قال الشيخ أحمد عصام فرحات، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب، إن الأعياد أيام خير وبركة ومواسم فرحة وبهجة ينظر فيها الإنسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة وإلى أهله نظرة تبصر الإعزاز وإلى بيته نظرة تدرك الجمال وإلى الناس نظرة ترى الإخاء والإنسانية.
وأضاف الشيخ أحمد عصام فرحات في خطبة عيد الأضحى المبارك، أنه في يوم العيد تتلاقي الوجوه والقلوب، تحفها البسمة الصافية والسعادة الصادقة ويوم عيد الأضحى المبارك من أعظم أيام الله وفيه يفرح حجاج بيت الله الحرام بأداء مناسك الحج بعد أن أتم الله عليهم النعمة بطوافهم بالبيت الحرام وسعيهم بين الصفا والمروة ووقوفهم على جبل عرفات حيث التعرض للرحمات والبركات.
كما يفرح المسلمون في بقاع الأرض تقربا إلى الله وتوسعة على الفقراء والمحتاجين وتحقيقا للتكافل والتراحم بين أبناء المجتمع.
واستشهد بقول الله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102].
وطلب سيدنا إبراهيم عليه السلام من ربه وتضرع إليه أن يرزقه الولد الصالح الذي يعينه، ويجبر ضعفه، ويشد أزره؛ فاستجاب الله دعاء خليله ووهبه غلام في غاية الحلم، والخلق والرضا، فلما اشتد عوده وبلغ رتبة أن يسعى مع أبيه ويعينه في أعماله، رأى في المنام أنه يذبحه- ورؤيا الأنبياء وحي- فعرض على إبنه الأمر، فأجاب الغلام أباه في طمأنينة وصدق: يا أبتِ افعل ما تؤمر به.
فلما استسلما -يعني إبراهيم وولده- لقضاء الله وانقادا لإنفاذ أمره، وأخذا في مقدمات الذبح، أدركتهما رحمة الله، فجاءه جبريل عليه السلام بالفداء وهو كبش كبير لكي يذبح بدله، فلما انتهى إلى سماء الدنيا خاف عليه العجلة، فقال: الله أكبر، الله أكبر، فسمعه إبراهيم عليه السلام فرفع رأسه، فلما علم أنه جاء بالفداء قال: لا إله إلا الله، والله أكبر، فسمع الذبيح صلوات الله عليه، فقال: الله أكبر ولله الحمد، فصارت سنَّةً إلى يوم القيامة.
وتابع: أيُّ صبرٍ ورضًا هذا الذي يجعل فتًى في عنفوان شبابه وازدهار قوته، وقد عرض عليه أبوه أمر ذبحه، يقول في إذعان ورضًا: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ}؟!