استقبل قطاع غزة عيد الأضحى هذا العام على غير عادته في الأعوام السابقة، إذ غابت أجواء الفرحة والاحتفالات بين الكبار والصغار، واختفت الأضاحي وتوزيع اللحوم وبات الحصول على الطعام أمرا في غاية الصعوبة. وحاول أهالي قطاع غزة اقتناص لحظات سعادة في العيد، وسط قصف إسرائيلي متواصل ومعاناة إنسانية نتيجة الحرب الاسرائيلية التي تجاوزت 8 أشهر.
[[system-code:ad:autoads]]
وأدى سكان مخيم جباليا شمالي القطاع صلاة العيد على أنقاض أحد المساجد، بينما أدى المصلون بمدينة غزة صلاة العيد بين أنقاض المسجد العمري. وفي جنوب القطاع، أدى العشرات من أهالي خان يونس صلاة عيد الأضحى على أنقاض مسجد الرحمة الذي دمرته غارات جوية إسرائيلية.
[[system-code:ad:autoads]]
كما نشرت حسابات محلية مشاهد تظهر لحظات فرح أطفال فلسطينيين نازحين في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بحلول عيد الأضحى المبارك، وسط ظروف قاسية يعيشونها نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي بيان بمناسبة أول أيام عيد الأضحى المبارك، قالت حماس "نبارك لأمتنا حلول العيد، ولحجاج بيت الله الحرام أداءهم مناسك الحج هذا العام".
وأدى نحو 40 ألف مصل صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية. وقالت الدائرة في بيان مقتضب إن الاحتلال فرض إجراءات غير مسبوقة على صلاة العيد وأثناء الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، مشيرة إلى "ضرب الشيوخ والرجال والنساء والأطفال على الأبواب ومنع الآلاف من المصلين من الدخول".
واقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى، ودققت في هويات المصلين الموجودين فيه، وعرقلت حركة المصلين، ومنعت عددا كبيرا من الشبان من الدخول؛ مما حدا بهم إلى الصلاة خارج أبوابه. كما أدى ثمانية آلاف مصلٍ أمس صلاة العيد في الحرم الإبراهيمي الشريف، رغم التشديدات وعراقيل الاحتلال المفروضة على الحرم ومحيطه.
ومنذ عام 1994، والاحتلال الإسرائيلي يفرض تقسيما على الحرم الإبراهيمي بواقع 63% لليهود و37% للمسلمين، بعد أن ارتكب أحد المستوطنين مجزرة بإطلاقه النار على مصلين في شهر رمضان من ذلك العام؛ مما أدى إلى استشهاد 29 مواطنا.
ويفتح الاحتلال الحرم بشكل كامل أمام المسلمين 10 أيام فقط في العام، وهي أيام الجمعة من شهر رمضان، وليلة 27 منه، وصلاة عيدي الفطر والأضحى، وذكرى ليلة الإسراء والمعراج، والمولد النبوي، ورأس السنة الهجرية. ويقع الحرم في البلدة القديمة من الخليل، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة، ويضم أضرحة الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام.