نظمت مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، مساء أمس، ندوة مناقشة المجموعة القصصية «اليوم الثامن»، للدكتور شريف مليكة، بمشاركة الناقد الأدبي الدكتور شريف الجيار، والدكتورة بسمة الصقار، وأدار الندوة الكاتب الصحفي مصطفى عبد الله، وبحضور الكاتب ناصر عراق، ومجموعة من الشخصيات الثقافية والعامة.
في البداية قال مصطفى عبد الله، إن مكتبة مصر العامة منارة للثقافة المصرية، وتحتضن اليوم مناقشة المجموعة القصصية اليوم الثامن، للدكتور شريف مليكة.
وأضاف أن المجموعة تتكون من عدد من الأعمال السردية، من بينها قصص قصيرة وأخرى طويلة، حين قرأتها تشعر بأنها رواية منفصلة.
ومن ناحيتها قالت بسمة الصقار، إن المجموعة تمشفغ طريقة تفكير مؤلفها، وتفسر لنا الكثير من الروايات التي أبدعها شريف مليكة، وتبين الخط الإبداعي والهم السياسي والمجتمعي الذي حمله معه من مصر إلى أمريكا.
وأضافت أن المجموعة تحمل ١٠ قصص لكل قصة رمزية مختلفة، والقصة التي تحمل عنوان المجموعة تصلح لأن تكون خيال عملي، وتبين أن مؤلفها يفكر في أصل الحياة، بأن الإنسان كان يعيش في الجنة، وبسبب مخالفته القوانين نزل إلى الأرض، لافته إلى أن المجموعة تشير إلى أن المؤلف يهمه في الأصل الإنسان، والتفكير في كل شيء.
وأوضحت أن الخط الدرامي للمجموعة متوافق في أصل الإنسان، والهم في الغربة، والتطرف الفكري المرتبط بالدين في جميع الأديان التي ظهرت بعد السبعينيات، وجزء الغربة ظهر في قصة طعم مصر، وركز أيضا على اختلاف النفسي ما بين المهاجر سواء كان دبلوماسي، أو مواطن عادي، وذلك واضح في قصة الرحلة، وفي قصة ذلك الرجل الذي أتى إلينا، ربما يشير المؤلف إلى السيد المسيح، والمحبة، أما في قصة بعد أن تركنا صالة البلياردو، هذه القصة تبقى لأن تكون رواية، وهذه إذا كانت قد تم كتابتها في رواية كانت ستبقى أكثر وضوحا، ورأت أن كل قصة من قصص المجموعة ترتقي لأن تكون رواية منفصلة.
وقال شريف الجيار، إن المجموعة بها سردية خاصة، وهي سردية شريف مليكة، فنصوص اليوم الثامن، تؤكد لأننا أمام كاتب يكتب الرواية، والنوفلة ويترك القصة الكثيرة على الهامش، موضحا أن شريف مليكة كتب هذا النوع من عباءة الرواية، فذهنيته مفعمة بالتفاصيل، وهو خلق ليكون روائيا.
ورأى الجيار أن المجموعة تؤكد في البداية على أن الندية هي الأساس في تقدم الولايات المتحدة الأمريكية، وقصة اليوم الثامن تؤكد أن المواطن المصري إذا عمل في أمريكا يكون ترسا في المكينة الأمريكية، ويتم إزالته ويجدد، وهكذا، لافتا إلى أن القصة تؤكد أن النظام الأمريكي لا يتعامل في العمل بالمشاعر والعواطف.
وأكد أن المجموعة تكشف أن السياسية الأمريكية تحول العالم إلى رقم وحرف، وتكشف عن فكرة المراقبة الدائمة للإنسان، وهذا يشير إلى أن التكنولوجيا الحديثة تنذر الإنسان بالغزو الثقافي المعرفي العلمي، مما يؤكد إلى زيادة عدد البطالة.
وتابع الجيار: شريف مليكة يشير إلى أن النمط الأمريكي يستخدم المراقبة في كل شيء، لافتا إلى الفلسفة الأمريكية تراقب العالم على مدار الساعة، والمجموعة تشير إلى عقب السبعينيات كان على مصر أن تهتم بالثقافة والعمل، والمعرفة، وذلك من خلال قصة عبد الهادي عبد الهادي، متسائلا: ماذا حدث للخطاب الثقافي بعد ٧٣؟، ومن خلال قصة طعم مصر، يؤكد المؤلف أن المصري يخلق لنفسه مكانا في أي دولة حتى إذا كان في أمريكا.
وناقش شريف مليكة فكرة الإنسان المحظوظ والإنسان التعس، مطالبا من خلال المجموعة ألا نترك نفسها لفكرة الحظ.
ومن جانبه قال شريف مليكة، إن إعادة نشر المجموعة كان مهم بالنسبة له، متابعا: وقت أن كتبتها كنت أكتب شبه رواية كاملة، وقصص المجموعة تتدرج من لحظة الميلاد واكتشاف العالم الغريب الغامض، والقيام بالمهام على أعلى درجة من الدقة للمطالبة وتقديم أقصى من عندنا، لأننا مراقبين طوال الوقت.
وأضاف أن قصة عبد الهادي، هي قصة لشخص حقيقي، ذلك الشخص أول من أمسك بيدي لحظة انتقالنا من المعادي إلى شبرا، وبدأ في تعليمي ودعم للمشاركة في كل شيء سواء اللعب، أو الحوار، أو غيرها من الأمور المختلفة.