برزت الصين كنقطة مهمة للمناقشة في قمة مجموعة السبع التي عقدت في بوليا بإيطاليا، حيث أشار البيان الختامي للقمة إلى الصين 28 مرة، وكان أغلبها بشكل سلبي، وهو ما يمثل تحولا صارخا عن مؤتمرات القمة السابقة حيث كان يُنظر إلى الصين في كثير من الأحيان على أنها شريك في القضايا العالمية مثل تغير المناخ ومكافحة الإرهاب.
[[system-code:ad:autoads]]
بايدن وزيلينسكي يتناولان دور الصين
وسلط الرئيس بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضوء على علاقة الصين المتطورة مع روسيا خلال مؤتمر صحفي مشترك.
وأشار بايدن إلى أنه في حين أن الصين لا تزود روسيا بالأسلحة اللازمة للحرب في أوكرانيا، إلا أنها تساعد روسيا من خلال القدرات التكنولوجية والإنتاجية التي توفرها.
[[system-code:ad:autoads]]
وقال بايدن: "إن الصين لا تزودنا بالأسلحة، بل القدرة على إنتاج تلك الأسلحة والتكنولوجيا المتاحة للقيام بذلك"، مشددًا على دعم الصين غير المباشر لروسيا.
تزايد المخاوف بشأن النفوذ العالمي للصين
وطوال القمة، تمت مناقشة الصين في سياق التهديدات العالمية المختلفة. ووصف البيان الصين بأنها مساهم كبير في الجهود الحربية الروسية، وقوة مزعزعة للاستقرار في بحر الصين الجنوبي، وفاعل اقتصادي مدمر متهم بإغراق الأسواق الغربية بالسيارات الكهربائية والتهديد بحجب المعادن الحيوية التي تحتاجها صناعات التكنولوجيا الفائقة.
تغيير المفاهيم والتحالفات
وفي تناقض صارخ مع السنوات السابقة، تذكر مجموعة السبع الآن بشكل متكرر الصين إلى جانب روسيا، مما يعكس شراكتها العميقة.
وأشار مسؤول كبير في إدارة بايدن إلى أن المناقشات افترضت وجود علاقة تصادمية على نحو متزايد مع الصين، مدفوعة بطموحات الرئيس شي جين بينغ للهيمنة الصينية على قضايا التجارة والأمن العالمي.
ويعكس هذا التحول في اللهجة الاعتراف المتزايد بالدعم الاستراتيجي الذي تقدمه الصين لروسيا، وهو ما لم يكن موضع تركيز رئيسي في القمم السابقة. وأعرب زعماء مجموعة السبع عن قلقهم بشأن نفوذ الصين، وخاصة دورها في تسهيل القدرات الدفاعية الروسية.
العقوبات والتدابير الاستراتيجية
ودفعت الولايات المتحدة من أجل استخدام لغة قوية في البيان، ودعت إلى اتخاذ إجراءات ضد الكيانات الصينية التي تدعم الجهود العسكرية الروسية. وقد نفذت إدارة بايدن بالفعل عقوبات جديدة للحد من الروابط التكنولوجية بين روسيا والصين، وهي تحث الحلفاء على أن يحذوا حذوها.
آثار أوسع على السياسة الغربية
ويمتد موقف مجموعة السبع بشأن الصين إلى ما هو أبعد من الصراع في أوكرانيا. ويدعو البيان إلى إنشاء سلاسل توريد غربية قوية أقل اعتمادا على الشركات الصينية ويتهم الصين بشن هجمات إلكترونية كبرى على البنية التحتية الأمريكية والأوروبية.
وحثت مجموعة السبع الصين على التصرف بمسؤولية في الفضاء الإلكتروني وتعهدت بمواجهة الأنشطة السيبرانية الخبيثة من الصين.
إن ذكر البرنامج الصيني المعروف باسم "Volt Typhoon" يسلط الضوء على المخاوف بشأن البرمجيات الخبيثة الصينية التي تستهدف البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة وحلفائها، والتي من المحتمل أن تهدف إلى تعطيل الخدمات الحيوية خلال أزمة تايوان.
عصر جديد من المواجهة
وتعكس مناقشات قمة مجموعة السبع والبيان الختامي لها تحولاً كبيراً في الكيفية التي تنظر بها الاقتصادات الرائدة على مستوى العالم إلى الصين.
ومن شريك محتمل إلى خصم هائل، يُنظر الآن إلى تصرفات الصين وتحالفاتها باعتبارها تهديدات مركزية للاستقرار العالمي، مما يؤثر على الأولويات الاستراتيجية لمجموعة السبع واستجاباتها السياسية.
ومن خلال معالجة هذه المخاوف، تهدف مجموعة السبع إلى بناء سلاسل توريد أكثر مرونة واستقلالية وتعزيز تدابير الأمن السيبراني، مما يمثل حقبة جديدة من المواجهة الجيوسياسية مع الصين.