هل يجوز صيام القضاء في أيام عيد الأضحى؟ سؤال أجابه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمفتي السابق ونرصده في التقرير التالي.
هل يجوز صيام القضاء في أيام عيد الأضحى؟
وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: هذا هو عيد الأضحى المبارك فيه نذكر الله سبحانه وتعالى، ونحمده، ونؤمن به، ونتوكل عليه، فالحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، ونبيه، وصفيه، وحبيبه، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، فاللهم يا ربنا جازه عنا خير ما جازيت نبيًا عن أمته، وانفعنا بسنته، وأحيينا على ملته، وأمتنا على شريعته، واحشرنا يوم القيامة تحت لوائه، وشفّعه فيها يا أرحم الراحمين.
[[system-code:ad:autoads]]
يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب70-71].
[[system-code:ad:autoads]]
وتابع علي جمعة، إن العيد الكبير، اليوم وثلاثة أيام التشريق، حرّم رسول الله ﷺ فيها الصيام، فنهى عن صيام خمسة أيام: يوم عيد الفطر، وتلك الأربعة وقال: «هذه أيام أكلٍ وشرب» أباح فيها السرور والفرح، أباح فيها اللعب واللهو البريء، ولكن ربطها بذكر الله سبحانه وتعالى، فهذه أيام ذكر، والله سبحانه وتعالى يُرشدنا فيقول: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة:152]، هذه أيام ذكر فسن لنا الحبيب المصطفى التكبير فيها، هذه أيام ذكر للحجيج ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة:198]، نعم هدانا للتسبيح والتهليل والتحميد، هدانا إلى أسمائه الحسنى، بعد ذلك تدخل أيام التشريق التي قال الله فيها: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى﴾ [البقرة:203]، ونحن هنا نذكر الله، وفي مواطن الجهاد أرشدنا وأمرنا أن نذكر الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال:45]، وأصبحت هذه قاعدةً جليلة ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
وشدد: أصبح ذكر الله هو المانع من كل طغيان، وهو المانع من كل فساد، وهو الذي يُنير قلبك وعقلك فيوفقك إلى الصواب، حتى إذا أخطأت بعد اجتهادك وذكرك لله أثابك الله ثوابًا واحدا، فإذا وفقك إلى الصواب أثابك ثوابين، فإذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر، فإذا أصاب فله أجران، وأخرج الدارقطني عن سيدنا ﷺ ما فيه بُشرى قال: «إن أخطأ فله أجران، وإن أصاب فله عشرة»، نعم ذلك عندما تتذكر الله، وذكر الله ليس باللسان وحده، بل أن تراعيه في عملك، في عبادتك، في عمارتك للكون، في تزكيتك لنفسك، نعم ذكر الله نبدأ به من هذا اليوم من عيد الأضحى.
وسنّ لنا رسول الله ﷺ أن نفعل الخير ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج:77]، فسنّ لنا فيها الأضحية تُذبح بعد الصلاة والخطبتين، ولا يجوز أن تكون قبل ذلك، ويستمر وقت الأضحية حتى الغروب من آخر يومٍ من أيام التشريق، فأمامُنا أربعة أيام، فإذا ذبح بعد المغرب من آخر يومٍ من أيام التشريق فهي شاة لحم، والأضحية إذا كنت نذرتها فاجعلها كلها لله، ووزّعها للفقراء، ولا تبع منها شيئًا، ولا تأخذ منها شيئا، وإذا كنت ذبحتها من غير نذر، فلك أن تأخذ الثلث، وتعطي الفقراء الثلث، وتتصدق بالثلث، فإذا أنت أخرجتها كلها فلا بأس، ولا تزهد في الخير.
صيغة تكبيرات العيد
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده.