خطيب الأوقاف في خطبة الجمعة:
الإسلام يحترم آدمية الإنسان ويحفظ أمنه وسلامته
حجة الوداع أكدت حرمة الدماء والأموال والأعراض
الإسلام صان النفس البشرية من الهلاك والقتل وحرم الزنا
ألقى الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة من المسجد الكبير بمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، متحدثا عن موضوع بعنوان : "دين الإنسانية في أسمى معانيها" حرمة الدماء والأموال والأعراض “ في ضوء خطبة حجة الوداع”.
[[system-code:ad:autoads]]
وقال الدكتور نوح العيسوي، في خطبة الجمعة من المسجد الكبير بمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، إن الدين الإسلامي الحنيف، هو دين القيم الإنسانية والأخلاقية، يحترم آدمية الإنسان بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو عرقه.
[[system-code:ad:autoads]]
وأضاف نوح العيسوي، أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).
وأشار إلى أن النبي الكريم حرص على ترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية في نفوس المسلمين، من خلال خطبة حجة الوداع الجامعة التي أرسى فيها دعائم الحق وقواعد العدل، ورسم فيها مبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية، فدعا فيها إلى الرحمة والعفو والتسامح وبين فيها الحقوق والواجبات وأرسى فيها أسس المساواة، حدد فيها الحرمات.
وتابع: وقف النبي يوم عرفة، في جمع غفير من الصحابة مخاطبا إياهم فقال (أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لأعرابي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
وتابع: كانت خطبة النبي في حجة الوداع، سبقا فريدا في تاريخ البشرية لبيان أول ميثاق عالمي متكامل لحقوق الإنسان، لما حوته من قيم نبيلة تحفظ للإنسان كرامته وتحقق له أمنه وسلامته.
ذكر الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، إن من الجوانب الإنسانية التي أرستها خطبة حجة الوداع، حرمة الدماء والأموال والأعراض.
وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة من المسجد الكبير بمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، في يوم التروية، أن النبي الكريم قال في حجة الوداع (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا حتى تلقوا ربكم، ثم قال النبي: ألا قد بلغت، قالوا بلى يا رسول الله، قال النبي: اللهم فاشهد.
وأكد أنه لا يحل لإنسان أن يعتدي على أخيه الإنسان أو أن يتعرض له بأي لون من الإيذاء لأن النبي قال (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله عرضه) فأمر الدماء في الإسلام عظيم لأن النبي قال (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مؤمن).
وأوصى الله عزوجل بالحفاظ على النفس البشرية وعدم التعرض لها، فقال الله (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
كما حذر النبي من أكل أموال الناس بالباطل فقال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ).
قال الدكتور نوح العيسوي، خطيب الجمعة الثانية من ذي الحجة يوم التروية، إن كل أموال جاءت من حرام فهي باطلة سواء أكانت سحت أو غش أو احتكار، من غش فليس منا، وحذر نبينا من استغل حاجة الناس برفع الأسعار والتربح منهم فقال صلى الله عليه وسلم: «من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقا على الله أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة».
وتابع خطيب يوم التروية بالأوقاف تحت عنوان "دين الإنسانية في أسمى معانيها" حرمة الدماء والأموال والأعراض “ في ضوء خطبة حجة الوداع”: كما حرم الإسلام الدماء والأموال، حرم أيضا أعراض المسلمين فهو دين الطهر والعفاف وصان النفس البشرية من الهلاك والقتل وحرم الزنا وقذف المحصنات الغافلات، لافتا إلى حديث النبي الذي رواه الترمذي يقول عن ابن عمر رضي الله عنهما قال صَعدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ».
وشدد على حقن الدماء والحفاظ على الأموال وصيانة الأعراض، حيث كل الدماء محرمة والأعراض محصنة، موضحًا يوم عرفة يكفر سنتين اثنتين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعد».