مع دخول الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة شهره الثامن، يعرب عدد متزايد من سكان غزة عن استيائهم من حماس، ويلومون الفصيل الفلسطيني على بدء الصراع. وفقا لنيويورك تايمز، دفع الدمار وارتفاع عدد الضحايا المدنيين الكثيرين إلى انتقاد حماس لأنها تعطي الأولوية لمصالحها الخاصة على رفاهية الناس، وفقا لما نشرته نيويورك تايمز.
[[system-code:ad:autoads]]
يتلاشى الدعم الأولي
في السابع من أكتوبر، عندما شنت حماس هجوماً على إسرائيل، احتفل العديد من الفلسطينيين في غزة، بلحظة المقاومة ضد الاحتلال. ومع ذلك، فإن هذا الدعم الأولي تلاشى بسرعة مع ظهور واقع الحرب. وتكشف المقابلات التي أجريت مع ما يقرب من اثني عشر من سكان غزة عن شعور متزايد بأن حماس تتحمل مسؤولية كبيرة عن الموت والدمار الذي تلا ذلك.
[[system-code:ad:autoads]]
أصوات من غزة
وبحسب نيويورك تايمز، أعرب رائد الكيلاني، وهو موظف حكومي سابق يبلغ من العمر 47 عاماً، عن إحباطه من حماس قائلاً: "لقد بدأت في 7 أكتوبر، وهي تريد إنهاءها بشروطها الخاصة". وانتقد الكيلاني، الذي يعمل الآن في توزيع المساعدات الغذائية، حماس لسعيها إلى السلطة على حساب الشعب.
على نحو مماثل، ردد المصور الصحافي الشهير في غزة معتز عزايزة، الذي غادر غزة وانتقد حماس، هذا الشعور قائلاً: "ملعون كل من تاجر بدمائنا، وأحرق قلوبنا وبيوتنا، ودمر حياتنا".
الرأي العام والخوف
من الصعب قياس الرأي العام في غزة، خاصة خلال الصراع الدائر. وتتسم عملية الاقتراع بالتعقيد بسبب النزوح وانقطاع الاتصالات والخوف من الانتقام. ومع ذلك، تشير الاستطلاعات إلى دعم متباين لحماس.
وجد استطلاع أجراه معهد التقدم الاجتماعي والاقتصادي أن حوالي ثلاثة أرباع سكان غزة يعارضون قادة حماس الرئيسيين. وأظهر استطلاع آخر أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية دعماً أعلى قليلاً لقادة حماس، ولكن تراجعاً في الدعم لحكم حماس في غزة.
وجهة نظر حماس
اعترف باسم نعيم، المتحدث باسم حماس، بوجود معارضة، لكنه ادعى أن الدعم الشعبي لحماس في غزة بلغ 50% على الأقل. وشدد على ضرورة إجراء انتخابات ديمقراطية لتحديد الرأي العام الحقيقي، وألقى باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة في تعطيل الانتخابات الماضية. وقال نعيم: "نحن نرحب بهذا الموقف"، في إشارة إلى المشاعر المختلطة بين سكان غزة.
تأثير الحرب على سكان غزة
ويعرب العديد من سكان غزة عن إحباطهم من طريقة تعامل حماس مع الحرب، ويشعرون بأن الأهداف السياسية الأوسع للجماعة تأتي على حسابهم. ووصف محام شاب من غزة الصراع المستمر بأنه "جنون"، منتقدا حماس لعدم تحقيق أهدافها المعلنة. أعرب أمين عابد، أحد سكان جباليا، عن أسفه لخسارة منزله، وشكك في التضحيات المفروضة على سكان غزة العاديين من أجل أهداف حماس.
ومع استمرار الصراع، ترتفع أصوات المعارضة داخل غزة، مما يسلط الضوء على الواقع المعقد والمؤلم في كثير من الأحيان الذي يواجهه سكان القطاع. وفي حين لا تزال حماس قوة مهمة، فإن الاستعداد المتزايد لدى سكان غزة للتحدث علناً ضد الجماعة يسلط الضوء على التحديات والانقسامات العميقة داخل القطاع.