قامت إيران بسرعة بتركيب مجموعتين جديدتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو وتعمل بنشاط على إنشاء مجموعات إضافية، وفقًا لتقرير حديث صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه رويترز. ويشكل هذا التطور جزءاً من استراتيجية إيران الأوسع نطاقاً لتعزيز قدراتها النووية، مع التخطيط لمزيد من المنشآت في محطتها تحت الأرض في نطنز.
تفاصيل من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
ويلخص التقرير السري، الذي أُرسل إلى الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خطط إيران وأنشطتها الأخيرة في محطة فوردو لتخصيب الوقود. وجاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "في 9 و10 يونيو... أبلغت إيران الوكالة أنه سيتم تركيب ثماني مجموعات تحتوي كل منها على 174 جهاز طرد مركزي من طراز IR-6 خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة في الوحدة الأولى من محطة فوردو لإثراء الوقود".
وتعد أجهزة الطرد المركزي "آي آر-6" من بين أكثر النماذج تطورا في إيران، فهي قادرة على تخصيب اليورانيوم بمعدل أسرع بكثير من الإصدارات السابقة. ويوضح التقرير كذلك أنه "في 11 يونيو 2024، تحققت الوكالة في محطة فوردو لإثراء الوقود من أن إيران أكملت تركيب أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-6 في سلسلتين تعاقبيتين في الوحدة 1. وكان تركيب أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-6 في أربع سلاسل تعاقبية إضافية مستمراً".
الآثار العالمية
من المرجح أن يثير تركيب إيران السريع لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة مخاوف كبيرة داخل المجتمع الدولي، وخاصة بين الدول القلقة بشأن احتمال قيام إيران بتسريع إنتاجها لليورانيوم المخصب. وقد تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة التوترات المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني، الذي كان نقطة محورية في الجهود الدبلوماسية والمفاوضات الدولية لسنوات.
آراء الخبراء
يراقب الخبراء النوويون والمتخصصون في العلاقات الدولية هذه التطورات عن كثب. وقال الدكتور علي فايز، أحد كبار المستشارين المعنيين بإيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن "تركيب إيران السريع لأجهزة الطرد المركزي IR-6 هو إشارة واضحة إلى نيتها تطوير برنامجها النووي بسرعة، وهو ما قد يُنظر إليه على أنه خطوة استفزازية من قبل" المجتمع العالمي".
وبالمثل، أشار مارك فيتزباتريك، الزميل المشارك في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أن "هذا التوسع في فوردو، إلى جانب الأنشطة في ناتانز، يشير إلى دفعة استراتيجية من جانب إيران لتعزيز بنيتها التحتية النووية. ومن المرجح أن يتوقف الرد الدولي على الدبلوماسية". الالتزامات وإمكانية تجديد المفاوضات."
الخطوات التالية للمجتمع الدولي
وتؤكد النتائج التي توصلت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحاجة الملحة إلى التوصل إلى حل دبلوماسي لمعالجة طموحات إيران النووية. وقد يؤدي توسيع منشآت الطرد المركزي في فوردو ونطنز إلى تعقيد الجهود الرامية إلى إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي الصفقة النووية التي انسحبت منها الولايات المتحدة في عام 2018.
وقد تحتاج الدول المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية والصين وروسيا، إلى إعادة تقييم نهجها تجاه الأنشطة النووية الإيرانية في ضوء هذه التطورات الجديدة. ويتطلب الوضع إيجاد توازن دقيق بين الدبلوماسية، والضغوط، والحوافز المحتملة لإعادة إيران إلى الالتزام بالاتفاقيات النووية الدولية.
ويمثل قيام إيران بتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة في محطة فوردو للتخصيب خطوة مهمة في برنامجها النووي، وما يترتب على ذلك من عواقب بعيدة المدى على الأمن العالمي والدبلوماسية. وسيحتاج المجتمع الدولي إلى التعامل مع هذه التطورات بعناية لمنع المزيد من التصعيد وتشجيع العودة إلى المفاوضات البناءة.