شاء الله سبحانه وتعالى وهو الفعال لما يشاء أن يكون للمسلمين على ظهر البسيطة عيدان العيد الأول هو عيد الفطر المبارك والذي يأتي عقب انتهاء المسلمين من أداء فريضة الصيام تتويجا وسعادة لهم بعد رحلة من الصيام والصبر والعطاء والايثار .
بينما العيد الآخر هو عيد الأضحى المبارك والذي ياتي عقب وقفة المسلمين بعرفات أداء لشعيرة الحج هذه الشعيرة التي يجنمع فيها المسلمون من أقصى الأرض إلى أقصاها في مكان واحد وعلى صعيد واحد تلبية ونداء لرب واحد هو خالق هذا الكون الكبير .
ومن حرص هذا الرب العظيم على التكافل والعطاء وعلى احساس الانسان باخيه الانسان فقد فرض زكاة الفطر المبارك وتبدأ عقب فجر أول يوم الصيام وتنتهي قبل فجر عيد الفطر المبارك وذلك لكي يتكافل الناس ويشعر بعضهم بالبعض فتكون المساعده ويكون الدعم المادي لمن اعوزتهم الحاجه كي تعينهم هذه الزكاه على مواجهة أعباء حياتهم .
بينما شرع لنا الأضحية عقب صلاة عيد الاضحى الأكبر ووجه المضحين بضرورة اخراج اجزاء من لحومها إلى المحتاجين والى الأهل والاقارب وذلك ربطا للتآزر والتراحم والتواصل والتضامن المجتمعي .
فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو خير موجه وناصح أمين للأمة باسرها كي تعلو فيها روح الترابط والمحبه الخالصه والمساعده ابتغاء لوجه الله سبحانه وتعالى وعلم أمته من خلال سنته كيف يكون العطاء المتجدد وكيف يكون السخاء والانفاق لمن لا يخشى الفاقه وحياته صلى الله عليه وآله وسلم مليئة بهذه الامثله الحيه والدروس العمليه الواقعيه التي كانت وما تزال و ستظل خير ملهم ونافع للناس في دينهم ودنياهم وأخراهم .
واذا كان الشارع الحكيم غايته من كل هذا وذاك الشعور بالآخرين بالدعم المادي والمعنوي وتحقيق التواصل الإنساني والديني والمجتمعي
فما أحوج أمتنا العربية والإسلامية أن تترابط وتتحدد _اليوم_كما أراد لها الله ورسوله اتحادا تواجه به المخاطر و التحديات التي باتت تحيط بها من كل جانب .
اتحادا نلملم به شتاتنا وتشرذمنا ونطبب به جراح أمتنا النازفة في القطاع المنكوب والقدس المحتلة.
الله يريد لنا الاجتماع على كلمة سواء ففيها النجاة والفوز الأكبر ولا يريد منا الفرقة والشتات ففيهما الهلكة والدمار وصفحات التاريخ خير شاهد على ذلك .
فيا بني أمتي وحدوا صفكم واسعوا لجمعكم ترهبوا عدوكم وتحققوا نصركم و تعودوا لمجدكم .
{ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}