اشتبكت الشرطة الفرنسية يوم السبت مع متظاهرين في رين وباريس بينما تظاهر عشرات الآلاف ضد اليمين المتطرف.
وأطلقت الشرطة في رين الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين يرتدون ملابس سوداء ويبدو أنهم يلقون مقذوفات.
[[system-code:ad:autoads]]
ووفقا لتليجراف، في باريس، أبلغت السلطات عن "محاولات عديدة لإلحاق الضرر"، وتم اعتقال شخص واحد على الأقل. واستخدم ضباط مكافحة الشغب في العاصمة الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين حاولوا تخريب محطة للحافلات.
[[system-code:ad:autoads]]
إقبال كبير على مكاسب اليمين المتطرف
خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين اليساريين إلى الشوارع احتجاجا على اليمين المتشدد، الذي في طريقه للفوز في الانتخابات المبكرة في وقت لاحق من هذا الشهر. وانطلق المتظاهرون في باريس من ساحة الجمهورية، وساروا إلى ساحة الباستيل، حاملين لافتات كتب عليها "الحرية للجميع، والمساواة للجميع، والأخوة مع الجميع".
وتمت تعبئة هذه الاحتجاجات من قبل النقابات العمالية والمجموعات الطلابية والمنظمات غير الحكومية لمعارضة التجمع الوطني المناهض للهجرة في البلاد.
تصاعد العنف
في مدن مختلفة، بما في ذلك نيس ومرسيليا وتولوز وليون، هتف المتظاهرون ضد التجمع الوطني والرئيس إيمانويل ماكرون. وتم استخدام الغاز المسيل للدموع على نطاق واسع للسيطرة على الحشود، مع أنباء عن انطلاق مشاعل ومحاولات لإلحاق الضرر بالممتلكات.
السياق السياسي والانتخابات المقبلة
وتأتي الاحتجاجات قبل الجولة الأولى من التصويت لانتخاب برلمان جديد في 30 يونيو. ويتقدم حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان بنسبة 30%، متقدما مباشرة على الائتلاف اليساري الجديد، الجبهة الشعبية. ويحتل حزب التجديد الوسطي الذي يتزعمه الرئيس ماكرون المركز الثالث بنسبة 18 بالمئة.
الاتحاد وردود الفعل السياسية
وشددت النقابات الفرنسية، في بيان لها، الجمعة، على الحاجة إلى "نهضة ديمقراطية واجتماعية" لمنع اليمين المتطرف من الاستيلاء على السلطة. وحذروا من أن "جمهوريتنا وديمقراطيتنا في خطر". وحث الرئيس ماكرون، الذي دعا إلى انتخابات مبكرة بعد الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها حزب لوبان في انتخابات الاتحاد الأوروبي الأخيرة، الناخبين على التمسك بالوسط وانتقد "التحالفات غير الطبيعية على كلا الطرفين".
الإجراءات الأمنية والاحتجاجات على مستوى البلاد
ولضمان الأمن في المسيرات، حشدت الشرطة الفرنسية 21 ألف ضابط، مع توقع مشاركة مئات الآلاف من المشاركين في جميع أنحاء البلاد. ويظل ماكرون رئيسا حتى عام 2027، لكن رئاسته يمكن أن تضعف بشكل كبير إذا تمكن حزب التجمع الوطني من السيطرة على الحكومة والسياسة التشريعية.
التحدي السياسي الذي يواجهه ماكرون
وتأتي دعوة ماكرون لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في أعقاب هزيمة ثقيلة في انتخابات الاتحاد الأوروبي، حيث حصل حزب لوبان على ما يقرب من ضعف أصوات حزب ماكرون. وعلى الرغم من دعوة ماكرون لدعم الوسط، فإن صعود كل من ائتلافات اليسار واليمين المتطرفة يشكل تحديا كبيرا لمستقبله السياسي.
تشهد فرنسا اضطرابات سياسية كبيرة، مع احتجاجات واسعة النطاق ضد اليمين المتشدد وانتخابات مبكرة وشيكة يمكن أن تعيد تشكيل المشهد السياسي في البلاد. وستحدد نتيجة هذه الاحتجاجات والانتخابات الاتجاه المستقبلي للسياسة الفرنسية وسط التوترات المتزايدة والانقسامات المجتمعية.