحدثت عن شفاء الصدور ولما حل بها من الحسد والبغضاء والكراهية، وذلك باتباع الشرع الحكيم في قوله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}، لتأتي بعد هذه المقدمات تلك النتيجة، {قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، لتنتقل الآيات بعد ذلك الآيات للحديث عن قضية الرزق، قال تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}.

وبين خطيب الأضحى بالجامع الأزهر أن المسلم الحق ينبغي أن يتخلق بخلق الإسلام فيتبع أوامره، فيعبد الله حق عبادته ويقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويتصدق ويصل الرحم وخاصة في هذا اليوم المبارك، قال تعالى {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}، ، فليس المسلم بكذابً ولا مرتشٍ ولا قاطعٌ للرحم، ولذا ينبغي أن تكون جميع أفعال المسلم خالصة لله وحده الذي له ما في السماوات والأرض، قال تعالى { أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وأن يتبع هَدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي أوصانا في حجة الوداع في رواية أَبي بكْرةَ رضي الله عنه أنَّ رسُول اللَّه ﷺ قَالَ في خُطْبتِهِ يوْم النَّحر بِمنىً في حجَّةِ الودَاعِ:" أيُهَأ النّاسُ إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت" متفقٌ عَلَيهِ.

واختتم خطيب الجامع الأزهر حديثه بأن العبادات التي شرعها الله تعالى جاءت لتحقق مراده في كونه، قال تعالى “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، فبتحقيق العبودية لله تعالى ترتقي النفوس والأرواح لتنتقل من دائرة الإسلام إلى دائرة الإيمان ومنها إلى القنوت والصدق والصبر إلى دائرة الخشوع ثم إلى الصيام وأخير إلى مرحلة ذكر الله،قال تعالى{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.