اجتمع زعماء العالم في منتجع جبلي بسويسرا، اليوم السبت، لمحاولة حشد التأييد لمقترحات السلام الأوكرانية في قمة تخطاها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتجاهلتها الصين ووصفتها موسكو بأنها مضيعة للوقت.

وتشارك في القمة أكثر من 90 دولة، لكن غياب الصين على وجه الخصوص أضعف الآمال في أن تظهر القمة روسيا باعتبارها معزولة عالميا، في حين أن الهزائم العسكرية الأخيرة وضعت كييف في موقف دفاعي.

كما أدت الحرب الدائرة في غزة بين إسرائيل وحماس إلى تحويل انتباه العالم عن أوكرانيا.

وقالت المصادر إنه من المتوقع أن تركز المحادثات على المخاوف الأوسع نطاقا التي أثارتها الحرب، مثل الأمن الغذائي والنووي، وأن مسودة الإعلان الختامي تحدد روسيا على أنها المعتدي.

وقد أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالحضور الواسع للقمة باعتباره ناجحًا، وقال إن الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها ستكون جزءًا من عملية صنع السلام.

وقال إلى جانب الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد التي قالت إن الصراع جلب 'معاناة لا يمكن تصورها' وينتهك القانون الدولي 'أوكرانيا لم تكن ترغب أبدا في هذه الحرب. إنه عدوان إجرامي وغير مبرر على الإطلاق من جانب روسيا'.

ميلوني: حماس نصبت فخا لإسرائيل وجرتها إليه

الجارديان: اليمينية جورجيا ميلوني أصبحت صانعة ملوك أوروبا

ووصف المستشار الألماني أولاف شولتز التجمع بأنه خطوة مهمة. وقال في حديث لقناة فيلت تي في: 'ستتم مناقشة العديد من المسائل المتعلقة بالسلام والأمن، ولكن ليس أكبرها. كانت هذه هي الخطة دائما'.

'هذه نبتة صغيرة تحتاج إلى الري، ولكن بالطبع أيضًا من منظور أنه يمكن أن يخرج منها المزيد.'

وأرسل بايدن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس لتمثيله، الأمر الذي أثار حفيظة كييف، بينما سيمثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وزير خارجيته، وأرسلت الهند وفدا على مستوى أقل. بكين تبتعد بعد أن تم تجميد روسيا من الإجراءات.

وأعلنت هاريس عن تقديم أكثر من 1.5 مليار دولار من المساعدات في مجال الطاقة والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا، حيث تعرضت البنية التحتية للقصف الجوي الروسي منذ غزو عام 2022.

حلقت طائرة هليكوبتر عسكرية فوق منتجع برجنستوك الفاخر المطل على بحيرة لوسيرن يوم السبت بينما وصل الزعماء بطائرة هليكوبتر إلى قطعة أرض عشبية مسيجة بأسلاك شائكة بينما ترعى الأبقار في مكان قريب.

وعشية القمة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لن تنهي الحرب إلا إذا وافقت كييف على التخلي عن طموحاتها في حلف شمال الأطلسي وتسليم أربعة أقاليم تطالب بها موسكو، وهي مطالب رفضتها كييف بسرعة باعتبارها بمثابة استسلام.

ومن الواضح أن شروط بوتين تعكس ثقة موسكو المتزايدة في أن لقواتها اليد العليا في الحرب. وصفها شولز بأنها محاولة لتعكير المياه.
وقال في مقابلة تلفزيونية منفصلة 'الجميع يعلم أن هذا ليس اقتراحا جديا ولكن له علاقة بمؤتمر السلام في سويسرا.'
وتريد سويسرا المحايدة، التي تولت القمة بناء على طلب زيلينسكي، تمهيد الطريق لعملية سلام مستقبلية تشمل روسيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن اقتراح بوتين 'يظهر الطريق الحقيقي للسلام'.

ونقلت وكالة تاس للأنباء عنها قولها: 'إذا كنت تريد إنقاذ العالم، ناقش اقتراح فلاديمير بوتين.. فقط أولئك الذين لا يريدون السلام لا يمكنهم رؤيته ولا يمكنهم فهمه'.

الصين وروسيا
واتهم زيلينسكي بكين بمساعدة موسكو في تقويض التجمع، وهو ما نفته وزارة الخارجية الصينية.

وقال ريتشارد جوان مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية 'القمة تخاطر بإظهار حدود الدبلوماسية الأوكرانية'.

ومن المقرر أن يحضر زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وكندا واليابان. ومن المتوقع أيضًا أن تنضم تركيا والمجر، اللتان تحافظان على علاقات أكثر ودية مع روسيا.

ويعترف المسؤولون الأوروبيون سراً بأنه بدون دعم من حلفاء موسكو الرئيسيين، فإن تأثير القمة سيكون محدوداً.

وتساءل 'ما الذي يمكن أن يأمله (زيلينسكي) من هذا؟' قال دانييل ووكر، السفير السويسري السابق. 'خطوة صغيرة أخرى إلى الأمام في التضامن الدولي مع أوكرانيا.'

ويحيي أنصار أوكرانيا المحادثات بسلسلة من الأحداث في مدينة لوسيرن القريبة للفت الانتباه إلى التكاليف الإنسانية للحرب، حيث من المقرر تنظيم مظاهرة للمطالبة بعودة السجناء والأطفال الذين تم نقلهم إلى روسيا.

وقالت سفيتلانا بيلوس، زوجة جندي مفقود منذ أكثر من 14 شهرا: ‘أنا متمسكة بفكرة أن زوجي لا يزال على قيد الحياة’، 'هذا ما يجعلني مستمرا.'