تتراكم جبال القمامة في جميع أنحاء قطاع غزة، مما يؤدي إلى تفاقم الظروف الصعبة أصلاً للفلسطينيين النازحين.

وفقا لنيويورك تايمز، أصدرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحذيرا صارخا هذا الأسبوع، سلطت فيه الضوء على المخاطر البيئية والصحية الشديدة التي يشكلها أكثر من 330,000 طن من النفايات الصلبة المتراكمة في المناطق المأهولة بالسكان أو بالقرب منها في جميع أنحاء قطاع غزة.

مخاطر بيئية وصحية كارثية
وفي بيان نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس، عرضت الأونروا بالتفصيل المخاطر المتصاعدة التي تشكلها أزمة النفايات. وشددت الوكالة على أن العديد من الفلسطينيين النازحين يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة، والمراحيض الصالحة للاستخدام، والرعاية الطبية الموثوقة.

من بين المخاطر الصحية العديدة، تم تحديد التهاب الكبد A باعتباره تهديدًا كبيرًا. ينتشر هذا الفيروس غالبًا عن طريق الطعام الملوث أو الاتصال من شخص لآخر، ويمكن أن يؤدي إلى أمراض الكبد ويسبب أعراضًا مثل التعب والغثيان والقيء وآلام البطن واليرقان.

قصص شخصية من المعاناة
تم تشخيص إصابة ملك نصار، البالغة من العمر 21 عامًا والتي فرت من جباليا في شمال غزة، مؤخرًا بالتهاب الكبد الوبائي أ. اعتقدت والدتها فادية نصار في البداية أنها مصابة بالأنفلونزا، لكن حالة ملك ساءت، مما أدى إلى تشخيص حالتها في عيادة في دير البلح. وقالت فادية نصار: “لم أتوقع أن تصاب بالتهاب الكبد على الإطلاق”، معبرة عن صدمتها وقلقها، خاصة بعد فقدان شقيق زوجها الطبيب بنفس المرض قبل أقل من شهر.

أزمة الصرف الصحي وتقييد الوصول إليها
تتفاقم أزمة الصرف الصحي في غزة بسبب النقص الحاد في الوقود، مما يعيق جهود إزالة النفايات. واتهمت الأونروا الجيش الإسرائيلي بمنع الوصول إلى مدافن النفايات، مما يزيد الوضع تعقيدا.

أدى تدمير مراكز الصرف الصحي والآلات وشاحنات إزالة النفايات إلى تفاقم المشكلة. وقد دعت الأونروا إلى الوصول بشكل عاجل إلى المكبات الرئيسية في غزة، وإجراء تحسينات على مواقع المكب المؤقتة، وزيادة التمويل لصيانة مركبات وحاويات إزالة النفايات.

الكفاح من أجل البقاء وسط المخاطر الصحية
وتكافح عائلة نصار، مثل كثيرين آخرين، من أجل البقاء في ظروف مكتظة. وقد لجأوا إلى شقة مزدحمة مع أقاربهم في دير البلح، واضطروا إلى شراء مياه الشرب من المتاجر المحلية، لكنهم وجدوا ديدانًا في الماء في إحدى المرات. وبعد فترة وجيزة، مرضت ملك. تروي فادية نصار: “في العيادة، رأيت العشرات من الأشخاص الذين أخبرهم الأطباء أنهم مصابون بالتهاب الكبد”. "شعرت بالارتياح إلى حد ما لأن ملك لم تبدو شاحبة بشكل مريض مثلهم".

من أجل حماية أنفسهم، تدفع عائلة نصار الآن أسعارًا أعلى مقابل المياه المعبأة التي يتم الحصول عليها من خارج غزة، وكذلك أسعار المواد الغذائية والخضروات ذات الجودة العالية. ومع ذلك، تعترف فادية نصار بأن جهودهم للبقاء بصحة جيدة محدودة بسبب "الظروف البائسة" التي يعانون منها.

نداء عاجل للحصول على الدعم الدولي
إن تحذير الأونروا يؤكد على الحاجة الملحة للتدخل الدولي لمعالجة أزمة النفايات والصحة في غزة. إن ضمان الوصول إلى مدافن النفايات، وتطوير مواقع المكب المؤقتة، وتأمين التمويل للبنية التحتية لإدارة النفايات هي خطوات حاسمة للتخفيف من المخاطر الكارثية التي يواجهها سكان غزة.