يدخل عيد الأضحي المبارك علي أهالي غزة، وهم وسط ظروف صعبة بعد حوالي 9 شهور من الحرب الدامية مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومع دخول العيد اعتاد أهالي القطاع الذهاب لزيارة موتاهم وتقديم الأكل لهم، إذ يتركون أطباق اللحم على حافة المقابر، إضافة إلى الحلويات لتقام بعدها الصلاة على أرواحهم"، فهذه هى أبرز عاداتالفلسطينيين فى الأعياد وبالتحديد عيد الأضحى، بجانب الإقبال علىذبح الأضاحي والإقبال على شراء ملابس العيد، ولكن يحل عيد الأضحى هذا العام وكل المسلمون يقيمون الأفراح والطقوس الاحتفالية له ويقبلون على شراء وذبح الأضحية، بينما فى غزة لا صوت يعلو فوق صوت القتل والتدمير والتشريد.
والحرب الإجرامية الإسرائيلية كتبت على سكانغزة ألا يحتفلوا بعيد الأضحى مثلما يحتفل به كل المسلمين حول العالم، فقط لأن هناك احتلالًا قرر أن يمنعهم من الابتهاج بتلك الأيام المباركة، وواصل حربالإبادة الشاملة التى يشنها منذ 7 أكتوبر الماضى، وسط صمت دولى تجاه كل تلك المجازر الأبشع فى التاريخ الحديث، وفى الوقت الذى يذبح فيه ملايين المسلمين الأضاحى، فإن أهالى غزة يكاد لا يجدون من الأساس اللحوم فى الأسواق منذ عدة أشهر بسبب حصار الاحتلال للقطاع وغلقه للمعابر.
ومن جانبه، دياب الجرو، رئيس بلدية دير البلح، أن عيد الأضحى المبارك يأتى وغزة خالية وتكاد تكون شبع خالية من الأنعام سواء أبقار أو أغنام، حيث لا يوجد شيء منها سوى القليل والنظر اليسير والموجود أيضا لا يستطيع الأهالى أن يشتروه لأن أسعاره مرتفعة.
وأضاف رئيس بلدية دير البلح- خلال تصريحات له، أن الخروف فى غزة ثمنه يصل إلى 2000 دولار، والعجل ثمنه وصل إلى 10 آلاف دولار، بسبب إغلاق الاحتلال الصهيونى للمعابر التجارية مع قطاع غزة، وفى هذه الحالة يحل عيد الأضحى فى ظل هذا العدوان الصهيونى على قطاع غزة، والأهالى يعيشون فى فقر جديد حيث العوز والاحتياج الشديد ومعظم السكان لم يدخل فى جيبهم منذ بداية العدوان وربما من قبل العدوان قرش واحد.
وتابع: "بالكاد يستطيع الناس فى غزة يمضون يومهم بتوفير الأكل، حيث وجبة إطعام واحدة أن وجدوه وبعض الأسر تمضى يومين وثلاثة بوجبة واحدة"، متابعا: "يأتى عيد الأضحى والأهالى غير قادرين فى غزة على شراء طعام العيد للأطفال هذا العيد الذى من المفترض أن يعيشه الفقراء بحالة من السعادة وتوفر مأكلهم وملبسهم لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال أغنوهم عن السؤال فى هذا اليوم، واليوم الأغنياء والفقراء فى غزة أصبحوا سواسية".
ومن جانبها، قالت فاطمة أبو نادى، فى تصريحات لها من "خان يونس"، أن سكان غزة ليس لديهم لا يوجد أى تصور لعيد الأضحى سوى كونه عيد الذبح والتضحية حتى المواشى غير موجودة مطلقا إلا لدى البدو الذين يرعون هذه المواشى وصار أكثر من شهرين لا يوجد لحمة أو دجاج موجود وأى شيء يخص اللحوم لم يعد موجودا فى أسواق القطاع.
وتابعت: "سيكون نفس ملامح الفقد لشعور المشاعر الدينية والتحضير للابتهاج وشراء المواشى وذبحها، بل فى الأساس ما فى لحمة منذ شهرين وأكثر فعن أى عيد أضحى بدنا نحكي، ورائحة الموت تفوح فى كل مكان، ومشهد الدمار يطل برأسه فى الحارات والشوارع والزقاق، وهناك جثث متحللة، أينما يحل الدمار نرى مشاهد لا يتصورها العقل والقلب، عند كل انسحاب للجيش الإسرائيلى يولد دمار ومأساة جديدة، والناس أصبحوا بلا مأوى ولا منازل تأويهم، وكلما انسحب الجيش يعود الناس، ويعيدون بناء خيامهم، كأن حياتهم تشبه حياة توم وجيرى ما بين انسحاب وعودة، وبناء ودمار جديد".
وفى الوقت الذى دخلت فيه جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار منعطفا صعبا، اتهم الرئيس الأمريكى جو بايدن حركة حماس بأنها العائق الأكبر أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن فى غزة.
[[system-code:ad:autoads]]
دعم كامل لخطة الرئيس الأمريكى
وقال إنه ناقش، فى قمة مجموعة السبع المنعقدة فى إيطاليا، وقف إطلاق النار فى غزة، واستبعد التوصل لاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل قريبا.
وأضاف، فى كلمته خلال قمة المجموعة فى مدينة باري، أنه لم يفقد الأمل فى الوصول لهذه الغاية، وأكد أن على حركة حماس أن تكثف جهودها، حسب قوله.
[[system-code:ad:autoads]]
وقال بايدن، فى مؤتمر صحفى على هامش قمة السبع: «لقد عرضت نهجا أقره مجلس الأمن ومجموعة السبع وإسرائيل، والعائق الأكبر حتى الآن هو رفض حماس التوقيع، رغم أنها اقترحت شيئا مماثلا، ويبقى أن نرى ما إذا كان ذلك سيؤتى ثماره، سنواصل الضغط».
ودعا زعماء مجموعة السبع، إلى ضرورة السماح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) بالعمل دون عائق فى قطاع غزة، بحسب وكالة "وفا".
وقالت المجموعة وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسودة البيان الختامى لقمة المجموعة: "إننا متفقون على أن من الأهمية بمكان أن تكون الأونروا وغيرها من منظمات وشبكات التوزيع التابعة لوكالات الأمم المتحدة، قادرة بشكل كامل على تقديم المساعدات لأولئك الذين هم فى أمس الحاجة إليها، وأداء تفويضها بفعالية".
بدورها، قالت الخارجية الأمريكية إنّ الوزير أنتونى بلينكن ناقش، خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، كيف يمكن لواشنطن العمل مع الشركاء الإقليميين «لإقامة حكم فعال وآمن وإعادة إعمار فى غزة».
الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار
على صعيد متصل، أعلن المستشار الألمانى أولاف شولتس، خلال مشاركته فى قمة مجموعة السبع فى إيطاليا، أن قادة المجموعة يدعمون الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، داعيا حماس إلى الموافقة عليها.
من جهتها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى التى تتولى بلادها الرئاسة الدورية لمجموعة السبع «تأييدا بالإجماع لاقتراح الولايات المتحدة الهادف الى وقف فورى لإطلاق النار فى غزة والإفراج عن جميع الرهائن وزيادة ملحوظة فى المساعدة الإنسانية للسكان المدنيين فى غزة». وأضافت أن قادة المجموعة يؤيدون أيضا «جميع الجهود الهادفة إلى تجنب تصعيد فى المنطقة».
فى سياق مقابل، كشف القيادى فى حركة حماس أسامة حمدان إنه «لا أحد لديه أى فكرة» عن عدد المحتجزين الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة حاليا.
وقال حمدان فى تصريحات لشبكة «سي. إن. إن» الأمريكية الإخبارية، إن أى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين فى غزة، يجب أن يتضمن ضمانات بوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
وأوضح حمدان أن «الاقتراح الأخير المطروح على الطاولة لا يلبى مطالب حماس بإنهاء الحرب»، مشيرا إلى أن حماس بحاجة إلى «موقف واضح من إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة والسماح للفلسطينيين بتحديد مستقبلهم بأنفسهم، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار، ونحن مستعدون للحديث عن صفقة عادلة بشأن تبادل الأسرى».
مقطع مصور لعائلات الأسرى
على الصعيد الميدانى، أعلنت فصائل فلسطينية «مقتل أسيرين إسرائيليين لديها بفعل القصف الجوى الهمجى الإسرائيلى» على مدينة رفح قبل أيام، وفق وكالة الصحافة الفلسطينية(صفا).
وقالت الفصائل، فى مقطع مصور لعائلات الأسرى الإسرائيليين "جيشكم يخدعكم ويستمر فى خداعكم و حكومتكم لا تريد أن تستعيد الأسرى إلا فى توابيت".
وأضافت "جيشكم قتل اثنين من الأسرى فى القصف الجوى على مدينة رفح قبل أيام»، وختمت بأن» الوقت ينفد»، فى إشارة إلى ضيق الوقت لاستعادة الأسرى الإسرائيليين أحياء وفق صفقة تبادل مع المقاومة.
وجدير بالذكر، أنه فى اليوم الـ 252 للحرب الإسرائيلية على غزة، عاودت الآليات العسكرية الإسرائيلية التوغل فى وسط مدينة رفح الفلسطينية، وسمع دوى اشتباكات وتجدد القصف المدفعى فى منطقة حيى الشابورة والبرازيل وسط وشرق المدينة.